ليس جديداً ان يدخل متابعو كرة القدم الاوروبية في مقارنة بين بطولتي انكلترا واسبانيا، او اذا صحّ التعبير في جدالٍ لا نهاية له حول البطولة الافضل في العالم حيث يتصدر قائمة الترشيحات دائماً الـ«برميير ليغ» او «لا ليغا»، وهما بطبيعة الحال الاكثر متابعةً على شاشات التلفزة في مختلف انحاء المعمورة لدرجةٍ تتخطى شعبية فرقهما الفرق المحلية الموجودة في بلدانٍ كثيرة. ومسألة تحديد البطولة الافضل بين انكلترا واسبانيا انطلقت احياناً من المتعة الكروية التي تقدّمها المباريات المختلفة، والتي ذهبت فيها الغلبة لانكلترا اخيراً على خلفية اتساع رقعة المنافسة مقارنة باسبانيا حيث المنافسة ثنائية بين القطبين برشلونة وريال مدريد. كذلك، انطلقت من نتائج فرق البطولتين على الصعيد القاري، حيث اختلف الحُكم على ايٍّ منهما بفعل اختلاف النتائج بين موسمٍ وآخر في الاعوام القريبة الماضية. أما آخر الطرق لتغليب بطولة على اخرى فقد تطرقت الى نوعية اللاعبين وثقلهم على الساحة الكروية، فكان الاسبان رائدين في هذا المجال على اعتبار ان بطولتهم تضم ابطال العالم واوروبا، وافضل لاعبي العالم، واهم المواهب الصاعدة ايضاً...
وانطلاقاً من النقطة الاخيرة بدأ الكلام عن ان بطولة اسبانيا قد تحظى بمتابعة اكبر في الموسم الجديد، وخصوصاً ان انكلترا لن يكون بمقدورها تقديم الجديد على هذا الصعيد، ان كان من خلال الدفع بنجومٍ كبار قادمين من البطولات الاخرى او بمواهب جديدة وسط الفشل الذريع لمنتخبات فئاتها العمرية اخيراً، وتحديداً منتخب الشباب في كأس اوروبا التي اقيمت في اسرائيل وفازت بلقبها اسبانيا، وكأس العالم التي استضافتها تركيا، وبلغت فيها اسبانيا الدور ربع النهائي، بينما خرجت انكلترا من الدور الاول من دون ان تحقق اي فوز (لم تفز بأي مباراة في مونديال الشباب منذ 16 عاماً)، في مجموعة كان من المفترض ان تكون في متناولها حيث ضمّتها الى تشيلي ومصر والعراق.
ودائماً من خلال المنافسة على اعلاء شأن بطولة على اخرى، بدا في سوق الانتقالات الصيفية، وكأن الاسبان والانكليز في منافسة مباشرة، لكن ضمن المكاتب الادارية. وهذه المنافسة ان كانت مباشرة او غير مباشرة فانها من دون شك كانت حاضرة، وذلك من خلال عمل اندية احدى البطولتين على جذب اللاعبين المميزين من اندية البطولة الاخرى، فكان المدّ والجزر بين ريال مدريد الاسباني وتوتنهام هوتسبر الانكليزي حول النجم الويلزي غاريث بايل مثالاً صارخاً. وطبعاً مثله كان الصراع بين مانشستر يونايتد الانكليزي وبرشلونة الاسباني حول احد اهم لاعبي الاخير سيسك فابريغاس، حيث ذهب مدرب الاول الاسكوتلندي ديفيد مويز الى القول بأن الـ«برميير ليغ» يحتاج الى لاعبين من طينة الدولي الاسباني، وقدومه فيه انعكاس لريادة انكلترا من حيث استمرار تحوّلها «محجّاً» لنجوم الكرة في الاعوام الاخيرة.
وطبعاً كان مانشستر سيتي الانكليزي حاضراً ايضاً من خلال اجتذابه الثنائي الدولي خيسوس نافاس والفارو نيغريدو من إشبيلية الاسباني، بينما عمل برشلونة بطل «الليغا» على الخط الانكليزي من خلال المدافعَين البرازيلي دافيد لويز لاعب تشلسي والدنماركي دانيال آغر لاعب ليفربول.
وتكثر الامثلة في حال تمعنّا في الاسماء التي كانت مطروحة للقدوم الى اسبانيا من انكلترا او العكس، اذ ان تركيز عمل مدراء الفرق تمحور حول هاتين البطولتين حيث ازداد العرض والطلب ونشطت فاكسات العروض المطروحة باللغتين الاسبانية والانكليزية دون سواهما.
لكن وفي هذا الاطار يمكن تسجيل نقطة مهمة للكرة الاسبانية لان الاندية في بلاد «الليغا» عملت كثيراً على ضمّ لاعبين من ابناء جلدتها حيث كشفت دراسة اعدّتها صحيفة «ذا دايلي مايل» البريطانية ان 15% من نسبة الانتقالات في الدوري الانكليزي الممتاز ارتبطت بلاعبين انكليز، وقد احجمت الفرق الكبرى عن طلبهم بشكلٍ مستغرب. اما في اسبانيا فقد بلغت هذه النسبة 53.3% بحكم ان 18 من اصل 20 فريقاً في الدوري الاسباني جلبت لاعباً اسبانياً واحداً على الاقل الى صفوفها هذا الصيف، وهي مسألة تشير الى ان «الليغا» هي بطولة لبلادها اكثر منها انكلترا حيث الثقة اقل بالمواهب الصاعدة، لدرجةٍ تذهب فيها الفرق احياناً الى الدفع بـ 11 لاعباً اجنبياً على ارض الملعب متجاهلة هوية الدوري الذي تنافس في دائرته.
وبغض النظر عن هذه المقارنات والتحليلات، يبقى الحُكم للملعب، في موسمٍ واعد، يتوقع ان يحمل مواجهات محلية كبيرة، الى اخرى قارية رهيبة في وقوف فريقٍ انكليزي بمواجهة آخر اسباني.



تقدّم مضطرد لإسبانيا

تختلف ارقام الاحصاءات بحسب المباريات في كل نهاية أسبوع عند اجراء مقارنة بين بطولتي انكلترا واسبانيا، لكن الموسم الماضي شهد ارتفاع نسبة متابعي «الليغا» بشكلٍ كبير حيث سُجّل ما معدله 4.3 ملايين مشاهد عبر شاشات التلفزة في كل مرحلة، حيث تنقل المباريات مباشرة على الهواء عبر 180 بلداً حول العالم، ما يجعل بطولة اسبانيا منافسة قوية لنظيرتها الانكليزية في هذا المجال.