وسط السيل الهائل من الأخبار عن الوضع السياسي والعسكري في المنطقة، برز أمس خبر عن عقد مؤتمر صحافي بدا كأنه خارج السياق العام مع الإعلان عن إقامة رالي لبنان الدولي بين 5 و8 أيلول المقبل. هذا الرالي الذي أصبح من معالم لبنان الرياضية بعدما وصل الى نسخته السادسة والثلاثين، يصل هذا العام وسط تخوف كبير من أن لا تستطيع «عين» الرالي أن تقاوم مخرز الوضع الإقليمي المتفجّر.
قد يعتبر البعض أن مسؤولي النادي اللبناني للسيارات والسياحة يعيشون في كوكب آخر ولا يشعرون بالمخاطر التي تحيط بالمنطقة. لكن لهؤلاء المسؤولين وجهة نظر أخرى يعبّر عنها رئيس لجنة رياضة السيارات في النادي عماد لحود الذي يرى أن الرياضة أقوى من أي شيء «فرالي لبنان هو صورة لبنان، هذا البلد الذي لن يركع مهما مرّ عليه من صعوبات». لحود يتحدث عن الوضع الأمني في لبنان، حيث اتخذ المسؤولون في النادي كل التدابير الأمنية مع السلطات الرسمية. وهذا أمر طبيعي في أي رالي، فكيف هي الحال في ظل الوضع المتوتر داخلياً. «من المعروف أن جميع طرقات الرالي تكون مقفلة خلال السباقات، كما تتم مراقبتها أمنياً. وهذا يساعد على إيجاد جو آمن للسائقين كي يتنافسوا»، علماً بأن الرالي يمر بـ 250 بلدة لبنانية خلال جميع مراحله.
أما على الصعيد الإقليمي، فأي أحداث ستحصل ستكون خارج قدرات اللجنة المنظمة، «علماً بأن الأجواء كانت مريحة بعض الشيء أمس».
ولا يخفي المسؤولون حقيقة أنهم كانوا أمام خيارين: إما إلغاء الرالي لعام 2013، أو المغامرة والرهان على قوة الرياضة في وجه أي تهديدات أمنية وإقامة السباق.
وتبقى أهمية الرالي في نوعية المشاركة على صعيد السائقين والملاحين. عربياً، لم يعتذر أي سائق عربي عن عدم المشاركة حتى الآن. فالسائقون العرب وعلى رأسهم القطري ناصر العطية، إضافة الى مواطنيه مسفر المرّي وعبد الله الكواري أكّدوا مشاركتهم. أضف إليهم الكويتي مشاري الظفيري والأردني زيد الدهشان، الى جانب عدد من الملاحين من إيطاليا والبرتغال وبلجيكا وبولونيا. ويغيب عن الرالي السائقون الإماراتيون الذين سيشاركون في رالي أوستراليا الذي سينطلق عقب رالي لبنان مباشرة، وبالتالي كانت مشاركة الإماراتيين في السباقين صعبة نظراً الى التحضيرات المطلوبة.
وتعود الى الرالي هذا العام المرحلة الاستعراضية بعدما جرى تنظيمها للمرة الأخيرة عام 2006.
وتحدث رئيس اللجنة المنظمة فادي عون الذي شرح بإسهاب المراحل الخاصة الـ 13 (يبلغ طولها 256.77 كلم) التي يتألف منها السباق الذي يبلغ طوله الإجمالي 853.99 كلم. كما تحدث عن مسار الرالي حيث سيقام حفل انطلاق السباق عند الساعة السابعة مساء الخميس المقبل من الواجهة البحرية لبيروت، على أن تقام المرحلة الاستعراضية عند الساعة الثامنة والنصف.





33 سائقاً لبنانياً

تشارك في رالي لبنان الدولي، الذي يرعاه رئيس الجمهورية ميشال سليمان، 38 سيارة حيث يشارك 33 سائقاً لبنانياً وعلى رأسهم روجيه فغالي (الصورة) الذي أحرز اللقب سبع مرات، وشقيقه عبدو فغالي ونيقولا أميوني وشفيق بولس، إضافة الى السائقين العرب والدوليين. وسيدافع فغالي عن لقبه بخوضه السباق على متن سيارة «فورد فييستا».