كثيرة هي التصريحات التي وردت الى متابعي سباقات سيارات الفورمولا 1 عشية انطلاق الموسم الجديد، وقد تضاعفت هذه التصريحات بعد التجارب الاخيرة التي أقيمت على حلبة كاتالونيا في برشلونة حيث خرج غالبية السائقين بمعنويات عالية، حتى إن بعضاً منهم توعّد منافسيه بأن اللقب لن يفلت منه هذه السنة، وعلى رأس هؤلاء سائق فيراري الاسباني فرناندو ألونسو، الذي يمكن اعتباره مرشحاً دائماً للصعود الى أعلى منصات التتويج.
وإذ يعرف كثيرون أن الرجل الاقوى في الفئة الاولى لا يزال بطل العالم في المواسم الثلاثة الاخيرة الالماني سيباستيان فيتيل سائق «ريد بُل رايسينغ»، فإن ضياعاً أصاب الرأي العام مع الكلام الكثير عن توقّع مفاجآت خلال الموسم الجديد، الامر الذي قد يفرز بطلاً جديداً ينزل «سيب» عن العرش.
إذاً الكل بانتظار مفاجأة ما أو سائق مفاجأة يمكنه أن يقلب الامور رأساً على عقب ويرفع من معدل الاثارة التي شهدتها سباقات الفورمولا 1 في المواسم الاخيرة وسط المنافسة القوية التي عرفها فيتيل أمام خصومه الذين يزدادون يوماً بعد آخر.
ولعل الحديث الابرز في الاسابيع الاخيرة كان عن إمكان بقاء السائق البريطاني لويس هاميلتون ضمن دائرة المنافسين الاقوياء لفيتيل، بعدما بدا في فترة من الفترات أحد القادرين على كبح الالماني. لكن انتقال هاميلتون الآن من ماكلارين مرسيدس الى مرسيدس جي بي، قد يكون منعطفاً في مسيرة السائق الاسمر، رغم الحملة الاعلامية الكبيرة التي رافقت هذه النقلة، وخصوصاً أن البريطاني جاء ليملأ فراغ «الاسطورة» الالماني ميكايل شوماخر بطل العالم سبع مرات، والذي اعتزل السباقات مجدداً.
لكن الحقيقة أن تحوّل هاميلتون الى مرسيدس هو خطوة جيدة رغم انتقادات كثيرين لها، إذ إن قراءة للأداء الذي قدّمه في التجارب التي سبقت انطلاق الموسم، تترك انطباعاً أنه يمكنه إخراج شيء من «السهم الفضي» والفوز ببعض السباقات، وخصوصاً تلك التي تستضيفها حلبات تتناسب مع قدرات السيارة. إلا أنه لا يمكن الجزم بأن هاميلتون سيكون قادراً على الفوز باللقب، لأن الفريق الالماني يملك مشروعاً يمتد لسنتين كاملتين من أجل تطوير السيارة، حيث ستكون القوانين قد تغيّرت بشكلٍ كبير، ليصبح بالتالي محرك مرسيدس الأفضل والقادر على إحداث الفارق ومنح سائق السيارة اللقب الغالي.
كذلك، يبرز اسمان لإحداث العديد من المفاجآت في الموسم الجديد، أولهما بديل هاميلتون في ماكلارين مرسيدس، أي المكسيكي سيرجيو بيريز، وثانيهما الالماني نيكو هالكنبرغ المنتقل الى ساوبر للحلول بدوره مكان الاخير.
ومن دون شك، فإن بيريز الملقّب بـ«تشيكو» قد برهن مع فريقه السابق على أنه سائق سريع، لكنه الآن أمام اختبارٍ حقيقي لمعرفة إذا ما كان بإمكانه تنصيب نفسه رمزاً في فريقٍ كبير، فهو بالتأكيد سيواجه أجواء مختلفة عن تلك التي عاشها في ساوبر، وخصوصاً وسط وجود سائق بريطاني في فريقٍ بريطاني هو جنسون باتون الذي يعدّ أكثر السائقين خبرة الآن على حلبات الفورمولا 1 حالياً.
لكن لا يمكن إغفال أن اهتمام ماكلارين سيكون كبيراً بـ«تشيكو» حيث يرى فيه القيّمون صورة البطل المقبل، ومع السيارة الجيدة التي يملكها سيكون قادراً على الفوز ببعض السباقات، لكن ليس اللقب الذي يحتاج الى خبرة أوسع لا يملكها المكسيكي في الوقت الحالي.
أما بالنسبة الى هالكنبرغ الذي يعدّ أحد أكثر السائقين موهبة في الفورمولا 1، فإنه يمكنه بالتأكيد فعل شيء كبير في حال واصل ساوبر النسج على منوال الموسم الماضي وسار في درب التطوير نفسه لسيارته التي لفتت الانظار، والتي يتوقع أن يخرج «هالك» أفضل ما فيها، وهو الذي اعتاد هذا الامر منذ انطلاق شهرته سائقاً مهيمناً على بطولة «آي وان جي بي».
أما الشيء الجديد الذي يمكن أن نراه أيضاً هذا الموسم فهو دخول السيارات بشكلٍ أكبر الى مناطق الصيانة لتبديل الاطارات، وخصوصاً بعدما لمس الجميع مدى تآكل إطارات «بيريللي» خلال التجارب، وهي مسألة ستكون بلا شك مفصلية في تحديد هوية الفائزين في السباقات عبر الاستراتيجيات التي ستعتمدها الفرق التي خرجت بابتكارات جديدة هذا الموسم، أمثال فيراري وماكلارين وساوبر، في الوقت الذي فضّل فيه فريق «ريد بُل رايسينغ» بطل الصانعين ومرسيدس ولوتوس عدم الذهاب نحو إجراء تغييرات جذرية على سياراتهم.
وبغض النظر عن كل هذه التحليلات والتوقعات، فإن الاكيد أن موسم الفورمولا 1 سيكون على قدر التوقعات وبمعدل أعلى للاثارة التي شهدناها في المواسم الاخيرة.



اليوم إنطلاق تجارب أوستراليا

سيكون بطل العالم سيباستيان فيتيل على رأس المنطلقين في التجارب الحرة لسباق اوستراليا حيث تقام الجولة الاولى الساعة 3.30 من فجر اليوم، والثانية الساعة 7.30. اما التجارب الرسمية فتقام غداً الثامنة صباحاً، والسباق الاحد في التوقيت عينه.