تشارك السلام زغرتا والحكمة الهموم نفسها تقريباً في المواسم القريبة الماضية، فالأول سقط الى مصاف اندية الدرجة الثانية في موسم 2008-2009، ولحق به الثاني في الموسم التالي، ليقعا في صراعٍ رياضي احياناً وغير رياضي في احيانٍ اخرى بقيا على اثرهما في «دوري المظاليم».
الهمّ المشترك عند الفريقين بالصعود الى الاولى، تحوّل الى مسألة حساسة، اذ فصل كل منهما مصلحته الخاصة عن الآخر بعدما بدا في فترةٍ ما وكأن هناك تعاوناً ولو بطريقة غير مباشرة بينهما، وتحديداً قبل موسمين عندما نقل الوليّ السابق على فريق الحكمة اميل رستم ثلاثة لاعبين اساسيين من الفريق الاخضر الى نظيره الشمالي (هم وليد شحادة وعلي طنيش ووائل كوثراني). لكن صورة لقاء الفريقين في الموسم الماضي في زغرتا لم تكن مثالية إطلاقاً وخلقت نوعاً من العداء بين اصدقاء الأمس، وقد تعزّز في نهاية الموسم بعدما قيل ان السلام كان وراء فتح ملف الحكمة الذي انتهى ببقاء الاخير في الثانية.
الناديان يتشابهان في كثير من الجوانب ايضاً، اذ ينطلقان من ارضية مشابهة، فالحكمة يتبع لمطرانية بيروت المارونية، بينما يقول النظام الداخلي للسلام بأنه في حال انفراط عقد النادي فان كل ما يملكه يعود الى رعية اهدن ــ زغرتا، علماً ان ابرز المصادر التمويلية للفريق تأتي من مستشقى سيدة زغرتا.
لكن بغض النظر عن كل هذا التشبيه ووحدة المسار والمصير التي ظهرت في فترة معيّنة على علاقتهما، فان الودّ مفقود نوعاً ما بين الطرفين ولو ان المسؤولين يحاولون التخفيف من هذه المسألة التي عادت الى الواجهة عشية لقاء الفريقين، الذي قد يعيد احدهما الى الاولى. فالحكمة الذي يملك 4 نقاط في دورة التصفية النهائية يحتاج الى التعادل امام السلام صاحب النقاط الثلاث والذي يحتاج الى الفوز للصعود، وخصوصاً ان المباراة الاخرى في «الفاينال فور» تميل فيها الكفة الى المبرة (4 نقاط) امام النهضة بر الياس (2.15 على ملعب الصفاء) الذي لا يملك اي نقطة، علماً انه في حال فوز الاخير وخسارة الحكمة امام السلام سيتساوى الفريق الاخضر مع المبرة نقاطاً، وبالتالي فان مباراة فاصلة بين الاثنين ستحدد هوية المتأهل الثاني الى الاولى.
الحديث في الشارع الزغرتاوي يسخر من اقاويل حكماوية عن ان السلام لن يسمح للحكمة بالصعود معتمداً على وسائل غير رياضية. وينطلق الساخرون من هذه الاقاويل ليعطوا مثلاً عن ان الفريق الشمالي لم يضرّ بالحكمة يوماً بل يعود الفضل اليه في عدم هبوط الحكمة الى الدرجة الثالثة في الموسم قبل الماضي.
أمين سر السلام شربل عزيزي لا ينفي حدّة المنافسة المستجدة بين الزغرتاويين والحكماويين وخصوصاً بعد احداث الموسم الماضي، لكنه يعلّق: «اذا نظرنا فنياً الى وضع الفريقين هذا الموسم، فلا بدّ من القول ان السلام هو من يستحق الصعود. صحيح ان الحكمة قدّم اداء جيّداً لكنه كان مهزوزاً في فترات معيّنة، بينما تمكنا من تحقيق 10 انتصارات مقابل خسارتين وتعادلين وامتلكنا خطي هجوم ودفاع ممتازين». واضاف: «اعتقد انه يفترض ان يكون هناك ارتياح عند الجميع لناحية حدوث شيء غير رياضي، والدليل استقدام طاقم حكام قبرصي لادارة اللقاء».
بدوره، لا ينفي مدرب الحكمة حسن أيوب ان هناك امتعاضاً عند بعض الحكماويين تجاه السلام زغرتا تحديداً بعدما تحوّل الاخير غريماً لأسبابٍ عدة «لكن بالنسبة إلي السلام هو نادٍ شقيق وصفحة الموسم الماضي طويت».
لكن أيوب يغالط عزيزي في مسألة احقية احد الفريقين في الصعود، اذ يرى ان الحكمة هو الاجدر لأسبابٍ محددة «اهمها اننا صارعنا ظروفاً صعبة جداً ووصلنا الى هذه المرحلة بكثير من التضحية، في الوقت الذي عاش فيه السلام استقراراً من كل النواحي».
واذ يرفض مدرب الحكمة الغوص في تفاصيل هذه الاسباب، فانه لا يمكن اخفاء ان لاعبي الحكمة وقبل مباراة اليوم لم يطالبوا بالحوافز بل فقط برواتبهم التي لم يحصلوا عليها (قد تُصرف لهم قبل لقاء اليوم) رغم الاتصالات الكثيرة التي قام بها مدير الفريق سمير نجم مع اعضاء من الادارة حيث بادره احدهم بالقول بعدما لمس اصراراً لديه: «مهلاً فان لاعبي كرة السلة لم يقبضوا ايضاً».
هذه الحادثة لم تكن سوى امثولة عما خسره الحكمة فنياً طوال الموسم بسبب عدم الاستقرار المادي والاوضاع الصعبة، من سوء ارضية الملعب في عين سعادة الذي بدا وكأنه حقل لزراعة البطاطا، وعدم تجهيز الاخير بحمامات ملائمة، ووصولاً الى ثورة بعض اللاعبين الاساسيين مطالبين بمستحقاتهم عشية المواجهة الأهم.