110 مباريات خاضها لاعب الوسط الويلزي ارون رامسي مع ارسنال الانكليزي منذ قدومه اليه شاباً يافعاً من فريق كارديف سيتي. وفي هذه المباريات سجل رامسي 11 هدفاً، وهو رقم قد يبدو خجولاً إذا أجرينا عملية حسابية، لكن عندما يتبيّن ان اللاعب سجل 7 اهداف في المباريات الثماني الاخيرة التي خاضها مع «مدفعجية» لندن هذا الموسم، يتأكد لنا ان موهبة الويلزي تفجّرت على نحو كبير.
تألّق رامسي يأتي ليقول ان مدرب ارسنال الفرنسي ارسين فينغر دائماً على حق، اذ عندما طالبه الجمهور باجراء تعاقدات كبيرة خلال الصيف كان جوابه بأنه ينتظر من المواهب الموجودة في النادي ان تقدّم اكثر مما يمكن ان يجلبه اللاعبون الجدد. وطبعاً، كلام فينغر ناتج عن اعتباره ان اللاعبين الذين خاضوا موسماً اول مع «الغانرز» يُنتظر ان يرتقوا الى مستوى اعلى بعد اعتيادهم اجواء الدوري الانكليزي الممتاز لكرة القدم. واذ كان جمهور ارسنال ينتظر هذا الامر من الالماني لوكاس بودولسكي والاسباني سانتي كازورلا مثلاً، او حتى من جاك ويلشير الذي عاد بقوة في الموسم الماضي، فان «البروفسور» فاجأهم بتقديم لاعب قديم ــــ جديد على اعلى مستوى هو رامسي.
النجم الويلزي لا يسمع الآن سوى المديح من زملائه حتى الذين يصفونه بأجمل العبارات في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اصبح لقب «رامبو» (نسبة الى بطل الافلام الاميركية الشهير) ملتصقاً به، فهو يهب الى انقاذ الفريق على صورة دور الممثل سيلفستر ستالون في ذاك الفيلم القديم، ويبدو حاسماً على نحو قلّ نظيره.
نعم، فينغر دائماً على حق، لأن الجميع اعتقد ان رامسي انتهى بعد المشهد المرعب الذي رآه العالم اجمع قبل ثلاث سنوات، عندما اصابه تدخل من لاعب ستوك سيتي راين شاوكروس بكسر مضاعف في القدم. الا ان المدرب الفرنسي اعاد لاعبه الذي استقدمه في سن السابعة عشرة قبل ان يخطفه مانشستر يونايتد، الى افضل مما كان عليه، وذلك بتغيير مركزه، اذ سبق ان لعب الويلزي مع ارسنال في مركز لا يتلاقى مع امكاناته، حيث شغل الوسط – المدافع وحتى الظهير في مناسبات معدودة. اما اليوم، فهو يلعب في مركز متقدّم حيث يبدو كالعصفور الذي أُطلق من قفصه عبر تحركه بحرية تامة، فيبدو مستمتعاً باللعب وبتخطي منافسيه من دون عناء كبير ثم اصابة الشباك.
ويصح التشبيه اذا قلنا ان رامسي يشبه اليوم بأسلوبه ذاك الذي قدّمه النجم البرازيلي كاكا سابقاً، اذ انه يسير بالكرة ورأسه مرفوع حيث يرى الملعب بكامله، اضافة الى انه يعلم متى تحين اللحظة لضرب الخصوم او لتهدئة اللعب. هو بحق اليوم «مايسترو» خط وسط ارسنال، لدرجة انسى فيها الجمهور اللندني العودة الميمونة لويلشير وضجة النجومية التي طفت مع قدوم الالماني مسعود أوزيل.
في أحد الايام وُصف رامسي بأنه لعنة على العالم، اذ إنه في كل مرة كان يسجل فيها هدفاً كان يموت احد المشاهير، وهذا ما حصل قبل رحيل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي واسامة بن لادن ومبدع شركة «آبل» ستيف جوبز والمغنية ويتني هيوستن.
قد يقول البعض إنه إذا استمر رامسي في النسج على المنوال عينه في التسجيل بكثرة، فان نهاية العالم اصبحت حتمية، لكن ما يصح قوله هذه الايام هو ان نهاية الفرق المنافسة اصبحت امراً واقعاً في كل مرة يكون فيها على ارض الملعب، فهو بأهدافه الكثيرة اصبح لعنة على خصوم أرسنال، الذين يكتفون بلملمة خسائرهم بعد تلقي ضرباته.