كتب جمهور النجمة أمس قصة جميلة لكسر قرار منع الجمهور في مباريات كرة القدم، حين قاد حملة منظمة بدأت قبل أيام بدعوات لتنظيم مسيرة سيّارة انطلقت من منطقة المشرفية تطورت الى تظاهرة على أوتوستراد الصالومي - سن الفيل وانتهت بالدخول الى مدرجات ملعب برج حمود لمتابعة مباراة فريقهم مع الحكمة حيث كان خاسراً بهدف نظيف ليعود ويفوز 3 - 1 بعد حصوله على ترياقه وجرعة الأوكسيجين من شريانه الحيوي.
المشهد كان مؤثراً جداً عند الساعة الثالثة الا عشر دقائق ظهر أمس حين فتحت بوابات المدرج الغربي أمام جمهور النجمة. لحظة صنعها النجماويون بعرقهم وتعبهم وهتافاتهم وصوتهم العالي الذي نقل مشكلة منع الجمهور من حضور مباريات كرة القدم من اطارها الرياضي لتصبح قضية اجتماعية وخصوصاً مع قطع الطريق وتكدس أرتال السيارات على الأوتوستراد المحاذي لملعب برج حمود.
والأهم في التحرك النجماوي أنه جاء بطريقة حضارية من لحظة انطلاقه الى لحظة دخول الجمهور الى الملعب، إذ لم تحصل أي مواجهات مع القوى الأمنية والجيش اللبناني بل على العكس كانت الهتافات تدعو الجيش الى السماح بالدخول لكن بطريقة لائقة.
قطع الطريق كان الرسالة الأولى التي وجهها الجمهور النجماوي حول جدية تحركه فأجبر المسؤولين في القوى الأمنية على الإصغاء الى نداءات اداريي النادي وتحديداً أمين السر سعد الدين عيتاني الذي قاد اتصالات مكثفة مع المسؤولين في القوى الأمنية والجيش للحؤول دون كارثة قد تنتج اذا استمر المنع ولم يدخل الجمهور.
القوى الأمنية وجدت نفسها مجبرة على حلّ القضية وفتح الطريق للمواطنين

فالقوى الأمنية وجدت نفسها مجبرة على حلّ القضية وفتح الطريق أمام المواطنين الذين علقوا في سياراتهم فجرى الطلب من المسؤولين عن الجمهور فتح الطريق والانتقال الى الملعب تمهيداً للدخول الى المدرجات. لكن هذا الأمر لم يتحقق مباشرة إذ وجد الجمهور أن الأبواب ما زالت مغلقة فانتقلت الحشود التي وصل عددها الى ما يقارب الألفي مشجع الى بوابة المدخل الشرقي. المشهد هناك كان لافتاً شابات وشبان يحاولون الدخول، بعض الفتيات تعبن من السير فافترشن الأرض بانتظار السماح لهن بالدخول، لكن برغم التعب لا مانع من بعض "السيلفيات" لزوم صفحات "الفايسبوك والانستاغرام".
تمرّ الدقائق وفريقهم يلعب في الداخل وهم يتابعون الأخبار من بعض الذين تسلقوا الحافلات واستطاعوا مشاهدة الملعب او الذين كانوا على الجسر الملاصق للملعب.
وعود ومحاولات تهدئة للجمهور وخصوصاً مع تلقي الفريق لهدف حكماوي مفاجئ فحاول البعض الدخول عنوة واقتحام البوابة لكن حافلة الجيش كانت بالمرصاد من الداخل، ومن ثم ملالة أقفلت الباب من الخارج.
بدا جمهور النجمة مصمّماً على تقديم صورة حضارية له فانطلقت حلقات الرقص والهتافات للقوى الأمنية بالسماح بالدخول مع التشديد على أن الجمهور والجيش واحد. عند الساعة الثالثة الا ربعا جاء القرار الأمني بالسماح بالدخول وطلب الى الجمهور التوجه نحو البوابة الغربية. فرح وهتافات وركض نحو المدرج الغربي الذي كانت بوابته مقفلة. شعر الجمهور بأنه تعرض لخدعة ما لكن ما كادت بعض الدقائق تمر حتى فتحت البوابات ودخل الجمهور الى المدرج وفريقه متأخر فبدأ التشجيع المتواصل حتى الدقيقة 42 حين نجح النجمة في التعديل.
فريق الحكمة فوجئ بما حصل وهو الذي طلب من جمهوره عدم الحضور بناء على قرار القوى الأمنية، فشعر الحكماويون بالظلم وخصوصاً أن جمهور النجمة جلس خلف مقاعد احتياطهم الى يسار المنصة الرئيسية بدلاً من يمينها حيث يجلس الفريق الضيف، لكون المباراة على أرض الحكمة.
فترة ما بين الشوطين شهدت اعتراضات من الحكماويين الذين لمّحوا إلى عدم اكمال المباراة اذا بقي الجمهور خلفهم، فبدأت مساعي مراقب المباراة محمود جابر لحل المشكلة عبر تبادل مقاعد الاحتياط بين الفريقين بدلاً من نقل الجمهور بكامله الى يمين المنصة. النجمة رفضوا في البداية قبل أن يتدخل عيتاني ويبلغ جابر قبول النجمة، لكن الرفض جاء من مدير النادي سمير نجم الذي فضّل البقاء في أماكنهم وتقديم اعتراض خطي الى جابر بدخول الجمهور خلافاً للقرار الذي جرى ابلاغه للنادي.
عدوى الحضور الجماهيري انتقلت من برج حمود الى ملعب بيروت البلدي، حيث دخل جمهور الأنصار الى الملعب وتابع مباراة فريقه مع السلام زغرتا. صحيح ان أعداده كانت متوسطة لكن في النهاية أكمل ما بدأه النجماويون وفرض الإثنان معادلة جديدة ستكون حاضرة أيضاً مع جماهير الفرق الأخرى.