في برشلونة تياران اليوم، احدهما يرتبط بالنادي وادارته ورئيسه ساندرو روسيل، وآخر بالفريق الذي خرج من الحُكم اي بالرئيس السابق جوان لابورتا. هناك في برشلونة يقال ان ثقل الفريق الثاني بدأ يترك تأثيره على الجمهور، فهذا الفريق يمثّل رأس حربته احد اعظم اللاعبين والمدربين الذين مرّوا في تاريخ «البرسا» اي النجم الهولندي السابق يوهان كرويف.
«بارسيلونيسمو» هي الكلمة التي تعني التيار البرشلوني الذي يضم جميع محازبي برشلونة، لكن كلمة اخرى دخلت الى قاموس النادي الكاتالوني اخيراً وهي ما يعرف بالـ «كرويفيستاس» اي نسبة الى كرويف المتهم اليوم من قبل روسيل بالعمل على احداث شرخ في الـ«بارسيلونيسمو»، ما يترك أثره السلبي على النادي.
الواقع ان حجم القطيعة والعداء تمّ التأكد منه ليلة أمس، اذ من غير المعقول ألا يتواجد كرويف في المنصة الرسمية في «كامب نو» ليتابع الفريقين الأحب على قلبه اي برشلونة واياكس امستردام، وهما يتقابلان ضمن البطولة التي صنعت نجومية «الهولندي الطائر» اي دوري ابطال اوروبا. وكرويف كان قالها بالفم الملآن: «لن تطأ قدماي ملعب «كامب نو» ما دام هذا النظام حاكماً للنادي». واكثر من ذلك ذهب كرويف الى تمني فوز اياكس امستردام باللقاء على اعتبار ان الادارة الحالية لا تستحق استعراض عضلاتها عبر النجاحات الفنية لان همّها الوحيد هو «البيزنس» قبل اي شيء آخر.
لكن ما هي طبيعة الخلاف الذي لا يعلم عنه كثيرون بين كرويف وروسيل تحديداً؟
يمكن اعتبار ان تحالف كرويف مع احد انجح الرؤساء في النادي اي لابورتا تسبّب بامتعاض روسيل، الذي شرع في محاربة «الهولندي الطائر» لدى عودته رئيساً، وهو بحث عن طريقة ما لاحراج الرجل فاخراجه، وقد نجح في هذا الامر حيث ذهب كرويف للعمل مع اياكس تاركاً خلفه كل المشروع الذي بناه في برشلونة حيث قيل دائماً ان النجاحات التي حققها الفريق في الاعوام الاخيرة كانت نتاج المشروع الذي وضع الهولندي حجر الاساس له انطلاقاً من حبّه للنادي الذي قاده الى الالقاب لاعباً ومدرباً، وانطلاقاً من عشقه للجمهور الكاتالوني ومدينته لدرجة انه اطلق على نجله اسم جوردي نسبة الى اشهر قديس في الاقليم.
اما المفاجئ فهو ان سبب الخلاف هو 100 الف يورو فقط لا غير!
نعم، 100 ألف يورو كانت السبب، وهو المبلغ الذي يتبرع به نادي برشلونة عادة لمؤسسة كرويف الخيرية، وقد احجم اخيراً عن دفعه بطلب من روسيل الذي اراد توضيحاً من قبل المؤسسة حول تصرفها بالمبلغ المدفوع، وهو الامر الذي اثار امتعاض الهولندي حيث كانت مؤسسته قد اعلنت بأنها انشأت بالمبلغ ملاعب صغيرة عدة في الاحياء الفقيرة لمنطقة تاراغونا الاسبانية عام 2011. كذلك، اعلمت برشلونة بأنه في العام الماضي قامت بصرف المبلغ في نشاطات مختلفة منها مدرسة لتعليم التزلج، ونشاطات تخصّ الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، واخرى لاطفالٍ مصابين بالشلل الدماغي.
هناك في برشلونة يكبر تيار الـ«كرويفيستاس» يوماً بعد آخر، اذ لا يهم المشجعين من يرأس النادي بل من يفيد النادي اكثر. هم يتحملون خسارة رجل مثل روسيل، لكن لا يمكنهم استيعاب ان يصبح كرويف عدواً ويحجم عن اسداء النصائح الى النادي، ففضله في «كامب نو» كبير وكبير جداً ويتخطى مسألة اهدافه الكثيرة التي سجلها لاعباً بقميص «البلاوغرانا»، والهامه «البرسا» الى لقبٍ اوروبي اوّل عام 1992. هو بكل بساطة صانع المعجزات التي حققها فريق جوسيب غوارديولا، وما زالت ارتداداتها حاضرة حتى الآن في «كامب نو».

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem




المواجهة الاعلامية | رئيس برشلونة مجنون

استعرت المواجهات الاعلامية اخيراً بين ساندرو روسيل ويوهان كرويف، اذ ان المتابع اليومي للصحف الرياضية الاسبانية، يمكنه ان يحكي عن مسلسل من التصريحات والتصريحات المضادة بين الرجلين، والتي وصلت الى أوجّها اخيراً باتهام الهولندي لرئيس «البرسا» بأنه لديه مشكلات عقلية تؤثر عليه عند كلامه في الاعلام.
وكان آخر النزالات عبر راديو كاتالونيا حيث علّق كرويف على مسألة اتهام روسيل له بأنه يحاول احداث شرخ في جمهور النادي، قائلاً: «يتحدث روسيل عن ان الـ «كرويفيسمو» يقسّم النادي. هذا امر مستغرب جداً، كلنا مع برشلونة، واي شيء آخر يفكر به هو مجرد مشكلات عقلية».
وكان كرويف قد غاب عن مأدبة الغداء التقليدية التي اقامها برشلونة قبل مباراته مع اياكس امستردام وجمعت مدراء الفريقين حيث علّق روسيل على هذا الامر في حديث مع صحيفة «إل موندو ديبورتيفو» بقوله: «كرئيس لبرشلونة أشعر بالأسف لعدم حضوره الى غداء المدراء قبل اللقاء، لكن كشخص ليس لدي هذا الشعور ابداً».