ليس بعابر على الإطلاق التصريح الذي أدلى به نجم كرة المضرب الصربي نوفاك ديوكوفيتش، المصنف أول في العالم، قبل أيام قليلة. أن يتطرق نجم بهذا الحجم والشهرة إلى العدوان الأميركي المحتمل على سوريا، وأين؟ في قلب الولايات المتحدة. فهذا بالتأكيد ليس بقليل على الإطلاق. «نول» (كما يلقب ديوكوفيتش) اختار التوقيت والمكان المناسبين ليعطي رأيه بالموضوع. في مطلع هذا الأسبوع ووسط الانشغال العالمي بالقرار الأميركي، خرج ديوكوفيتش من بين ناطحات السحاب في مدينة نيويورك ليقول بالفم الملآن: لا للضربة العسكرية على سوريا، وأكثر فقد وصف هذه الضربة في حال حصولها بأنها ستكون بلا جدوى.
الشاب الذي عايش قصف قوات حلف شمالي الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة عاصمة بلاده بلغراد عام 1999، لم يتوان عن التنديد بالعدوان بشدة، قائلاً: «أنا بقوة ضد أي نوع من استعمال الأسلحة، أي نوع من توجيه ضربات جوية أو هجوم بالصواريخ. أنا ضد كل ما هو تهديمي لأنني عشت هذه التجربة وأدرك جيداً أنها لا تفيد أحداً».
هكذا، أبى أن يلوذ ديوكوفيتش بالصمت كما فعل كل أترابه من النجوم. لم يأبه لنجوميته وشهرته. لم يبال أنه في نيويورك، حيث يشارك حالياً في بطولة الولايات المتحدة، رابع البطولات الكبرى في عالم التنس وهو على مسمع رجل البيت الأبيض، هذا الأخير الذي يتودد دوماً الى نجوم الرياضة ويتابع منافساتها وخصوصاً كرة السلة.
على أي الأحوال، قال ديوكوفيتش كلمته وامتشق مضربه وأكمل مبارياته في البطولة. فعل الشاب الصربي ما أملته عليه قناعاته. كان جريئاً. كلمته بطبيعة الحال لن تغير الأمور برمتها، لكنها تؤثر على كثير من الرأي العام العالمي وتحرج الأميركيين لما لقائلها من مكانة وشهرة.
لكن ما يثير الدهشة هو التعتيم الإعلامي لكلمة ديوكوفيتش، والمقصود هنا طبعاً الصحف والمواقع العالمية الكبرى السياسية والرياضية على السواء. فتلك الأميركية منها طبعاً «غابت عن السمع» بشكل تام. أما في إنكلترا فـ«لا حياة لمن تنادي». في فرنسا، كانت الأمور «أفضل حالاً» نوعاً ما، حيث أوردت الخبر صحيفة «liberation» وموقع المحطة التلفزيونية «tf1» وموقع راديو «rtl» وجميعها تحت عنوان: «نوفاك ديوكوفيتش ضد الضربة الجوية لسوريا»، فيما لاذت الصحف الكبرى السياسية مثل «le monde» و«le figaro» و«le parisien» والرياضية مثل «lequipe» الشهيرة بالصمت، وكأن أفضل لاعب في العالم في كرة المضرب لم يصرح هذا التصريح، فيما أوردت نتيجته في اليوم ذاته في البطولة على نحو طبيعي.
ولم تخل الردود على تصريح ديوكوفيتش من اختلاف بالرأي، ففي حين بدا قراء «tf1» رافضين لإدلاء لاعب رياضي بالمواقف السياسية أو متهكمين، فإن بعض قراء «rtl» خالفوهم، فيما يبرز في موقع «7 sur 7» البلجيكي المختص بالأخبار السياسية والرياضية ترحيب بعض الردود بموقف ديوكوفيتش، ومنها على سبيل المثال لـ«جيسيكا» التي كتبت: «برافو ديوكوفيتش، أتفق معك مئة بالمئة».



الأزمة السورية حاضرة

ضجّت فرنسا بحادثة اقتحام أحد الأشخاص استديو البرنامج الرياضي «Stade2» على محطة «France2» والذي يقدّمه لوران لويا مباشرة على الهواء من أجل أن يبدي موقفه حيال الأزمة السورية دون ان ينجح في ذلك حيث تم اخراجه فوراً. واوردت الصحف الفرنسية ان الرجل فقد عائلته بعد أن لقيت حتفها في سوريا.