هنا مانشستر. مانشستر الليلة (أمس) مختلفة عن كل الأيام. مانشستر الليلة أكبر من مدينة ومن مكان، هي العالم بأسره ومحط الذكريات والأحلام. الجميع هنا. القلوب تسبق الأبصار، والأفراح تسكن العيون وتسري في الأنفاس. هنا الحكاية وكل الرواية. حكاية مباراة سيتوقف العالم بأسره لمتابعتها على حد قول جوزيه مورينيو. ورواية متعة كروية يبحث عنها كل عاشق لهذه الساحرة المستديرة التي باتت سلطانة هذا الزمان.
هي «الملحمة الكروية» التي قيل عنها الكثير وترقبها الملايين. ها هي تدنو من أن تبصر النور. الفريقان باتا في الملعب، على عشب «أولد ترافورد». هنا مانشستر يونايتد متسلحاً بحضور جماهيره ومقابله ريال مدريد متسلحاً بأمنيات مناصريه التي يُسمع صداها من مدريد الى مانشستر، وبينهما تاريخ عظيم مضى، وآخر، سيُصنع الآن. هنا البرتغالي كريستيانو رونالدو حاضراً بالصوت والصورة. أخيراً ها هو يتصدر الشاشة بعد أغلفة الصحف والمجلات. انظروا اليه كيف يتأمل «اولد ترافورد» ويبحث في زواياه عن ذكرى رسمت، ذات يوم، طريقه الى عالم الشهرة من قلب هذا المكان.
إنها العاشرة الا ربعاً ليلاً (بتوقيت بيروت)، مانشستر تغلي كما الأفئدة التي أرهقها الانتظار. ها هي الأحلام والأمنيات تنكفئ رويداً رويداً وتترك المكان للقلق والخوف على مصير فريق في بطولة غدت عنواناً للريادة. حانت اللحظة الحاسمة. لحظة الحقيقة. ها هي المباراة التي وُصفت بالأبرز حتى اللحظة في هذا الموسم تفتح ذراعيها لتحتضن كل العالم.
أولى «مفاجآت» المباراة كانت سريعة، حتى قبل صافرة البداية. واين روني على دكة الاحتياط وراين غيغز أساسياً. حسناً، هل هو تكريم من المدرب الاسكوتلندي اليكس فيرغيسون للاعبه الويلزي في مباراته الألف؟ ربما.
الكرة الآن بين الأقدام. بدا واضحاً في الشوط الاول أن مانشستر ترك ريال مدريد يستحوذ على الكرة واعتمد على الهجمات المرتدة كما فعل الملكي نفسه مع برشلونة، وقد نجح في ذلك ولاحت له فرصتان خطيرتان: رأسية الصربي نيمينيا فيديتش في القائم الأيسر (20) وتسديدة داني ويلبيك التي أبعدها دييغو لوبيز (34)، اما رونالدو المحاصر فكان الحاضر الغائب. الشوط الاول ينتهي. التشويق لم يكن على قدر المتوقع. لسان الحال أين ما كان: لا بد من ان تتبدل الصورة في الشوط الثاني. وهذا ما حصل بالضبط. الدقيقة 48: دربكة في منطقة ريال تصل الكرة الى البرتغالي لويس ناني الذي يلعبها عرضية فيتابعها سيرجيو راموس في شباك فريقه. «اولد ترافورد» يشتعل.
قلنا تشويق إذاً. الدقيقة 56: بطاقة حمراء على ناني. «اولد ترافورد» يقوم ولا يقعد احتجاجاً. فيرغيسون يشد من ازر الجماهير. لكن هيهات. طردُ قلب كل المعادلات رأساً على عقب. ريال مدريد ينطلق بقوة نحو الهجوم. الخطر المدريدي يزداد. كان لا بد من تسديدة تفك طلاسم الدفاع، وها هي تأتي من قدم البديل الكرواتي لوكا مودريتش، وبقوة، في القائم فالشباك (66). تتغير معالم فيرغيسون. ثلاث دقائق وتزداد وجوماً: رونالدو يسجل في «اولد ترافورد» من متابعة لتمريرة الأرجنتيني غونزالو هيغواين. تخور قوى يونايتد المنقوص. الدقائق تمر سريعة على الانكليز وتصديات لوبيز تزيدهم إحباطاً. الحكم يطلق صافرته، وجماهير يونايتد بدورها ترد عليه بصافرات الاستهجان!
«مرحباً بك رونالدو. نريدك أن تعود، لكن لا أن تسجل». لافتة رفعها طفل في «أولد ترافورد» قبل المباراة، اما بعدها فلسان الحال: «رونالدو لا أهلاً بك ولا مرحب»!




دورتموند يتأهل

تأهل بوروسيا دورتموند الألماني الى ربع النهائي بعد فوزه على شاختار دونيتسك الاوكراني 3-0 (2-2 ذهاباً)، سجلها البرازيلي فيليبي سانتانا (31) وماريو غوتزه (37) والبولوني ياكوب بلازيكوفسكي (59). ويلعب الليلة (الساعة 21,45): يوفنتوس الايطالي مع سلتيك الإسكوتلندي (3-0 ذهاباً)، وباريس سان جيرمان الفرنسي مع فالنسيا الاسباني (2-1 ذهاباً).