لم يكن باستطاعة أمهر العرافين أن يتوقعوا أن تكون نتيجة مباراة الصفاء والراسينغ على ما انتهت عليه. ففوز الصفاء 5 - 0 على ملعب المدينة الرياضية في ختام الأسبوع الـ17 من الدوري اللبناني جاء مفاجئاً لعدة أسباب، أهمها النتائج الكبيرة التي حققها الراسينغ في المراحل الماضية، الى جانب العروض المهزوزة للصفاء مؤخراً.
لكن في نظرة سريعة الى مجريات المباراة، يمكن معرفة حيثيات الخسارة الراسينغاوية الثقيلة وهي تحمل عنواناً بارزاً هو الحارس حسن حسين. فحارس مرمى فريق الراسينغ كان اللاعب الرئيسي في النتائج الممتازة التي حققها فريقه مع فوزه على النجمة والأنصار والعهد، فكان حسين سبباً رئيسياً وليس الوحيد في فوز الفريق. فالحارس الذي يعتبر ظاهرة البطولة الحالية كان غالباً ما يتصدى لأربع الى خمس كرات خطرة جداً في كل مباراة، وآخرها أمام النجمة في المرحلة الماضية. لكن أمس انقلبت الحال فكان حارس الراسينغ السبب الرئيسي في خسارة فريقه بعد العرض المهزوز الذي قدمه بشكل غريب إذ ارتكب خطأين قاتلين كانا كافيين لتقدم الصفاء 2 - 0 مع بداية الشوط الثاني، فكان الأول في الدقيقة 40 مع كرة حرة لمحمد حيدر أفلتت من يدي حسين لتدخل المرمى. أما الخطأ الثاني فكان في الدقيقة الثالثة من انطلاق الشوط الثاني حين افلتت كرة طارق العمراتي من يدي حسين بطريقة غير مفهومة لتتحضر أمام محمد زين طحان الذي أودعها بسهولة داخل المرمى. هدفان كانا كافيين لتدمير معنويات لاعبي الراسينغ الذين لم يكونوا في يومهم أصلاً. فلاعبي الراسينغ الذين تميزوا أمام الفرق الكبيرة غابوا «عن السمع» أمس، والتحركات المرعبة للاسينا سورو لم تكن حاضرة، والحس التهديفي للمهاجم فيليب باولي والتي قهرت النجمة، غاب أمس. أما العنوان الأبرز كان غياب الروح القتالية والرغبة بالفوز فعاني الدفاع القلق من أداء حارسه حسن حسين.
من جهتهم، استغل الصفاويون حالة الانهيار الراسينغاوية، ليستفيقوا ويسجلوا خمسة أهداف. وإذا كان إثنان منها جاءا من خطأين فإن الثلاثة الباقية كانت ملعوبة فسجل حمزة سلامي الهدف الثالث في الدقيقة 79 بطريقة رائعة بعد تمريرة من خضر سلامي، قبل أن يضيف المغربي طارق العمراتي الهدف الرابع من ركلة حرة (87)، لينهي النيجيري صامويل اوتشي مسلسل التسجيل بهدف خامس بعد كرة «خالصة» من محمد زين طحان بعد مجهود فردي عن الجهة اليمنى (89).
استعادة الصفاء لبعض عافيته، لم يكن كافياً لتثبيت المدرب العراقي أكرم سلمان في منصبه موسماً جديداً، حيث أصبح في شبه المؤكّد مغادرة سلمان للفريق مع نهاية الموسم، خصوصاً في ظل العلاقة المتوترة قليلاً مع ادارة ولاعبي الصفاء. علماً أن معلومات أخرى أشارت الى أن ادارة الصفاء كانت تفكر في تغيير سلمان قبل فترة بعد العروض المهزوزة، إلا أن عدم وجود البديل المناسب حسم الإبقاء على المدرب العراقي حتى نهاية الموسم.
أما من جهة الراسينغ، فقد نجحت ادارة النادي في الحفاظ على مدربها التشيكي ليبور بالا موسماً آخر حيث تم توقيع عقد معه حتى نهاية الموسم المقبل.