أصدر القضاء اللبناني قراراً كان بمثابة اعادة الروح الى لعبة كرة السلة اللبنانية، إذ قررت محكمة الاستئناف في جبل لبنان قبول الاستئنافين الأصلي والطارئ شكلاً، المقدمين من الاتحاد اللبناني لكرة السلة وفسخ الحكم المستأنف، والحكم بعدم قبول الدعوى المقدمة من نادي عمشيت لعدم الاختصاص، كما رفض طلب التدخّل المقدّم من نادي المتحد طرابلس. وبناء عليه، قام الاتحاد اللبناني لكرة السلة بمراجعة الاتحادين الدولي والآسيوي للعبة وابلاغ المعنيين بمضمون الحكم القضائي، وذلك للسماح لمنتخب الرجال المشاركة في بطولة الأمم الآسيوية الـ27 التي ستقام في العاصمة الفيليبينية مانيلا بين 1 و11 آب المقبل.
رغم أهمية القرار وقدرته على اعادة الحياة للعبة بعدما كانت في طريقها نحو التجميد، إلا أن السؤال الأول الذي يبرز هو لماذا لم يظهر هذا الحل قبل وقت؟ وهل كان يجب على أهل اللعبة أن يحرقوا أعصاب لاعبيهم وجمهورهم وتستمر عملية عض الأصابع حتى لحظات قبل غياب لبنان عن الساحة الآسيوية؟
إذ من الصعب إقناع الرأي العام بأن قرار القضاء جاء ضمن سياق طبيعي لدعوى قضائية بين طرفين متنازعين، وبالتالي يصبح سيناريو الحل أشبه بفيلم فاشل لمخرجين متواضعين تلاعبوا بأعصاب الشارع السلّوي، الذي كان ضحية جميع الأطراف بدءاً من الاتحاد الدولي وانتهاء بالاتحاد المحلي. وظهر أن أي أزمة تتضمن دهاليز وتبادل أدوار وقرارات جاهزة من ضمن «أوراق اللعب».
أزمة بكل بساطة خرج الجميع منها خاسراً. فصورة لبنان اهتزت في الخارج، ولعبة كرة السلة أصبحت على كل لسان لكن بطريقة سلبية، ولاعبو المنتخب عاشوا لحظات عصيبة وتحولت مشاركتهم في كأس جونز الى كابوس انتهى بانتقالهم الى الفيليبين لبدء معسكر اعدادي قبل بطولة آسيا.
الخسائر لا تتوقف هنا، فالقيمون على اللعبة من اتحاد وعرابين له خرجوا خاسرين أيضاً. فالضجة التي أثيرت حول الموضوع استهلكت من رصيد الممسكين بزمام اللعبة، ان كان على صعيد الاتحاد الذي تحوّل الى «اتحاد على ورق» كما قال أحد الزملاء، فكان بعض أعضائه يستقلون مساء ويتراجعون صباحاً ويثبتون أن قرارهم ليس في يدهم. أما رئيس الاتحاد الدكتور روبير أبو عبد الله فهو الخاسر الأكبر، إذ انتظر سنوات حتى يتبوأ هذا المنصب، فتكون النتيجة صدمة انتهت بفضيحة مالية لا بد وأن يكون لها تحرك سريع من القيمين على الاتحاد الذين بدورهم خسروا أيضاً. فهؤلاء ارتكبوا اخطاء سيكون لها تداعيات ومنها اعتبار العضوين الشيعيين في الاتحاد نادر بسمة ورامي فواز مستقيلين نتيجة غيابهما عن جلسات الاتحاد بسبب اعتكافهما.
قرار صدر عن اجتماع للجنة الادارية للاتحاد ولا شك أنه لم يصدر عن الأعضاء الحاضرين بل عمن هو ممسك حقاً بقرار الاتحاد. فهذه الخطوة أثارت استياء المرجعية الشيعية التي يمثلها بسمة وفواز أي حركة أمل. فخطوة اعتبارهما مستقيلين شكلت صفعة على وجه الحركة واهانة لجهة من المفترض أنها حليفة، وجرى التنسيق في معظم الاتحادات الرياضية ولا يمكن أن تقبل بأن يخرج ممثلاها بهذه الطريقة خصوصاً أنهما لم يستقيلا من الاتحاد كي لا يكونا طرفاً في الصراع القائم بل كان الاعتكاف تعبيراً عن رفض الممارسات القائمة.
