كان الاعتقاد سائداً بأن النجم البرازيلي المخضرم، ريفالدو، هو أكثر اللاعبين في وقتنا هذا تنقلاً بين الفرق في مسيرته بواقع 15 مرة كان آخرها ساو كايتانو في بلاده، الا أن ثمة لاعباً خلف المحيط أيضاً لا ينتهي من تبديل قمصان الفرق.
صدقوا او لا تصدقوا أن الأوروغوياني سيباستيان أبريو سينتقل للمرة الـ 23 في مسيرته (لعب في 19 فريقاً مختلفاً) وذلك بعد أن اعاره فريقه ناسيونال في بلاده لفريق روزاريو سنترال الأرجنتيني!
مسيرة «إل لوكو» كما يلقب أبريو، البالغ 36 عاماً، بدأت مع ديفينسور ثم لعب لسان لورنزو الأرجنتيني وديبورتيفو لا كورونيا الإسباني ليعار منه على التوالي لأندية غريميو البرازيلي وتيكوس وسان لورنزو وناسيونال، وكروز أزول وأميركا المكسيكيين وتيكوس، لينتقل بعد ذلك إلى ناسيونال وسينالووا ومونتيري وسان لويس وتيغريس وريفر بلايت الأرجنتيني (بالإعارة) ونادي الكيان الصهيوني بيتار جيروساليم وريفر بلايت وريال سوسييداد الإسباني (بالإعارة) وأريس وبوتافوغو البرازيلي وفيغويرينسي (بالإعارة) وناسيونال وأخيراً روزاريو سنترال.
حسناً، تعرفنا في ما تقدّم الى أكثر لاعبين تنقلا بين الأندية في مسيرتيهما على الأقل في الوقت الحالي.
ريفالدو وأبريو يحزمان حقائبهما في كل مرة تقفل الأندية أبوابها في وجههما ويشدان الرحيل نحو أندية أخرى وبلاد أخرى وقارات أخرى، لا لشيء، سوى لرفضهما اعتزال كرة القدم وعشقهما لهذه اللعبة.
لكن الصورة ليست بهذه المثالية، فثمة كثير من اللاعبين يشعرون بالراحة في أنديتهم وصنعوا شهرتهم في صفوفها غير أنهم لا يتوانون فجأة عن حزم حقائبهم والانتقال الى فريق آخر. هنا، فلنبحث عن سبب آخر لهذا التبديل. إذ لا مانع من ان يخوض لاعب تجربة جديدة، لكن عندما يتحكم الدولار بالمعايير فعندها يصبح الانتقال فاقداً لكثير من المعاني والقيم.
فهل يمكن وضع انتقال الأوروغوياني إيدينسون كافاني إلى باريس سان جيرمان الفرنسي والكولومبي راداميل فالكاو إلى موناكو سوى في غير هذا الاطار؟
البرتغالي كريستيانو رونالدو كان قد سبقهما الى ذلك عندما ترك مانشستر يونايتد الانكليزي رغم تألقه في صفوفه ليوقّع على كشوفات ريال مدريد الاسباني مقابل 93 مليون يورو، فيما زميله البرازيلي كاكا «دمّر» مسيرته بسبب الأموال عندما رحل عن ميلان حيث كان يزرع سحراً قل نظيره في يومنا هذا في المدينة الايطالية ليتحول الى لاعب عادي في العاصمة الاسبانية.
في الواقع، بات الوفاء للنادي عملة نادرة في الوقت الحالي، ولعل سوق الانتقالات هذا الصيف يعطي فكرة واضحة حول هذه النقطة، ففضلاً عن كافاني وفالكاو، فإن الويلزي غاريث بايل ضرب عرض الحائط بكل إبداعاته وشعبيته في لندن والتي يعود الفضل فيها لناديه توتنهام ولم يتوانَ عن التهديد بإعلان التمرد على ناديه في حال استمرت ادارة الأخير في تعنتها برفض عرض ريال مدريد. الأرقام المليونية التي تخرج علينا في الصحف يومياً بشأن صفقة الويلزي إلى النادي الاسباني تختصر ما وصلت اليه كرة القدم من مادية.
سبب ما يحدث لا يتعلق فقط بالأندية التي تضع مصالحها فوق كل اعتبار طبعاً، بل يتحمل كثير من النجوم جزءاً كبيراً من المسؤولية. هؤلاء النجوم الذين ارتضوا أن يتحوّلوا الى عملة. الى مجرد أرقام!



نماذج مضيئة

رغم حكم الدولار حالياً، لا تخلو كرة القدم من بعض النماذج المضيئة للاعبين آثروا البقاء في أنديتهم التي انطلقوا في صفوفها والوفاء لها رغم العروض الضخمة التي قدمت لهم، ومنهم مثلاً الإيطالي فرانشيسكو توتي والإنكليزي ستيفن جيرارد والألماني باستيان شفاينشتايغر.