وضع ريال مدريد الإسباني اهتمامه بالأرجنتيني سيرجيو أغويرو، مهاجم مانشستر سيتي الإنكليزي، وبالأوروغوياني إدينسون كافاني، مهاجم نابولي الإيطالي، جانباً، وبات الحديث على نحو مفاجئ في مدريد الآن عن جوليان دراكسلر. أول من أمس، أوردت صحيفة «ماركا» المقرّبة من النادي الملكي تقريراً يتحدث عن اهتمام الأخير باللاعب الألماني. أما أمس، فقد طار صحافيو الموقع الإلكتروني للصحيفة، على نحو مثير للتساؤل الى ألمانيا، لإجراء حوار مع الشاب البالغ من العمر 19 عاماً، أتبعه بتقرير حول «بروفايل» لاعب وسط شالكه. بالطبع، لا يفهم من كل هذا الاهتمام من «ماركا» سوى أن «طبخة دراكسلر» تبدو على نار حامية في مدريد. لا شيء خرج بعد إلى العلن، لا على لسان مسؤولي ريال مدريد ولا نظرائهم في شالكه، إلا أن تسلسل الأحداث في اليومين الماضيين يشي بأن نبأ ما سيبصر النور قريباً حول الصفقة.
«اللعب لريال مدريد سيكون بمثابة الحلم بالنسبة إليّ»، هكذا قال دراكسلر، صاحب الفنيات العالية والقدرة الكبيرة على التسجيل وصناعة اللعب والبنية الجسمانية المثالية (يبلغ طوله 1,85 متراً) لـ«ماركا». فبعدما ربط اللاعب بالانتقال الى الكثير من الأندية الأوروبية الكبرى، وهي: مانشستر يونايتد وتشلسي وتوتنهام وأرسنال الإنكليزية وميلان الإيطالي، جاء الخبر اليقين بإعلان اللاعب الصريح عن حلمه بارتداء قميص النادي الملكي.
ولا يخفى أن ثمة أموراً عديدة قد تلعب دورها في نجاح هذه الصفقة بالنسبة إلى ريال مدريد، إذ إن العلاقات التي تربط بين النادي الإسباني ونظيره الألماني تتخطى طبعاً كون الناديين يحملان لقب الملكي، إذ إنها تجلت بانتقال أحد أهم رموز «الميرينغيز» في تاريخه، راوول غونزاليس، الى شالكه عام 2010. وللمفارقة، فإن ذلك العام شهد صعود دراكسلر الى الفريق الأول في النادي الأزرق، وقد لقيت مهاراته التي ظهر بها في ما بعد إعجاب راوول.
انطلاقاً من هذه النقطة، يبدو من المتوقع أن لا يلاقي ريال مدريد صعوبة في المفاوضات مع شالكه، إذا ما تقدّم بعرض لضم دراكسلر، كتلك التي ستعانيها الأندية الأخرى.
أما النقطة الثانية، فتتعلق بالشاب نفسه، إذ بغضّ النظر عن حلمه باللعب لنادٍ هو الأفضل في القرن العشرين، فإن خروجه من ألمانيا في مثل هذه السن الصغيرة لا شك في أنه يبدو مغامرة، وخصوصاً أن من المعروف صعوبة انتقال اللاعبين الألمان الى البلدان المجاورة وتمسّكهم الكبير بدوري بلادهم، وهذا ما حال دون رحيل لاعبين كباستيان شفاينشتايغر وفيليب لام وغيرهم عن الـ«بوندسليغا»، غير أن دراكسلر سيجد في مدريد أسباب الراحة، وفي مقدمها وجود مواطنيه وزميليه في المنتخب الوطني، مسعود أوزيل (خريج مدرسة شالكه أيضاً) وسامي خضيرة، وهذا ما سيساعد الشاب الصغير على التأقلم في العاصمة الإسبانية سريعاً.
الأيام أو حتى الساعات المقبلة كفيلة بأن تحمل الخبر اليقين بالنسبة إلى ريال مدريد ودراكسلر. لكن مهما تكن وجهة الألماني، فإن الأكيد أنه سيكون مكسباً للفريق الذي سيحط فيه رحاله، فما يظهره هذا الشاب الموهوب في ملاعب ألمانيا لا يمكن أن يكون عابراً على الإطلاق.



ألماني آخر مطلوب

لا يبدو جوليان دراكسلر الألماني الوحيد الذي يهتم ريال مدريد بضمه، إذ إن إيلكاي غوندوغان، لاعب وسط بوروسيا دورتموند، مطلوب أيضاً في العاصمة الاسبانية، اذ ذكرت صحيفة «ماركا» أن النادي الملكي يضع غوندوغان خياراً ثانياً في حال فشله في التعاقد مع الفرنسي الشاب، جيوفري كوندوغبيا، لاعب وسط إشبيلية.