عندما ظهر أندريا ستراماتشوني للمرة الاولى على مسرح الاحداث محطّماً طموحات كبار الكرة الايطالية عند مواجهتهم لفريقه انتر ميلانو، اطلق جمهور «النيراتزوري» عليه لقب «مورينيو الجديد». الا ان هذا اللقب تغيّر في الفترة الاخيرة فأصبح ستراماتشوني كابوساً على مشجعي الفريق الذين يريدون ان يروا اليوم اي مدرب على مقاعد إنتر ما عدا ذاك الشاب التكتيكي الواعد.
الأكيد ان إنتر يمرّ بأسوأ مراحله منذ رحيل البرتغالي جوزيه مورينيو عنه، وباتت اللحظات الجميلة نادرة في «سان سيرو» مقابل تزايد الاصوات المنتقدة لستراماتشوني وقراراته الغريبة، من التشكيلة التي يخوض بها المباريات مروراً بخياراته في سوق الانتقالات.
من هنا، تحوّل ستراماتشوني من بطلٍ الى شيطان في عيون جمهور إنتر، وبدأت الاسماء تتطاير يميناً ويساراً عند الكلام عن خليفته المرتقب، حيث ذكرت أسماء عدة منها مواطنه روبرتو دي ماتيو المُقال من تشلسي الانكليزي، والتشيكي زدينيك زيمان المُقال من روما، والتركي فاتح تيريم مدرب غلطة سراي.
لكن لماذا لم يعمد رئيس النادي ماسيمو موراتي الى الاقدام على هذه الخطوة رغم كل الضغوط التي تمارس عليه؟
الواقع يبدو ان موراتي سينتظر نهاية الموسم حتى اصدار حكمه النهائي على ستراماتشوني، اذ هناك اقتناع واضح بأن رئيس النادي واعضاء الادارة يتحملون جزءاً كبيراً مما يحصل الآن، وهم يعرفون هذا الامر، وبالتالي تركوا المدرب في منصبه تفادياً لظلمه.
لقد بدا جليّاً ان موراتي كان وراء رحيل نجم خط الوسط الهولندي ويسلي سنايدر عندما اصرّ على حسم جزء كبير من راتبه. وكان غياب «الزئبقي» الهولندي واضحاً، وظهر بشكلٍ اكبر مع اصابة انطونيو كاسانو والارجنتيني رودريغو بالاسيو حيث انه لم يظهر اي لاعب قادر على حمل الفريق على اكتافه. والاسوأ ان اللاعب الوحيد الذي كان قادراً نسبياً على ملء الفراغ الذي خلّفه رحيل سنايدر كان البرازيلي كوتينيو، لكن بقرارٍ غريب آخر، اعطى موراتي الضوء الاخضر لترحيل اللاعب الى ليفربول الانكليزي بمبلغٍ اقل ما يقال عنه إنه زهيد.
وحتى في سوق الانتقالات أساءت الادارة خياراتها، اذ عندما بحثت عن تعزيزٍ لخط الهجوم، اختارت النروجي جون كارو الذي لم يكن يلعب لأي فريق. وسوء قرارها بدا واضحاً عندما فشل المهاجم العملاق في الفحص الطبي، ما ترك ستراماتشوني بخيارات هجومية قصيرة اثر اصابة الارجنتيني الآخر دييغو ميليتو حيث لم يكن امامه سوى اشراك المخضرم «المنتهية صلاحيته» توماتزو روكي. وبالتأكيد فإن الكرواتي اليافع ماتيو كوفاسيتش (18 عاماً)، رغم اظهاره بوادر طيّبة، لا يمكن ان يكون البديل لسنايدر، وحتى الصربي زدرافكو كوزمانوفيتش القادم مطلع السنة الحالية، لا يمكنه القيام بهذا الامر لانه بكل بساطة لا يتمتع بمستوى عالمي.
وبالحديث عن الاصابات، فهي كانت عاملاً آخر لضرب كل الحسابات التكتيكية لستراماتشوني حيث لعب الاخير من دون ابرز لاعبيه الاستراتيجيين وعلى رأسهم الارجنتيني استيبان كامبياسو، اضافة الى الروماني كريستيان كيفو والياباني يوتو ناغاتومو.
باختصار، يمكن ان يكون موراتي قد اتخذ قرارات خاطئة كثيرة هذا الموسم، لكن القرار الوحيد الصائب حتى الآن هو الصبر على ستراماتشوني، فالرجل ليس مدرباً مرحلياً، بل ان ما قدّمه في فترة قصيرة اكد انه مشروع مهم للمستقبل.