مدريد في غير حال. العاصمة الإسبانية غاضبة، ناقمة... هي على فوهة بركان. مدريد تغلي، ولغة الثأر تحكي، هنا التاريخ والعراقة. هنا الألقاب والأناقة (الكروية). هنا المتعة والفن، هنا للسحر عنوان. كل هذا سقط في ليلة واحدة مشؤومة، بقدم واحدة موهوبة (ليفاندوفسكي). لا مناص من الثأر. جاء اليوم الموعود والليلة المنتظرة. هبوا أيها المدريديون لبوا النداء. اصطفوا خلف الملكي واهتفوا له بالولاء. فلتكن الصرخة واحدة ودقة القلب واحدة والأمل واحداً.
«لا ريمونتادا» أو «العودة». «أوبيراسيون 3-0» أو «العملية 3-0». شعاران رفعتهما مدريد. مدريد رفضت الاستسلام. عزمت على الرد: بوروسيا دورتموند حان وقت تصفية الحساب. أيها الألمان لن نرضى بالفوز فحسب بل بالعبور الى ملعب «الأحلام»، هناك في «ويمبلي» تنتظرنا الـ«لا ديسيمو» او «العاشرة».
إنها الساعة الواحدة ظهراً. مدريد تنقل للعالم مشاهد الاستعداد لليلة الثأر من ملعب «سانتياغو برنابيو»: أعلام ريال مدريد البيضاء وزعت على كامل المقاعد الزرقاء.
إنها الساعة الثامنة مساء، جماهير الملكي تتوجه بصغيرها وكبيرها الى «سانتياغو برنابيو».
إنها الساعة العاشرة الا ربعاً مساء، اللاعبون في الملعب و«سانتياغو برنابيو» يهدر هدراً، وملك اسبانيا حاضر في المدرجات. ماذا ينقص بعد لإنجاز المهمة؟ كل شيء في الجانب المدريدي بات جاهزاً، لكن يبقى معرفة ماذا لدى الالمان.
وكما كان متوقعاً ووسط كل هذا الصخب، انطلق ريال مدريد الى الهجوم. لم ينتظر سوى 4 دقائق ليهدد مرمى ضيفه عبر الارجنتيني غونزالو هيغواين الذي انفرد بالحارس رومان فايدينفلر الا ان الاخير تألق في إبعاد تسديدته.
الدقيقة 13: خروج ماريو غوتزه مصاباً. ماذا تريدون اكثر أيها المدريديون؟ أحد أفضل لاعبي الخصم أصبح خارجاً. إنها فرصتكم.
لكن كريستيانو رونالدو لم يحسن استغلال فرصته حيث سدد الكرة بمواجهة المرمى في جسد فايندنفلر (13)، اما الألماني مسعود أوزيل فقد أفسد فرصته كلياً حينما سدد خارج المرمى من كرة انفرادية (14).
دورتموند يستعيد أنفاسه بعد ربع الساعة الاولى بعدما نجح في المطلوب وهو عدم تلقي هدف. الألمان يخرجون من منطقتهم ويصلون الى اعتاب المنطقة المدريدية.
اما اجتياح هذه المنطقة فقد كان في الشوط الثاني، وتحديداً في دقائقه الاولى. ففي الدقيقة 50 تصل الكرة من ماركو رويس الى «كابوس المدريديين»، البولوني روبرت ليفاندوفسكي، الذي يسددها صاروخية تهتز لها عارضة دييغو لوبيز ومدريد بأسرها. اما الدقيقة 61 فقد شهدت أخطر الفرص بعد تبادل جميل للكرة التي وصلت الى رويس ومنه الى إيلكاي غاندوغان المواجه للمرمى لكن تسديدته تعملق لوبيز في إبعادها على نحو لا يصدق.
الدقائق تمر سريعة. مورينيو يزج بورقتي الفرنسي كريم بنزيما والبرازيلي كاكا، والشعار: إما قاتل أو مقتول. انها الدقيقة 83: الكرة تصل من كاكا الى اوزيل ومنه الى بنزيما والكرة في الشباك. امل المدريديين يعود، وضغطهم يزداد. الدقيقة 88: دربكة في منطقة دورتموند تصل الكرة الى بنزيما ومنه الى راموس الذي يسدد في الشباك. الامل يكبر، والـ«برنابيو» يشتعل. مدريد كلها في منطقة دورتموند، لكن الكرة القاتلة لم تعرف طريقها الى الشباك. الحكم يطلق صافرته. ريال مدريد رد جزءاً من اعتباره امام دورتموند، لكن ملعب «ويمبلي» سيبقى... في الأحلام.



الأنظار إلى «كامب نو»

في المباراة الثانية، يحل بايرن ميونيخ الألماني ضيفاً ثقيلاً على برشلونة الاسباني، الليلة (الساعة 21,45).
وكان النادي البافاري حقق فوزاً مدوياً ذهاباً 4-0، ما يجعل مهمة النادي الكاتالوني صعبة جداً وهو يسعى الى رد اعتباره على الأقل.