هذا الخطأ الكبير جعل المسؤولين يبادرون الى التحرّك وإبلاغ رئيس اللجنة الأولمبية جان همام باستيائهم، مع تحميله مسؤولية ما حصل نظراً لاقتناع المرجعية الشيعية بإن مثل هذا القرار لا يمكن أن يصدر دون علم همام، فما كان من الأخير الا أن طلب مهلة حتى اليوم لمعالجة الموضوع.
فمعلوم أن حركة امل لن تسكت عن هذه الاهانة ومن الممكن أن يكون هناك خطوات من قبلها لرد اعتبارها، قد تبدأ في اتحادات رياضية وتنتهي في اللجنة الأولمبية نفسها عبر استقالة الأعضاء الشيعة وما قد يؤدي الى استقالات أطراف أخرى قد تُسقط اللجنة الأولمبية. ورغم أن السيناريو الأخير لا يزال بعيداً إلا أنه وارد في حال لم تتم معالجة الأمور سريعاً واعادة الاعتبار الى الطرف المتضرر الذي من المفترض أنه حليف للطرف القوي في لعبة كرة السلة.
المهم أن الجميع سيعمل على معالجة التداعيات وانهاء ذيول الأزمة خصوصاً مع ترقّب كتاب الاتحاد الدولي بعد جهود قام بها الأمين العام للاتحاد الآسيوي هاغوب خاتجيريان لاقناع الاتحاد الدولي. لكن هذا يتطلب خطوات لبنانية أخرى كتوقيع الأندية على مذكرة الفيبا، وهو أمر قد لا يمر بسهولة رغم إعلان بعض الأندية تجاوبها ومنها نادي هوبس الذي أصدر بياناً جاء فيه «أن نادي هوبس انسجاماً مع مواقفه السابقة والثابتة باحترام القوانين الدولية المرعية الإجراء وأنظمة الاتحاد الدولي لكرة السلة والشرعة الأولمبية وقوانينها وأنظمتها المحلية والدولية، وحفاظاً على المنتخب الوطني الذي هو خط احمر بالنسبة لإدارة النادي ورئيسها جاسم قانصوه، واستجابة لتمنيات رئيس اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية اللبنانية جان همام، والأمين العام للاتحاد الآسيوي هاغوب ختجيريان، والأمين العام لاتحاد غرب آسيا جان تابت والعديد من الأصدقاء قررت إدارة النادي الموافقة على التوقيع على مشروع التسوية المرفوع من الاتحاد الدولي للعبة لتجنيب المنتخب أولاً وكرة السلة ثانية المزيد من الخضات والمشاكل».
لكن كل ما حصل قد يذهب هباء في حال لم يوافق الفيبا على رفع التجميد اليوم خصوصاً أن المعلومات من سويسرا لا تبدو مشجعة وهو ما نقله خاتجيريان أمس حيث كانت أجواء أمين عام الاتحاد الآسيوي سلبية نظراً لعلمه بأن الفيبا لن يتراجع عن قراره هو أبلغ الاتحاد اللبناني بهذا لكن جرى تأجيل إعلان هذا الأمر بانتظار ما ستؤول اليه المساعي اليوم.



هل يلتحق خزوع بالمنتخب؟

اعلن الاتحاد اللبناني لكرة السلة متابعة مراسلاته السابقة مع اللاعب جوليان خزّوع ودعوته للالتحاق بالمنتخب في مهلة اقصاها صباح اليوم الاثنين حتى لا يعتبر متخلّفاً ويصبح عرضة للعقوبات عبر تطبيق المادة 169 وحرمانه من اللعب في لبنان لمدة ثلاث سنوات. لكن لم يعرف ما إذا كان خزوع سيلتحق بالمنتخب أم لا.