جاءت الجمعية العامة الثمانون للاتحاد اللبناني لكرة القدم كما اتُّفق على ترقيمها استثنائية على جميع الصعد. فالحاضرون من مسؤولين وإعلاميين شاهدوا نسخة مختلفة عن الجمعيات السابقة، إن كان إدارياً أو لوجستياً، أو على صعيد الانتخابات. هذه الانتخابات التي أفرزت لجنة إدارية جديدة - قديمة حيث احتفظ جميع أعضاء الاتحاد السابق بمقاعدهم باستثناء دخول عصام الصايغ بدلاً من جهاد الشحف الذي خرج طوعاً نحو الأمانة العامة. لكن فوز اللائحة لم يأت بالتزكية على غرار فوز هاشم حيدر بالرئاسة لولاية رابعة، فهو جاء بانتخابات فرضها المرشحون الثلاثة الذين لم ينسحبوا من السباق، وهم: جو كوبلي، جورج حنا وأحمد فردوس. هؤلاء رغم خسارتهم فازوا بأن حافظوا على ماء وجه الديموقراطية وحالوا دون تقديم صورة مملة لانتخابات أحد أهم الاتحادات الرياضية. ممثلو 49 نادياً انتخبوا الأعضاء أحمد قمر الدين (38 صوتاً)، جورج شاهين (38 صوتاً)، ريمون سمعان (45 صوتاً) سمعان الدويهي (42 صوتاً)، مازن قبيسي (47 صوتاً)، عصام الصايغ (43 صوتاً) محمود الربعة (42 صوتاً)، موسى مكي (47 صوتاً)، همبارسوم ميساكيان (45 صوتاً) وائل شهيب (43 صوتاً). أما الخاسرون فكانوا: أحمد فردوس (10 أصوات)، جورج حنا (9 أصوات)، وجو كوبلي (4 أصوات)، وأُلغيت ورقتان من الأوراق الـ 49.
افتتحت الجلسة بإعلان الأمين العام جهاد الشحف أن الحضور مكتمل مع وجود 50 ممثلاً، وهو عدد النوادي المشاركة في الجمعية، وهو أمر توقف عنده رئيس الاتحاد هاشم حيدر، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي تحصل في تاريخ كرة القدم اللبنانية. وتوالى بعد ذلك التصديق على البيانين الإداري والمالي تخللته مداخلتان. الأولى لممثل نادي الأنصار محمود الناطور الذي سأل الاتحاد عن أسباب التخلي عن الجهاز الفني السابق لمنتخب لبنان، وأجابه حيدر بأن اللجنة العليا كانت تبحث عن جهاز أفضل، وخصوصاً أن ملاحظات عديدة وضعت حول أداء المدرب الألماني ثيو بوكير «الذي من الممكن أنه كان حجر عثرة في طريق تطور المنتخب بشكل أفضل».
المداخلة الثانية كانت من أمين سر نادي الخيول علي عياش الذي سأل الاتحاد عن مدى قانونية جلسة الانتخاب في ظل وضع شرط مالي للترشح إلى الرئاسة والعضوية، وهو أمر ليس مذكوراً في النظام، وطالب مندوب الاتحاد الآسيوي الذي كان حاضراً في الجلسة سانج بالاسينغام بإعادة فتح باب الترشّح للانتخابات. لكن سانج ليس من ضمن صلاحياته النظر في هذا الأمر؛ إذ إن دوره محصور بالإشراف على سير العملية الانتخابية والتزام القوانين. وردّ حيدر أيضاً، مشيراً إلى أنه يحق للجنة العليا إيراد أي أمر غير مذكور في النظام الأساسي، لكن رغم ذلك إن أمر تحديد بدل مالي للترشّح مذكور في النظام.
أمر لافت شهدته الجمعية العمويمة، هو تكريم خمس شخصيات كان لها دور في دعم المنتخب اللبناني، هي: بيار كاخيا، طلال مقدسي، أمل أبو زيد، عماد جمعة وشريف وهبي.
لكن استثنائية الجمعية العمومية كانت من خلال آلية الانتخاب مع تشكيل لجنة انتخابية مؤلفة من رئيس نادي الساحل سمير دبوق ورئيس نادي الإصلاح حسين عواضة ورائد الصديق وسركيس تادروس وطارق الرفاعي، وجرى التصويت عليهم من قبل أعضاء الجمعية العمومية. وأشرفت هذه اللجنة على الانتخابات مع تشكيل لجنة رديفة ولجنة استئنافية ولجنة مدققي أصوات مؤلفة من يوسف مرواني، عبود منيّر وأغوب كيشيشيان.
إذاً، جرى التجديد لأعضاء الاتحاد اللبناني، فهل سيعني هذا التجديد لطريقة العمل السابقة؟
أمر يؤكّد الرئيس حيدر أنه لن يحصل؛ «فنحن أمام فرصة حقيقية في ظل النظام الجديد الذي يرتقي بالعمل الإداري للعبة، لكن هذا يحتاج إلى عمل وجهد على جميع الصعد، وخصوصاً على صعيد منتخبات الفئات العمرية التي يجب أن تحظى بنفس اهتمام المنتخب الأول. فإذا استغللنا الفرصة واستفدنا منها، فأنا متفائل بالحصول على نتيجة إيجابية. أما إذا اهملناها، فسنبقى مكاننا، وحينها يجب ألّا نبقى في مراكزنا. وهذا وعد مني إذا لم نتقدم في كرة القدم فلن أبقى في مركزي».
ويلفت حيدر إلى أن التمديد للأعضاء لا يعني التمديد لطريقة العمل، فالتوافق على أسماء الأعضاء جاء بعد جلسات طويلة اتُّفق فيها على استراتيجية ورؤية عمل، وهذا ما أدى إلى التوافق على الأسماء. أي إن التوافق على الرؤية سبق التوافق على الائحة، «ففي السابق كان التناحر يحصل داخل الاتحاد للاتفاق على استراتيجية العمل، لكن العهد الجديد سيشهد عملاً على الأرض».



شاهين: الإهانات مرفوضة

عبّر العضو الفائز في الانتخابات جورج شاهين (الصورة)، عن أسفه لما حصل قبلها؛ إذ رأى أنه يحق لأي نادٍ أن يرشّح ممثلاً له، لكن لا يمكن إهانة المرشحين الآخرين، وخصوصاً أن الراسينغ لا يحق له فرض أي شيء عليه. «ففي الدورة الماضية حين جرى اختياري، أنا من وقفت على خاطر أندية الحكمة والراسينغ وهومنمن. لكن هذا لا يعني أنه يحق لها فرض شروط عليّ، وخصوصاً أنني لم أرغب بالعودة للاتحاد لكن المصلحة العامة فرضت ذلك. وأنا أبلغتهم بأنني أعطيت كلمة لزملائي ولا يمكن أن أتراجع عنها».