يتفق كثيرون حالياً على ان بايرن ميونيخ بطل المانيا واوروبا هو الفريق الكروي الاقوى في العالم، لكنّ قسماً كبيراً من هؤلاء، وخصوصاً من مشجعي البافاري، يختلفون في الرأي حول اذا ما كان هناك ضرورة للتغيير في صفوف الفريق قبل انطلاق الموسم الجديد، حيث سيعرف بايرن حقبة جديدة بقيادة المدرب الاسباني جوسيب غوارديولا، ابتداءً من الاول من تموز المقبل.
ومن عند غوارديولا كان الجدال قد انطلق، حيث يرى البعض انه لم يكن هناك من ضرورة لاجراء اي تغيير بالنسبة الى رأس الجهاز الفني، لان يوب هاينكس سبق ان اثبت جدارته في الموسم الماضي، ولو انه خرج خالي الوفاض. وينطلق هؤلاء من مقولة ان هاينكس حلّ وصيفاً في المسابقات الثلاث التي فاز بها هذا الموسم، ما كان ينبئ بأن الرجل قريب جداً من دخول التاريخ.
وبالفعل اقتحم هاينكس سجلات التاريخ الكروي، وهو امر ربما لم تكن تتوقعه ادارة بايرن قبل ارتباطها بغوارديولا، حيث رأت ان الفريق بحاجة الى اعادة تأسيس وفق بنية مختلفة تماماً عن تلك التي كانت معتمدة مع المدرب الالماني المخضرم.
ورغم ذلك يمكن اعتبار ان استقدام غوارديولا لن يكون مضرّاً، اذ لا حاجة إلى سرد قدرات الاخير. واذا جاء احدهم ليقول إن «بيب» لم يتمكن من الحفاظ على الثلاثية، فإنه سيكون في الأمر مبالغة، لان احداً من الفرق التي اصابت هذا الانجاز سابقاً لم تتمكن من فعلها.
اذاً، غوارديولا اصبح العنوان، وهنا يمكن الحديث عن مدى التأثير الايجابي او السلبي في التغييرات التي سيجريها الرجل، إذ لا شك في أن «بيب» سيقدم فلسفته الخاصة، وسيُجري تغييرات طبيعية على الصعيدين التكتيكي والفني لمواكبة التحسينات التي تجريها الفرق الاوروبية الكبرى على صفوفها هذا الصيف. لكن الامر الاكيد ان مدرب برشلونة السابق ليس بحاجة الى تبديل الكثير في فريق ناجح، والا فان الفشل سيكون في انتظاره، وسيكون هو من سيتحمل المسؤولية الاولى والاخيرة. والاكيد ايضاً انه رغم النجاحات الكبيرة التي اصابها بايرن، فان صفوفه تحتاج الى تغييرات، لكن هذه التغييرات يمكن وصفها بالطفيفة، وهي تبدأ من خط الظهر حيث الحاجة كبيرة الى «توأم» لقلب الدفاع البرازيلي دانتي، إذ إن «مدة صلاحية» البلجيكي دانيال فان بويتن انتهت، بينما هذا المركز لا يعدّ المركز الاصيل للدولي جيروم بواتنغ، ولو انه قدّم مستوى طيّباً خلال شغله له.
وربما يتعظ بايرن من التجربة الناجحة هذا الموسم، عندما استثمر في دانتي باستقدامه من بوروسيا مونشنغلادباخ، فكان الاخير احد الاعمدة الاساسية في الحقبة الناجحة التي خطّها هاينكس ورجاله في الدوري الالماني، حيث سقطوا مرة واحدة فقط بهدف متأخر امام باير ليفركوزن، ووصولاً الى اوروبا حيث اكتسحوا برشلونة بسباعية نظيفة بمجموع مباراتيهما.
بايرن كان فائزاً عندما لعب الاساسيون او الاحتياطيون، وهو امر يفترض ان يتنبّه له غوارديولا لانه يعني ان الفريق يسير وفق نظام لعب لا يمكن فكّ اسراره بسهولة، وقد تشرّبه اللاعبون ونفذوه بامتياز. لذا فان مهمته قد لا تكون ادخال فلسفته الخاصة او الـ «تيكي تاكا» مثلاً، بل المسارعة الى دمج القادمين الجدد في «نظام هاينكس». وبالتأكيد هنا المقصود النجم ماريو غوتزه، الذي قد يرى فيه غوارديولا صورة الارجنتيني ليونيل ميسي، وبالتالي فانه سيمنحه دوراً كرأس حربة زائف على غرار ما فعل مدرب المانيا يواكيم لوف أخيراً رغم أنّ اللاعب يفضّل طبعاً ان يلعب في مركز صناعة الالعاب، او خلف المهاجمين. ووجود غوتزه قد يفرض تغييراً مقبولاً، وهو الاستغناء عن الهولندي أريين روبن، او ركنه على مقاعد الاحتياط. صحيح ان روبن كان بطل الفوز بدوري الابطال، لكنه كان متذبذب المستوى ايضاً، وما فعله ليس سوى تعويض عن اغراقه بايرن في بحر من الدموع في المباراة النهائية امام تشلسي الانكليزي الموسم الماضي.
والحديث عن التبديل في الهجوم ووجوهه، قد يكون التغيير الذي يمكن تفسيره، اي استقدام رأس حربة جديد، وذلك رغم وجود الدولي ماريو غوميز، الذي سجل 80 هدفاً في موسميه الاوّلين، لكن عيبه هو حركته البطيئة وعدم تماشيها مع سرعة لعب بايرن حالياً. اما الكرواتي ماريو ماندزوكيتش، الذي كان احد ابرز نجوم الموسم، والصفقة الناجحة الاخرى، فان اسمه لا يزال صغيراً مقارنة بأسماء المهاجمين المطروحين في الاسواق حالياً على غرار الانكليزي واين روني.



اللقب الـ 16 في الكأس

كان الملعب الاولمبي في برلين شاهداً على صناعة بايرن ميونيخ للتاريخ عندما هزم شتوتغارت 3-2، في المباراة النهائية لمسابقة كأس المانيا. وبعدما افتتح الدولي توماس مولر التسجيل للفريق البافاري من ركلة جزاء (37)، أثبت الدولي الآخر ماريو غوميز (الصورة) حضوره مجدداً بهدفين (48 و61)، لكنّ انتفاضة شتوتغارت لم تكن كافية في الدقائق العشرين الاخيرة، عندما سجل النمسوي مارتن هارنيك (71 و80) هدفي تقليص الفارق لشتوتغارت، الذي كان يمني النفس بتحقيق المفاجأة.