«Allez Les Verts». شعار فتح كثيرون من ابناء الجيل الحالي المتابع لكرة القدم أعينهم عليه. شعارٌ ربما يعرفه متابعو اللعبة في لبنان اكثر من غيرهم لانه ارتبط لفترة من الفترات بنادي الحكمة في الدوري اللبناني حيث ذهب محازبون حكماويون عديدون لتشجيع النادي الفرنسي انطلاقاً من «توأمة» اللون والشعار.
ومن فاته التاريخ الكروي ربما يفترض ان يعلم ان سانت اتيان هو اكثر الاندية فوزاً بلقب الدوري الفرنسي بالتساوي مع مرسيليا (10 القاب لكلٍّ منهما)، وهو الفريق الذي عُرف بعظمته في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، والذي ارتدى الوانه نجومٌ كبار على رأسهم ميشال بلاتيني وجاك سانتيني.
الفريق الاخضر صاحب الشعبية الجارفة، وبعد احرازه 16 لقباً محلياً، لم يعرف طعم الكؤوس مجدداً وتحديداً منذ تتويجه بالدوري الفرنسي للمرة الاخيرة عام 1981. لكن مع احتلاله المركز السابع على لائحة ترتيب «ليغ 1» في الموسم الماضي، بدأت الذبذبات الايجابية تتصاعد من ملعب «جيوفروا غيشار»، وقد زادها الـ«ستيفانوا» هذا الموسم مع دخولهم سباق المنافسة على مركزٍ مؤهل الى مسابقة دوري ابطال اوروبا حيث يحتل الفريق حالياً المركز الرابع، ولا يبدو بعيداً حتى عن الوصافة.
من هنا، واستناداً الى الموسم الطيّب الذي قدّمه، فانه سيكون من العدل ان يتوّج «الخضر» بلقب كأس رابطة الاندية الفرنسية المحترفة عندما يلتقون رين في نهائي «ستاد دو فرانس»، علماً ان الاخير يعيش جفاء مع الالقاب ايضاً منذ فوزه بكأس فرنسا عام
1971.
الفضل الاول في ما وصل اليه سانت اتيان اليوم يعود في المقام الاول الى المدرب كريستوف غالتييه الذي دمج بين مجموعة من اصحاب الخبرة والمواهب الشابة، حيث يبدو الفريق من الاسرع في العالم بالهجمات المرتدة، وقد اذاق حتى باريس سان جيرمان الغني طعم الهزيمة بفعل نزعة هجومية قلّ نظيرها. وبالطبع فانه يحسب لغالتييه ادراكه ان لديه موهبة استثنائية في تشكيلته وتتمثل بالهداف الغابوني بيار ــ إيميريك أوباميانغ الذي يُعدّ احد ابرز المواهب المطلوبة من الاندية الكبرى في اوروبا حالياً. وغالتييه بنى فريقه حول «أوبا» الذي وجد نصفه الآخر من خلال ذكاء المدرب الذي احضر البرازيلي الخبير برانداو من مرسيليا فأراح الاخير زميله الغابوني وبدا متفاهماً معه وكأنهما يلعبان معاً منذ الصغر!
ومما لا شك فيه ان غالتييه خلق توازناً رهيباً داخل المجموعة، اذ لم يُلقِ كل المهام الهجومية على الثنائي اوباميانغ ــ برانداو، فأعطى دوراً هاماً لاحدى صفقاته الناجحة الجزائري الاصل رومان حمومة الذي فضّل «الخضر» على ليون ومرسيليا عندما قرر الانتقال من كاين. ويضاف اليه رونو كوهاد القادم من فالنسيان، والذي يتمتع برؤية مثالية اثمرت تمريرات حاسمة عدة، وذلك من دون نسيان دور الكابتن لويك بيران الذي انتقل من خط الوسط الى قلب الدفاع من دون ان يهتز مستواه.
وانطلاقاً من كل هذه الامور اصبحت مشاهدة مباريات سانت اتيان متعة حقيقية، وخصوصاً بعدما بدا واضحاً ان «العملاق النائم» استفاق ليضرب حتى الخصوم الذين يفوقونه قوة، وهذا ما كان واضحاً عندما واجه الفريق الاخضر نظيره الباريسي المدجّج بالنجوم.
هو فريق يلعب مستمتعاً، هو فريق يسير بثبات نحو منصات التتويج من جديد. الأخضر عاد قوياً والكؤوس بانتظاره ابتداء من مساء غد.