خُتمت مواسم رياضية عندنا بأشكال ملوّنة وملوّثة.
في كرة القدم، عندنا أبطال وحراميّة: الصفاء بطل الثنائيّة بجدارة، والمنتخب بطل سوبر بدعم اتحادي وجمهور وطني. والحرامية تعرفونهم، بين خائن ومرتشٍ و«زعران» مدعومين.
كرة السلة، في البراد السياسي المعطّل. والحكمة العريقة تحتاج إلى حكماء وتحكيم. كلّهم يحبّون الحكمة، وهي ضحية تدجيل انتخابي - سياسي.

■ ■ ■


راح موسم الكرة، وبدأ موسم الهجوم على «الاتحاد الجديد».
هجوم مذهبي - سياسي لتوافق مجترّ.
بدأ بعضهم يطالب بحصة أكبر لطائفته، وكأنه ممثل شرعي لها. وبعضهم يخجل من منافسة أخيه في المذهب (المنافسة هنا عيب وخيانة).
والجمعية العمومية أصابعها جاهزة للارتفاع (قصقص ورق).
مفاهيم مختلفة قذرة تلفّ رياضاتنا، وليس من مخلّص - غودو.
كلّهم ضد الطائفية، والطائفية باقية وراسخة!
كلّهم مع الرياضة الوطنية، وهي ضحية ساقطة!
كلّهم إذاً، ليسوا صادقين، والصادق بينهم لا يرفع صوته.
وزارة الرياضة، وزيرها ممتاز، ولكنّها فوق واقع مريض ومهتزّ.
كرتنا وسلّتنا تبحثان عن اتحاد جديد، في بلدٍ لا يعرف الاتحاد في شيء.
وإذا كان من تحيّة فهي لـ«الجديد وشرارته» التي أشعلت كرتنا المنطفئة، وإلى مهرجان المنار الذي ختم الموسم بالمسك المشعّ، وإلى الجمهور الذي جلّل مسيرة المنتخب الوطني وغاب عن فرقه (تاركاً شلل الزعرنة ساحلاً وجبلاً تكشف عن هشاشة الأمن - السياسي الذي نأى بنفسه عن واجبه في تطهير الملاعب وتأمين أمنها).
الحمد لله، ختمنا موسماً رياضياً بنجاح، وبقي علينا فقط: تطهير وتطوير وترميم وتجديد وتنظيم وتأمين كل شيء!
والمهمّ أن نبدأ أوّلاً بتوافق المذاهب - سياسياً.
وبعدها لكلّ حادث - سقوط ومهزلة.
يا جماعة متفرّقة: إلى متى تركبون لبنان ورياضاته واتحاداته دون رؤية وطنية مسؤولة؟