لن تكون المباراة الودية بين منتخبي لبنان وسوريا مجرد لقاء هامشي، فهي ستشكل محطة لانطلاق المدرب الجديد للمنتخب اللبناني، الإيطالي جوسيبي جانيني، نحو مواصلة المشوار الناجح للمنتخب في تصفيات كأس آسيا التي تستضيفها أوستراليا عام 2015. وهذا اللقاء سيكون على قدرٍ عالٍ من الأهمية بالنسبة الى الجهاز الفني الجديد على اعتبار أنها المباراة الأولى للمنتخب أمام منتخبٍ بكل ما للكلمة من معنى، إذ إن المباريات السابقة التي خاضها لبنان كانت في بيروت أمام منتخب الشباب، ثم في إيطاليا أمام فرقٍ مختلفة المستويات.
كذلك، فإن اللقاء يعدّ الأول لجانيني على رأس المنتخب في المدينة الرياضية التي شهدت على إنجازات «رجال الأرز» في التصفيات المونديالية ثم في تصفيات البطولة القارية.
كذلك، فإن المباراة تشكّل اختباراً مهماً للتوليفة التي وصل إليها جانيني، إذ إن المنتخب السوري الذي يقوده المدرب أنس مخلوف يضم مجموعة من اللاعبين المحترفين في الخارج، الذين لم يتأثروا فنياً بالأحداث التي تشهدها بلادهم لكونهم ينشطون مع أنديتهم، على رأسهم مهاجم فريق قاسم باشا التركي سنحاريب ملكي، ولاعب الرفاع البحريني محمود مواس.
وعند المغتربين في الخارج يمكن التوقف، إذ إن مباراة اليوم يفترض أن تقدّم المدافعَين جوان العمري ومحمد علي خان، اللذين كان حضورهما في الوقت المناسب، حيث يبحث المنتخب اللبناني عن أهم الضمانات الدفاعية، والتي فقد جزءاً كبيراً منها أخيراً بتعرّض القائد يوسف محمد لإصابة قوية في الركبة أجبرته على الخضوع لعملية جراحية ستبعده لفترة غير قصيرة عن الملاعب.
لكن من هما جوان العمري ومحمد علي خان، وهل هما مجرد مغتربان سيمران من دون أن يتركا أي تأثير إيجابي على المنتخب؟
المتابع لكرة القدم الأوروبية عن كثب قد يكون مرّ عليه هذان اللاعبان في إحدى المباريات، وتحديداً العمري الذي يلعب حالياً مع فريق أف أس في فرانكفورت في دوري الدرجة الثانية في ألمانيا، وهو أمر لافت كون «البوندسليغا 2» تتميز بمستوى رفيع، وغالباً ما تحقق فرقها نتائج بارزة في كأس ألمانيا وتطيح فرقاً من الدرجة الأولى.
والعمري المولود في العاصمة الألمانية برلين، يبلغ من العمر 25 عاماً (19 آب 1988)، أي أنه وصل الى سن النضج التي يبلغها المدافع عادةً، وهو بطبيعة الحال يملك الثقافة الألمانية في الدفاع التي تعتمد على القوة البدنية (طوله 1.87 م)، والالتحامات القوية بعيداً عن ارتكاب الأخطاء القاسية، وهي الميزة التي ظهرت على «دودو» بعد احترافه في ألمانيا.
وإذ يقدّر سعر العمري في سوق الانتقالات الألمانية بـ 350 ألف يورو، فإن هذا الرقم مرشّح للارتفاع، وخصوصاً أن اللاعب شارك في كل دقائق المباريات السبع التي خاضها فريقه حتى الآن هذا الموسم (6 في الدوري وواحدة في الكأس)، وهو الذي قَدِم الى فرانكفورت من روت - فايس إيرفورت الذي لعب معه 63 مباراة في موسمين، علماً بأن فريقيه السابقين كانا بابلسبرغ 03، ورينيكندورفر.
كذلك، فإن النظرة الأولى الى علي خان (27 عاماً) المولود في غيلسنكيرشن (21 كانون الثاني 1986) تشير الى أنه مدافع صلب (1.79 م)، فهو بطبيعة الحال يملك نزعة المدافع القائد، ولهذا السبب يحمل شارة القيادة في فريقه بي كاي هاكن (درجة أولى) الذي يلعب له منذ 2009 بعدما قدم إليه من فاسترا فولوندا أحد أندية الدرجة الثانية.
وفي حال نجاح هذين المدافعين في مباراة اليوم والمباراة المقبلة أمام قطر الاثنين المقبل، فإنهما سيترجمان سياسة الفلسفة القائلة بضرورة الاستعانة بلاعبين من خارج الدوري اللبناني يمكنهم أن يكونوا على مستوى لاعبي المنتخبات المنافسة الذين ينشطون عادة على أعلى مستوى طوال السنة، لا فقط خلال مباريات منتخباتهم على الصعيدين القاري والعالمي.




جانيني في عملية استطلاع

خاض المنتخب اللبناني مرانه الأول والأخير أمس قبل لقاء سوريا بقيادة جوسيبي جانيني الذي وصل الى بيروت قادماً من روما، وتوجّه مباشرة الى المدينة الرياضية حيث اطلع من مساعديه على محصلة عملية المراقبة التي قاموا بها أخيراً لتمارين اللاعبين ومبارياتهم.