تمرّ الساعات ثقيلة على لاعبي منتخب لبنان لكرة السلة في فندق «كراون بلازا» في مانيلا، فقد كان من المفترض أن تكون ساعات النوم من الأهم بالنسبة الى راحتهم استعداداً لبطولة آسيا. لكن النوم أصبح الهم الاخير عند اللاعبين والجهازين الاداري والفني الذين لم يعودوا يشعرون بفارق التوقيت الزمني (+5 ساعات) بين بيروت والعاصمة الفيليبينية، فهم يعيشون على أمل سماع نبأ يؤكد مشاركتهم في البطولة القارية.
ومع تأخر الأخبار، كان لا بدّ من الاتصال ببيروت، لكن هنا «لا حياة لمن تنادي»، فقد عاش المنتخب ساعات من التجاهل من دون أن يلقى آذاناً صاغية على الاتصالات المتواصلة. وحده جان مامو كان حاضراً للتواصل مع إداري المنتخب جورج كلزي، موافقاً على اعتراضات البعثة، لكن من دون أن يكون بمقدوره إعطاء جواب مريح.
شعور مشترك بأن المنتخب تُرك لمصيره أصاب أفراد المنتخب، لاعبين وإداريين، وذلك من خلال تواصلهم بعضهم مع بعض عبر «Group» يجمعهم على «WhatsApp» ويضم رئيس الاتحاد وبعض الاعضاء أيضاً. وبما أن مناشداتهم لم تلقَ أي تجاوب، كان لا بدّ من هجومٍ بوصف البعض بأنه أصيب بالطرش، أو بالتهديد بأن الحساب سيكون عسيراً لدى العودة الى بيروت. ويتقاطع هذا الكلام مع إمرار بيان المنتخب الذي نُشر أمس في الصحف حيث يحظى بموافقة الجميع. لكن امتعاض اللاعبين أكبر من هذا البيان، فهم يطلبون إجراء ترتيبات السفر للعودة الى لبنان في حال لن يشارك المنتخب في البطولة، من دون أن يلقوا أي جوابٍ على مطلبهم أيضاً!
«ارحمونا»، «اسألوا عنا»، «أخبرونا ماذا يحصل»، «أجيبوا على اتصالاتنا»، «لقد رميتمونا»، «أعيدونا الى لبنان». كلّها عبارات مرّت عبر الرسائل التي حاول أفراد البعثة إيصالها من خلال الـ«WhatsApp» بعد تعذّر الوصول الى القيّمين في بيروت، وقد ذهب أحد اللاعبين الى الأسف على أن اللاعبين مستعدون لقتل أنفسهم من أجل بلادهم، بينما لا يريد الاتحاد ومن يحرّكه أن ينكسر في معركته ويتسبّب بايقاف لبنان.
لكن المشكلة أكبر من ذلك مع نداء بطلب تحويل الاموال لأن اللاعبين «أصيبوا بالإفلاس»، وهو أمر يعيده المدرب غسان سركيس الى أن رئيس الاتحاد الدكتور روبير أبو عبدالله وعد قبل سبعة أيام بتحويل المال لكنه لم يفِ بوعده، مطالباً أيضاً بحصول أعضاء الجهازين الفني والاداري على مستحقاتهم.
مصدر اتحادي سخر من المسألة الاخيرة، مشيراً الى أن من المضحك القول إن اللاعبين أصيبوا بالافلاس ويطالبون بمصروف الجيب الذي يعدّ مبلغاً بسيطاً، وهم أصلاً يتقاضون رواتب ومستحقات عالية...
ورغم كل هذه الاجواء السلبية، نزل المنتخب الى ملعب التدريب أمس ما عدا ثلاثة لاعبين هم علي محمود، علي كنعان، ومحمد إبراهيم، الذين رفضوا التدرّب اعتراضاً على الوضع، لكن يفترض أن يلتحقوا اليوم بالتمارين بشكلٍ طبيعي بعد تحدّث سركيس معهم.
أما في بيروت فقد كانت الاتصالات لا تزال جارية لإقناع «الفيبا» بالعودة عن قراره، وقد طلب الاخير نسخة عن حكم المحكمة مع ترجمة حرفية تمّ العمل عليها في جنيف لتوخي الدقة. ومع بقاء الأمين العام للاتحاد الآسيوي هاغوب خاتجيريان على تواصل مع «الفيبا» حتى ساعات متأخرة من ليل أمس، أشار الأخير لـ«الأخبار» الى أن الاتحاد الدولي لم يكن مقتنعاً بشكلٍ كبير بما أُبلغ به، «وخصوصاً أن الجهتين المتصارعتين سبق أن أكدتا له أن هناك تدخلاً سياسياً في المعركة الحاصلة»، مضيفاً: «نحاول إقناع «الفيبا» عبر اللعب على الوتر العاطفي بأنه من غير الجائز أن يحرم بلد يعشق كرة السلة من مشاركة كهذه بسبب صراعٍ بين أندية معدودة والاتحاد». ويختم: «الأمور صعبة جداً».