رغم ان العديد من لاعبي ريال مدريد الاسباني يشعرون بالسعادة بعد رحيل جوزيه مورينيو من ريال مدريد الاسباني عائداً الى تشلسي الانكليزي وفي مقدمهم الحارس ايكر كاسياس وسيرجيو راموس والبرتغالي بيبي، فلا شك أن البرازيلي كاكا يبدو اكثر من تنفسوا الصعداء لرحيل المدرب البرتغالي عن قلعة «سانتياغو برنابيو». اذ إن زملاءه لم يكونوا يتوانون عن اطلاق التصريحات ضد مدربهم السابق واظهار العداء له، ما كان كفيلاً بأن ينفّس بعض غضبهم.
اما كاكا فظلّ كاتماً غيظه وصابراً على الظلم الذي لحق به من مورينيو طيلة السنوات التي قضاها الأخير على رأس الجهاز الفني في «سانتياغو برنابيو» وهذا عائد بالدرجة الاولى الى شخصية البرازيلي الخجولة والمسالمة، وهذا ما جعل الاعلام غالباً يتناسى معاناة هذا اللاعب على عكس ما كان عليه الحال مع زملائه.
ولا يخفى ان السبب الجوهري في عدم تقديم كاكا اي اضافة للنادي الملكي وظهوره شبحاً لذاك اللاعب الذي أذهل أوروبا بأسرها بفنياته عندما كان في صفوف ميلان الايطالي حيث نال جائزة أفضل لاعب في العالم عام 2007، يعود الى مورينيو الذي حطّم نفسية هذا اللاعب وجعله أسيراً لدكة البدلاء. صحيح ان كاكا تعرض لاصابات عديدة أثرت على مستواه، وصحيح ان الألماني مسعود اوزيل استطاع أن يسرق الوهج منه، الا ان مورينيو لم يمنح الفرصة على الاطلاق للبرازيلي ليعود الى تألقه السابق، وخير مثال على ذلك ان في كل مرة كان كاكا يبدأ باستعادة شيئاً من بريقه ولمساته السحرية ويترجمها الى أهداف جميلة، كان مورينيو يستبعده عن التشكيلة دون أي سبب وبصورة بدت مقصودة!
الأضرار التي لحقت بكاكا من مورينيو لا تتوقف على جلوسه على دكة البدلاء مع ريال مدريد ولا على حرمان عشاقه الكثر حول العالم من متعة فنياته في الميدان، بل أدت أيضاً الى اقصائه عن منتخب البرازيل، وما استبعاده عن كأس القارات القادمة من قبل مدرب الـ «سيليساو»، لويز فيليبي سكولاري، سوى انذار جدي بأن حلمه باللعب في مونديال بلاده صيف 2014 قد يذهب أدراج الرياح.
بالفعل، كان مؤسف لمن تابع مباريات ريال مدريد في عهد مورينيو، حتى ممن لا يعشقون كاكا، رؤية هذا النجم في الظل على هامش الأحداث الكبرى بعد ان كان صانعاً لها.
الآن، يبدو كاكا مع رحيل مورينيو امام مرحلة جديدة في حال بقي في ريال مدريد. قدوم مدربه السابق في ميلان الايطالي، كارلو أنشيلوتي، لتدريب الملكي سيحمل لا شك أفق امل لعشاق كاكا برؤيته مستعيداً لبريقه السابق وذلك استناداً للعلاقة القوية بين الرجلين وتقديم البرازيلي لأفضل مستوياته تحت قيادة الايطالي، مع موافقة الفرنسي زين الدين زيدان، الذي بات يمسك بملفات اللاعبين في النادي الملكي، طبعاً على منح الفرصة لكاكا لأن يفتح صفحة جديدة في مدريد، اما عكس ذلك فسيستدعي حتماً سخطاً واسعاً من عشاق البرازيلي على شخص واحد... ومن غيره؟ مورينيو.



برلوسكوني لاستعادة نجمه

عاد ميلان الايطالي ليفتح ملف كاكا. فقد أوردت صحيفة «كورييري ديللو سبورت» ان رئيس «الروسونيري»، سيلفيو برلوسكوني، طرح مسألة اعادة النجم البرازيلي الى صفوف فريقه خلال اجتماعه الأخير مع مدرب النادي اللومباردي، ماسيميليانو أليغري، حيث يرغب برلوسكوني بتغيير طريقة لعب الفريق على أن يكون كاكا صانع الألعاب فيها.