من تابع مباراة بوروسيا دورتموند الألماني على ملعب ملقة الإسباني الاسبوع الماضي في ذهاب الدور ربع النهائي لمسابقة دوري ابطال اوروبا، يمكن ان يكون قد استغرب كثيراً انتهاء اللقاء بنتيجة سلبية، وخصوصاً إثر كمّ الفرص الذي حصل عليه الفريق الضيف من دون ان يهز الشباك.
اذاً، مشكلة فعالية عاشها دورتموند في «لا روساليدا»، لكن هذه المشكلة قد يكون لها انعكاسات ايجابية على الفريق الالماني، فهي ستعطي المدرب يورغن كلوب مزيداً من الشجاعة لمنح حرية اكبر لمهاجميه في خط المقدمة، وهو أمر قد يفضي الى اهدافٍ كثيرة، في الوقت الذي يعيش فيه ملقة حتى قبل الدخول الى لقاء الليلة ضغطاً كبيراً بعدما لمس مدى الخطورة الالمانية التي قد تكون مؤذية جداً.
لكن كيف سيحل كلوب مشكلة عدم التوفيق التي يعيشها ماريو غوتزه والبولوني روبرت ليفاندوفسكي؟
ببساطة، سيلجأ كلوب الى حلّ كلاسيكي اعتمد عليه في مباريات عدة في دوري الابطال هذا الموسم، يتمثل في الضرب على الظهير الاضعف عند الخصم عبر استخدام سلاحه السرّي المدعو ماركو رويس. وفي مواجهة ملقة لا يخفى ان الظهير الايسر فيتوريو أنتونيس هو من يمكن العمل حوله، وخصوصاً أن الاخير ليس بمستوى الدولي ناتشو مونريال الذي رحل الى ارسنال الانكليزي مطلع السنة الحالية.
وضع رويس على الجناح الايمن، لا الايسر، قد يكون الضربة الحاسمة التي سيوجّهها كلوب الى نظيره التشيلياني مانويل بيلليغريني، إذ إن النجم المتألق يمكنه القيام بعملٍ مزدوج من هذا المركز؛ حيث يمكنه اختراق أنتونيس والتسجيل، أضف أنه سيكون مرتاحاً لايصال كراته الحاسمة الى الهداف البولوني روبرت ليفاندوفسكي. ورويس هو افضل ممرر في دورتموند هذا الموسم الى جانب وقوفه كثاني الهدافين في الفريق خلف ليفاندوفسكي برصيد 15 هدفاً في المسابقات المختلفة، ثلاثة منها في دوري الابطال.
وبطبيعة الحال، يحتاج رويس الى تغيير في مركزه بعدما فشل في هزّ الشباك في 8 مباريات متتالية، وتحديداً منذ هدفه في مرمى اينتراخت فرانكفورت في منتصف شباط الماضي، وبالتالي ستكون الفرصة سانحة له امام ملقة، ولو ان الفريق الاندلسي يتمتع بخط دفاع ثابت نسبياً؛ اذ لم يتلقّ مرماه اكثر من 32 هدفاً في الدوري الاسباني.
كذلك، لا يمكن اسقاط أن وجود رويس على الميمنة سيحرر النجم الآخر ماريو غوتزه لزيادة اختراقاته من العمق بالشكل الذي يهواه عادة، ودائماً بمؤازرة ليفاندوفسكي الذي يفسح له المساحات عبر جرّه المدافعين معه الى داخل منطقة الجزاء.
وعموماً، كانت الجهة اليمنى مصدر القوة عند بوروسيا دورتموند في حملتيه الناجحتين في الموسمين الأخيرين، حيث توّج بطلاً للدوري الألماني، وخصوصاً عندما فاجأ كلوب منافسيه بوضعه البولوني ياكوب بلاتشيكوفسكي الذي يلعب بالقدم اليسرى على الجناح الأيمن حيث شكّل ثنائياً مع مواطنه الظهير لوكاس بيتشيك. لكن في غياب كابتن المنتخب البولوني سيتحوّل رويس لخلق شراكة مع بيتشيك، وذلك بعدما رسم لوحات هجومية رائعة في مباريات عدة في البطولة القارية مع الدولي الآخر الظهير الايسر مارسيل شملتسر.
هي تفاصيل صغيرة لكن مفعولها قد يكون كبيراً في مباراة قد تكون الاهداف الالمانية الغزيرة عنوانها العريض الليلة.



ريال مدريد في إسطنبول

سيكون ريال مدريد الإسباني مرتاحاً عندما يحلّ الليلة (21.45) ضيفاً على غلطة سراي التركي، وذلك بعد تقدّمه 3-0 ذهاباً. لكن مدرب الملكي، البرتغالي جوزيه مورينيو، يريد تسجيل نتيجة كبيرة اخرى لإبقاء الصورة القوية لفريقه في المسابقة القارية الساعي إلى لقبها.