لا يمكن سوى التوقف عند ما أصابه منتخب لبنان حتى الآن في كأس جونز، إذ صحيح أن رجال المدرب غسان سركيس خسروا مباراتهم الافتتاحية أمام منتخب تايبيه الرديف، لكن في قراءة للمباراتين أمام اليابان ومنتخب تايبيه الاول الذي سقط امس امام اللبنانيين بفارقٍ كبير (63-83)، يمكن الاستبشار خيراً من منتخب لن يكون القول مبالغاً إنه لا يحتاج الى كثير مما هو عليه الآن لتقديم مستوى طيّب في بطولة آسيا والعبور الى نهائيات كأس العالم.
وهنا الحديث تحديداً عن التشكيلة التي اختارها سركيس، والتي تبدو منقوصة بسبب الغيابات المهمة عنها، لكن حسابات المدرب الوطني بدأت تصيب بشكل أو بآخر، وهو الذي حافظ على ابتسامته طوال تلك الفترة العصيبة التي مرّ بها المنتخب، وحتى عندما تعقّدت الأمور في قضية انضمام لاعب الحكمة جوليان خزوع أو ابتعاده عن الصفوف الوطنية. وربما يمكن ترجمة ابتسامة سركيس في تلك الفترة إذا ما تحدثنا عن الوضع الذي يبدو عليه المنتخب الآن. فاستناداً الى ما يقدّمه اللبنانيون في تايبيه، لا ضير من القول إن الحاجة الى خزوع باتت جزئية لا أساسية، وهذا ما يمكن لمسه من خلال التواصل مع بعض اللاعبين، الذين يشعرون أكثر من غيرهم مما يحدث على أرض الملعب، ويدركون حجم الحاجات الفنية التي يفترض أن تكون حولهم لتحقيق الأفضل.
وهنا ترى قلّة أن الحاجة الى خدمات خزوع هي مسألة مصيرية، فالقراءة الفنية والأداء التصاعدي للمنتخب وردّة فعل اللاعبين على أرض الملعب تجاه المطلوب منهم، تشير بحسب خبير متابع الى أنه في ظل تألق أكثر من لاعب في المركز الرقم 4، ووجود الأميركي المجنّس لورين وودز في المركز الرقم 5، سيكون دور خزوع محصوراً فقط في لعب دور البديل للأخير الذي يحتاج طبعاً الى لاعب يريحه في فترة ما من المباريات، وخصوصاً أنه يبلغ الـ 34 من العمر.
ورغم عدم خوض المنتخب للمباريات قبل وصوله الى تايبيه، فإن الوضع البدني للاعبين يبدو جيّداً، والطريقة الدفاعية التي تعتمد على التنويع في الأسلوب الدفاعي تبدو ناجحة تماماً، وخصوصاً مع ظهور الكيميائية بين العناصر القديمة وتلك القادمة حديثاً، مثل علي حيدر وبشير عموري. والأخيران ملآ الفراغ في المركز الرقم 4، الذي عاش معه المنتخب اللبناني معاناة حتى في أفضل فتراته لعدم وجود لاعب على مستوى عال يمكنه شغله من دون أي تذبذب في المستوى.
وفي ظل التطوّر الذي أصاب المنتخب سريعاً، يبدو اعتماد المداورة ناجحاً الى أبعد الحدود، حيث يستفيد سركيس من كل لاعبيه، مستغلاً اكتمال صفوفه حيث يوجد لديه ثلاثة لاعبين بنفس المستوى تقريباً في المراكز 1 و2 و3 و4 (معدّل مشاركة فادي الخطيب لا تتعدى الـ 20 دقيقة في المباراة الواحدة على سبيل المثال)، بانتظار خوض المنتخب ما يقارب العشر مباريات أو أكثر قبل خوضه البطولة الآسيوية، وهي مباريات حاسمة للوصول الى الفورمة المطلوبة، التي لا تبدو بعيدة المنال، وخصوصاً أن اختبار الخصم المقبل في آسيا أي اليابان المتطورة (تضم المجموعة أيضاً قطر وهونغ كونغ) قد أنهي بنجاح وخرج «رجال الأرز» بأفضلية معنوية مهمة جداً، وخصوصاً أنهم حققوا الفوز على خصم متطوّر في غياب وودز.
وعطفاً على هذه المعطيات، هناك استحالة لإشراك خزوع ووودز معاً تفادياً لأي بطء قد يصيب الأداء العام، وهو أمر يدفع أيضاً «شبح» الحاجة الى خزوع بعيداً، فالأخير قد يضرّ وجوده أكثر مما يفيد في الفترة المقبلة، وخصوصاً أن التحاقه وهو غير جاهز بدنياً بعدما أمضى الأسابيع الماضية في لاس فيغاس في الولايات المتحدة، سيؤثر على مستواه ومستوى زملائه، الذين يسبقونه بمراحل الآن على صعيد الجهوزية.



الاتحاد يقبل الاستقالات

قبلت اللجنة الإدارية للاتحاد اللبناني لكرة السلة برئاسة روبير أبو عبد الله استقالات كل من تمّام جارودي وضومط كلّاب والمحامي وهيب ططر وداني حكيم، واعتبرت نادر بسمة ورامي فواز مستقيلين بحكم تعليق حضورهما الجلسات. وبناءً عليه، دعت الهيئة العامة الى انتخابات فرعية مكمّلة في 23 آب المقبل.