رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة روبير أبو عبد الله يعقد مؤتمراً صحافياً. هو المشهد عينه يتكرر في جل ديب، حيث يقع مقر «أنطوان شويري» لاتحاد اللعبة. سيارة النقل التلفزيوني الخارجي ذاتها مركونة أسفل المبنى. الزملاء الإعلاميون أنفسهم تقريباً. فريق أعضاء الاتحاد عينه موجود عبر الأمين العام غسان فارس وإيلي فرحات وياغيه سارابونيان، مارون جبرايل، فيكين جيرجيان مع خرق لوهيب ططر وجان حشاش ودخول وخروج لتمام جارودي. أما سبب وجود هؤلاء، فهو انعقاد جلسة للجنة الادارية ببند وحيد، وهو تعليق كافة بطولات الاتحادية بعد قرار القاضي نضال شمس الدين بتجميد سلسلة مباريات الشانفيل والرياضي، بسبب اعتراض نادي عمشيت على تخسيره المباراة الرابعة امام الشانفيل في «البلاي أوف».
أمر عدّه أبو عبد الله ومن خلفه بعض أعضاء الاتحاد سابقة خطيرة في لعبة كرة السلة لم تحصل في تاريخ اللعبة، وتؤسس لمرحلة مقبلة أخطر قد تشهد طعناً في جميع البطولات. أما الخطر الأعظم برأي أبو عبد الله، فهو «المس بالنظام الفني للبطولة. فهذا أمر لا يمكن أن يحصل من خلال القضاء المدني، بل إن المرجع الصالح لأي طعن هو اتحاد اللعبة أو الاتحاد الدولي».
أبو عبد الله رحم الحاضرين هذه المرة، ولم يُطل مؤتمره الصحافي الذي دام ما يقارب الأربعين دقيقة (المؤتمر السابق دام ساعتين) توجّه فيه رئيس الاتحاد الى الرأي العام، في رسالة بدت كأنها تحريضية لحشد التأييد للاتحاد، لكون «لعبته تتأذى. وإذا كان المطلوب مخالفة القانون كي يرضى البعض فنحن لا نريد رضاهم. ليست مسألة كيدية أو مصالح واصطفافات وما حصل يعرّضنا للتوقيف دولياً، مما ينسحب على كل الاستحقاقات الخارجية، وعلى رأسها مشاركة منتخب لبنان للرجال في بطولة الأمم الآسيوية الصيف المقبل، وهو المؤهل فنياً للتأهل الى نهائيات بطولة العالم للمرة الرابعة على التوالي، وهذا الأمر يتحمّل مسؤوليته من يسعى الى العرقلة».
وهنا بيت القصيد في المؤتمر الصحافي. فأبو عبد الله لوح بتدويل القضية واللجوء الى «الفيبا» وإبلاغه بما تتعرض له اللعبة على صعيد التدخل في عمل الاتحاد، الذي لن يكون مسؤولاً عن أي قرار يتخذه الفيبا بحق لبنان «بل إن من أزّم الأوضاع هو من يتحمل مسؤولية تبعات هذا التصعيد». وأعطى أبو عبد الله يوم الإثنين حداً أقصى لحل الموضوع وإلا فسيتوجه الاتحاد الى الفيبا.
وعزف أبو عبد الله على «وتر» منتخب لبنان جاء ذكياً، فهو موضوع يدغدغ مشاعر اللبنانيين، وبالتالي يصوّر الطرف الآخر بأنه ضد مصلحة المنتخب، حيث عطّل البطولة في وقت كان الجميع يسعى فيه الى تقصير مدة البطولة افساحاً في المجال امام استعدادات المنتخب. هذه الاستعدادات التي يُسأل عنها الاتحاد بالدرجة الأولى حول ما هي استراتيجيته لمشوار التأهل الرابع الى المونديال السلّوي.
وناشد رئيس الاتحاد جميع المعنيين بدءاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أن يعوا خطورة الموقف، وما يترّتب عليه من ضرر يلحق بالرياضة اللبنانية، داعياً الجميع الى تحمّل مسؤولياته. ورغم أن البعض يرى أن هناك تدخلاً من الرئاسة الأولى، أو من مقربين منها في الموضوع أجاب أبو عبد الله عن سؤال «الأخبار» حول ما إذا كان هناك تدخل من رئاسة الجمهورية في القضاء في مسألة نادي عمشيت «لا أعتقد أن الرئيس يتدخل». رد بدا غير مقنع من أبو عبد الله، حيث جاء عقب تساؤلات منه حول إسناد الدفاع في القضية من قبل عمشيت الى الوزير السابق ناجي البستاني، وما هو الهدف من هذه الخطوة.
خلاصة الحديث أن اللعبة دخلت في نفق مجهول. فلا مباراة بين الرياضي والشانفيل أقيمت أمس، ولا لقاء بين الحكمة والمتحد سيقام اليوم. فإلى أين اللعبة سائرة. سؤال جوابه في الأيام المقبلة.



حشاش: القرار تدبير مؤقت

أوضح نائب رئيس الاتحاد جان حشاش أن القرار القضائي بتجميد مباريات سلسلة الرياضي والشانفيل ليس حكماً قضائياً، بل هو تدبير مؤقّت يُتّخذ ضمن سياق المحاكمة، ويمكن التراجع عنه قبل انتهاء المحاكمة. وهو غالباً ما يأخذه القاضي حين يجد مخالفة في ظاهر الحال.