دخل الأنصار في مرحلة البحث عن أمين سر جديد للنادي بعد استقالة وضاح الصادق من منصبه بهدف الخروج من «برميل الوسخ» كما قال الصادق في ختام حديثه خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس في مقر نادي الأنصار. خطوة الصادق جاءت بعد القرار الاتحادي بتوقيفه عاماً نتيجة محاولة اعتدائه على الحكم محمد درويش خلال المباراة مع السلام زغرتا. انسحاب الصادق ظهر من خلال حديثه عن أن القصة ليست قصة «رمانة» التحكيم، بل قصة قلوب «مليانة» اتحادياً، وتحديداً في ما يتعلق بانتخابات الاتحاد اللبناني الأخيرة وعدم دخول ممثل لنادي الأنصار الى اللجنة التنفيذية، وخصوصاً بعد الاجتماع بين الصادق ورئيس الاتحاد هاشم حيدر، الذي أكّد فيه الصادق أن حيدر شدد على ضرورة حصول تغيير في الاتحاد. لكن معطيات أخرى فرضت بقاء معظم الأعضاء، وهو أمر لم يتقبله الصادق الذي بدا مجروحاً في المؤتمر الصحافي، معتبراً أن ناديه الذي هو من بيروت متروك دون حماية من أي طرف. كلام طاول القيادة الرياضية في تيار المستقبل، وهو أمر أوجب ارسال توضيح بأن كلام الصادق شخصي وبعد استقالته ولا يعني النادي وأن «الادارة تعتز ببيئتها البيروتية الحاضنة، وخاصة أن النادي انطلق من مدينة بيروت الى كل العالم، كما يهمها تأكيد اعتزازها برعاة النادي المعنويين والسياسيين». لكن البيان التوضيحي جاء لحفظ ماء وجه المرجعية السياسية، علماً أن الصادق تحدث عن فترة كان فيها أميناً للسر، اضافة الى أسفه لابتعاد رجال الأعمال عنه حتى أصبح 80% من الحمل يقع على عاتق رئيس النادي نبيل بدر.
ولم تكن استقالة الصادق مفاجئة، إذ إن النظر بهدوء للأحداث في الأسبوعين الأولين للدوري يوحي بأن أمين سر الأنصار غير مرتاح لما حصل. فالأسبوع الول شهد بياناً حول التحكيم، والأسبوع الثاني سجّل دخولاً للصادق الى أرض الملعب بين الشوطين واعتراضه بشدة على الأداء التحكيمي. فالصادق بدا واضحاً أنه غير مرتاح لطريقة العمل بشكل عام على صعيد كرة القدم، وهو عبّر عن ذلك بصراحة حين تطرّق الى مشروعه للاحتراف الذي انتهى مصيره في الأدراج، والى وجود تصفية حسابات مع النادي نظراً إلى عدم تقديمه «فروض الطاعة» للدخول الى اللجنة التنفيذية. كلام الصادق في هذا السياق بدا مستغرباً، وخصوصاً أن التوافق الاتحادي كان برضى معظم الأطراف الرئيسية، ومنها تيار المستقبل، وتحديداً مسؤول الرياضة فيه حسام الدين زبيبو، ما يعني أن المشكلة الأنصارية هي من داخل البيت الواحد قبل أن تكون مع الأطراف الأخرى. أمر لم ينفه الصادق رداً على سؤال «الأخبار» عن هذا الأمر وموافقة المستقبل على التمديد لمعظم العضاء «لكن هذا لا يعني أن ما حصل لم يكن خاطئاً».
ورأى الصادق أنه وناديه مستهدفان، بدليل ايقافه ستة أشهر ثم رفع العقوبة الى سنة. ولم يحدد الصادق من يستهدفه في الاتحاد، وإن بقي مصراً على أن ما يحصل مع ناديه على الصعيد التحكيمي يأتي نتيجة وجود توجّه ضد نادي الأنصار.
وهنا يمكن رسم أكثر من علامة استفهام حول هذا الموضوع، وخصوصاً أن الحالات التحكيمية في المباراة الثانية مع السلام لم تظهر وجود أخطاء بحق الأنصار، بل على العكس كانت هناك ركلة جزاء صحيحة لم تحتسب للسلام. ولو كان هناك أمر مبيّت لكانت ركلة الجزاء قد احتسبت. وقد تكون اعتراضات الأنصار على كثرة اضاعة الوقت من قبل لاعبي السلام وعدم تعامل الحكم معها بصرامة صحيحة في جانب معيّن، لكن هل هذا يعني أن النادي مستهدف؟
بالنتيجة، الصادق استقال من منصبه وهجر كرة القدم اللبنانية في الملاعب، دون أن يهجرها في المحاكم؛ إذ إن الصادق في صدد مقاضاة الاتحاد اللبناني لكرة القدم للتشهير به عبر توقيفه سنة بسبب محاولة اعتدائه على الحكم كما جاء في بيان الاتحاد، وبالتالي هذا يؤثر على مصالح الصادق الخاصة في أعماله، وبالتالي سيطالب بعطل وضرر.
وكان رئيس النادي نبيل بدر قد تحدث في بداية المؤتمر مشدداً على ضرورة تحسين الأداء التحكيمي واهتمام الاتحاد بهذا الأمر، مطالباً بتغيير لجنة الحكام والاستعانة بأعضاء متخصصين في التحكيم. وأشار بدر الى أن كلام الأنصار ليس للتباكي، بل لرفع الصوت مبكراً، مشدداً على أن الأنصار لن يترك حقه أبداً. وختم بدر كلامه بتمنٍّ على جمهور النادي قائلاً «اتمنى عليكم الاستمرار في مواكبة النادي ومباريات الفريق بزخم اكبر، وخاصة في هذه المرحلة والتزام المعايير الحضارية التي هي سمة جمهورنا».