كل شيء حصل بعد ظهر أمس كان غريباً؛ ففي الوقت الذي كان ينتظر الجميع فيه ظهر الثلاثاء لمعرفة المبادرة التي سيطلقها الرئيس السابق للحكمة جورج شهوان، أطل وديع العبسي فجأة على مسرح الاحداث. إطلالة، أكثر ما كان مفاجئاً فيها، جلوس الرئيس المستقيل ايلي مشنتف الى يساره، في مشهد رأى فيه البعض استسلاماً من قبل «الكابتن» للوضع الذي آلت اليه الأمور بعدما كان قبل اسابيع قليلة يجاهر بأن لا احد اقوى من الحكمة وبأن اي دعوى بحق النادي لن تؤثر على عمل اللجنة الادارية.
أما فريقٌ آخر، فقد رأى في وجود مشنتف دلالة على ان الرجل يقف بين طرفي النزاع. فاذا كان العبسي موجوداً، فهو الى جانبه، وإن قرر الطرف القواتي عقد مؤتمر صحافي، فإن المشهد نفسه سيتكرر ويجلس مشنتف الى جانب عماد واكيم.
لكن الحديث الطاغي كان عن الكلام الذي صدر عن العبسي في مؤتمره الصحافي، حيث اطلق ما سماه «مبادرة لإنقاذ الحكمة».
وقال العبسي ان هدف المبادرة هو «تجنيب الفريق الأخضر الهزات في هذه المرحلة، والعمل على إعادته الى سابق عهده»، وقد جاءت هذه المبادرة بناءً على اتصالات أجراها مع الرئيس الفخري للنادي رئيس معهد الحكمة الاشرفية الاب عصام ابراهيم ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والنائب ستريدا جعجع والرئيس السابق للنادي جورج شهوان ورئيس مجلس الأمناء المهندس زياد عبس والمهندس عماد واكيم، إضافة إلى اعضاء الجمعية العمومية المدّعين لبيب شبلي وشوقي كنعان وجاد ماضي والزميلين نمر جبر وايلي نصار.
وترتكز مبادرة العبسي على تسليم الاعضاء الباقين في اللجنة الإدارية استقالاتهم للأب ابراهيم الذي يحتفظ بها حتى نهاية الموسم، ثم تقام انتخابات جديدة في حزيران المقبل. وتترافق هذه الخطوة مع تجميد الدعاوى القضائية المرفوعة ضد اللجنة الإدارية للنادي ووقف العمل بقرارات تجميد اللجنة الإدارية، على ان تعود بكامل اعضائها للعمل حتى نهاية الموسم الحالي، قبل ان يصار الى انتخابات للجنة إدارية جديدة ضمن صيغة توافقية بالتنسيق مع جميع الأطراف.
إلا أن بعض من وجّهت اليهم هذه المبادرة رأوا في طلب العبسي استفزازاً؛ إذ قال عضو اللجنة الادارية مارك بخعازي إنه «لا يحق لأي احد ان يطلب مني الاستقالة؛ لأن الفضل لا يعود إلى أي احد في وجودي داخل الادارة». واستبعد بخعازي ان يستقيل أي من الاعضاء الموجودين في الادارة؛ لانهم يعملون لمصلحة النادي دون سواه، مشيراً الى ان هؤلاء يتجهون الى قبول استقالة مشنتف من منصبه.
واذ رأى العبسي ان من يرفض المبادرة هو ضد مصلحة النادي ولا يعنيه سوى الكرسي أو المواقف السياسية، فقد تكون الكلمة عند شهوان حالياً، وهو الرجل الاقوى في الجمعية العمومية وصاحب الكلمة الفصل في انفراط عقد الهيئة الادارية من عدمه. ويوضح عبس الذي تولى الاتصال بشهوان قبل اطلاق العبسي لمبادرته وزار مع مشنتف الاب ابراهيم، أن الرئيس السابق للحكمة «مع صيغة تجمع كل الناس تحت سقف النادي الاخضر، وهو تلقى فكرتنا، واتوقع ان يطلق شيئاً مشابهاً لها في مؤتمره الصحافي، ودائماً ضمن مبدأ ايجاد الحلول اللازمة».
ومع تأجيل قاضية محكمة الأساس جلنار سماحة قرارها في ما خص الدعوى المقدمة من يوم أمس إلى الخميس، يتضح ان العمل للوصول الى انهاء عمل اللجنة الادارية الحكموية يبدو منظّماً، وان الطرف الآخر في النزاع لم يقف مكتوف اليدين طوال الفترة التي خرج فيها من النادي؛ فالواضح ان العبسي لم يبتعد، وأن النادي هو فعلاً في قلب حربٍ ضروس بين الاخير وكلّ من كان وراء إخراجه من النادي لأسبابٍ او لأخرى. أما الحرصاء على مصلحة النادي وفريق كرة السلة تحديداً، فإنهم يدعون الى حلٍّ سريع خوفاً من عودة الفريق الى التأثر سلباً بالمشاكل الادارية الحاصلة، وخصوصاً على ابواب دخول مرحلة مهمة في بطولة لبنان، حيث يؤكد اعضاء في الجهاز الفني ان الفريق وصل الى مستوى مستقر، وبالتالي هناك خشية من تطيير حلم استعادة اللقب.



بطولة لبنان | الحكمة يُسقط الرياضي



انهى الحكمة «فاينال 8» بطولة لبنان لكرة السلة بأفضل طريقة ممكنة عندما أسقط غريمه وضيفه الرياضي بفارق 17 نقطة 85-68 (الأرباع 15-16، 35-29، 61-45، 85-68)، في قاعة نادي غزير، بحضورٍ جماهيري كبير ملأ المدرجات، واصرّ على تأكيد ارتباطه بالموشحات والاشارات السياسية في مشهدٍ كلاسيكي.ولم تكن النتيجة غريبة، وخصوصاً ان الرياضي الذي ضمن المركز الاول لم يلعب بتشكيلةٍ كاملة، اذ غاب عنه عملاقه الاميركي لورين وودز الذي ارتأى الجهاز الفني اراحته، ما سمح للاعبي الحكمة بالتحرك بحرية كبيرة تحت السلة، وخصوصاً عبر الاميركي ديشون سيمز الذي كان افضل مسجلي فريقه برصيد 25 نقطة، تلاه مواطنه كوينسي دوبي صاحب 24 نقطة، بينما كان جوليان خزوع افضل اللبنانيين بتسجيله 13 نقطة.اما ناحية الرياضي، فقد كان الاميركي ديواريك سبنسر الافضل برصيد 36 نقطة، بينما سجل المصري اسماعيل احمد 13 نقطة.
يذكر ان مرحلة الـ «بلاي أوف» بين الفرق الثمانية تنطلق الخميس.