مضى أسبوع على عودة الحكمين الللبنانيين علي عيد وعبد الله طالب من سنغافورة بعد الإفراج عنهما، فجاء التحرك الأول من قبل الحكم طالب الذي أعلن اعتزاله التحكيم في كتاب قدمه الى الاتحاد اللبناني لكرة القدم بعد الاجتماع الذي جمعه مع رئيس لجنة الحكام ريمون سمعان أمس. وجاء في كتاب الاعتزال «نظراً للظروف والاحداث القاسية التي حدثت معي في سنغافورة وبما أنني خرجت من السجن على اثر مقايضة بين المحامي والشرطة تقضي باعترافي بالذنب مقابل خروجي من السجن وكل ذلك بسبب انه لا يمكنهم ان يكونوا قد اوقفوا شخصاً لمدة 70 يوماً وبالنهاية يظهر أنه غير مذنب».
«ونظراً للأيام الصعبة التي قضيتها في السجن السيئ الذكر قررت أن اتقدم من حضرتكم بقبول استقالتي من التحكيم راجياً من المولى عز وجل أن ينسيني الايام القاسية التي قضيتها في هذه المحنة التي اصابتني واصابت عائلتي، مع الشكر الجزيل لكل من وقف الى جانبي في هذه المحنة وكل من ساندني طيلة مسيرتي التحكيمية. وأخص بالذكر كلاً من الاستاذ هاشم حيدر والاستاذ ريمون سمعان والحاج أحمد قمر الدين والحاج محمود الربعة والكابتن نبيل عياد وكل أعضاء لجنة الحكام وكل المخلصين لسلك التحكيم».
وقد يكون طالب أكثر من تعرض للظلم في قضية الحكام اللبنانيين، فهو لم ينخرط في أي علاقة جنسية مع فتيات الهوى اللواتي احضرهن رجل الأعمال السنغافوري، كما أنه رفض الدخول في أي عملية لتركيب نتيجة المباراة شأنه شأن الحكم علي عيد. وتأتي خطوة طالب بعد أن شعر بأن ما كان يرسمه لنفسه في مجال التحكيم لم يعد ممكناً فقرر الابتعاد محتفظاً بسجله ناصعاً بشهادة جميع من عاصروه تحكيمياً، علماً أن طالب كان مكلفاً قيادة مباريات هامة آسيوياً. وهو قد استلم شارته الدولية حديثاً وكان يعوّل عليه لأن يكون من أفضل الحكام اللبنانيين بعد مسيرة محلية خولته الحصول على الشارة الدولية. إلا أن طالب كان ضحية وجوده في ظروف سيئة، إضافة الى طيبة قلبه وعدم قدرته على التعاطي مع الموضوع بطريقة صحيحة وخصوصاً بالنسبة لرجل الأعمال السنغافوري وتقدير مدى خطورته عليهم. وبدا طالب في ختام مشواره التحكيمي ممتناً لكل من وقف الى جانبه وفي طليعتهم أهله وأحباؤه وأبناء بلدته مشمش ــ عكار اضافة الى أهالي فنيدق، القرنة، بيت أيوب وحرار وكل أهالي عكار.