لم يكن دافيد فيا يحلم بأن يسجل هدفه الرسمي الاول مع فريقه الجديد أتلتيكو مدريد بالكيفية والظروف التي سجله فيها. تسديدة «على الطائر» تابعت طريقها الى الشباك، أما المنافس فلم يكن إلا فريق الأمس وعدو اليوم، برشلونة، في ذهاب مباراة كأس السوبر الاسبانية (1-1). بمجرد أن رأى «إل كواخي» الكرة وهي تتهادى في شباك فيكتور فالديس حتى أطلق العنان لفرحته، محتفلاً مع جماهير فريقه. لم يكن فيا بالتأكيد يطلب أكثر مما حدث: فأن تسجل بهذه الطريقة في مرمى فريقك السابق الذي لم يمانع مغادرتك صفوفه، فهذا ليس بقليل على الاطلاق.
يستحق فيا طبعاً أن يطير من الفرح وهو يسجل في مرمى النادي الكاتالوني. فهذا الأخير لم يتوان عن قبول طلب رحيل لاعبه بمجرد فتح باب سوق الانتقالات الصيفي، وذلك على خلفية عدم مشاركته أساسياً طيلة الموسم الماضي. بدا برشلونة كمن لم يصدق نفسه عند طلب «ال كواخي» المغادرة، فلم يتوان عن بيعه بمبلغ 5 ملايين يورو رغم أنه حصل عليه في 2010 بمبلغ 40 مليون يورو من فالنسيا. لم يطق برشلونة صبراً على أرسنال وغيره من الفرق التي أعربت عن رغبتها في ضم فيا، حيث كان السعر المطلوب فيه يصل الى 15 مليون يورو، فلفظه سريعاً من ملعب «كامب نو» وبأبخس الأثمان. فجأة، تنبّه برشلونة الى أن فيا بلغ الـ31 من عمره. بلمحة واحدة، ذهبت المهارات التهديفية لأفضل هداف في تاريخ منتخب اسبانيا هباءً منثوراً، ونسي الجميع في برشلونة إسهامات «ال كواخي» في اعتلاء منصات التتويج، وخصوصاً في دوري أبطال أوروبا موسم 2010-2011 عندما سجل هدفاً من تسديدة رائعة في مرمى مانشستر يونايتد الانكليزي في النهائي... وكل هذا كرمى لعيني البرازيلي نيمار.
على أي الأحوال، شكلت مباراة أول من أمس مناسبة لفيا للرد على طريقته على برشلونة. المهم الآن أن فيا بات في مدريد. في فريق العاصمة الأحمر الباحث في «ال كواخي» عن خليفة ينسيه إبداعات الكولومبي راداميل فالكاو الذي «باع» كل ما صنعه في ملعب «فيسنتي كالديرون» ونداءات الجماهير بالبقاء، وتتبع أثر الـ60 مليون يورو التي فُرشت له عند مداخل إمارة موناكو الفرنسية.
القدر إذاً جمع بين «مصيبتين»: غصة فيا لترحيب برشلونة برحيله، وحزن جماهير أتلتيكو مدريد على تخلي فالكاو عنهم (إدارة الفريق استفادت طبعاً مادياً من انتقال الكولومبي). هذا التلاقي العاطفي قبل كل شيء وقبل تقدير جماهير «فيسنتي كالديرون» لموهبة فيا، أمكن ملاحظته في الاستقبال الحافل في ملعب الفريق لـ«ال كواخي» عند تقديمه رسمياً.
إذاً، مهمة غير قليلة ملقاة على عاتق فيا لتعويض فالكاو. لكن من يعرف هذا اللاعب سيكون على يقين بأنه قادر، في حال ابتعاد الاصابات عنه، على أداء المهمة بأفضل ما يمكن. هذا ما فعله مع فالنسيا قبلاً ومن ثم مع برشلونة، وبينهما مع «لا فوريا روخا». وما يزيد من احتمالات نجاح فيا هو اتلتيكو مدريد نفسه الذي يمتلك تشكيلة متجانسة ويطغى على أدائه الاسلوب الهجومي تحت قيادة مدرب فذ هو الارجنتيني دييغو سيميوني، حيث يشكل فيا والبرازيلي دييغو كوستا والتركي اردا توران مثلثاً مرعباً سيتعب فرق الدوري الاسباني كثيراً.
والأهم من ذلك، أن فيا كسب قبل كل شيء قلوب جماهير اتلتيكو مدريد، وهذا بحد ذاته محفز له للظهور بصورة البطل، وما كلمته قبل فترة: «سأقاتل من أجل ألوان أتلتيكو مدريد» سوى تجسيد واضح لهذا الحافز.




ملك الأرقام

يهوى دافيد فيا تحطيم الأرقام وتسجيلها. أمام برشلونة، تمكن «ال كواخي» من أن يصبح أول لاعب لاتلتيكو مدريد يسجل في ملعب «فيسنتي كالديرون» في السوبر منذ هدف مانولو سانشيز ديلغادو عام 1992. وبات اتلتيكو النادي الثالث الذي يسجل له فيا هدفاً في السوبر بعد فالنسيا وبرشلونة، علماً بأنه سدد على المرمى 4 مرات في الشوط الأول، أي أكثر من كل لاعبي برشلونة (3 مرات).