كان ولا يزال القميص الذي يحمل الرقم 10 في ملاعب كرة القدم يتسم بشهرة كبيرة. ولا شك في ان شهرته اكتسبها بسبب ارتداء عمالقة اللعبة له. وإن كانت البداية مع «الأسطورة» البرازيلي بيليه الذي سطّر بالرقم روائعه وإبداعاته الكروية جاعلاً إياه رمزاً للنجوم، فالذين تلوه كثر، ابرزهم «الأسطورة» الأرجنتيني دييغو ارماندو مارادونا والفرنسي ميشال بلاتيني والروماني جورجي هاجي والإيطالي روبرتو باجيو والألماني لوثار ماتيوس في عصر الكرة القديم، ثم حمله الفرنسي زين الدين زيدان والبرازيلي رونالدينيو والإيطالي أليساندرو دل بييرو ... وأخيراً الأرجنتيني ليونيل ميسي.
تقريباً، في كل مباراة تكون الأضواء مسلّطة على حامل هذا الرقم. وإن كان وضع رقم على القميص هو أول القوانين التي تم سنّها مع بداية القرن العشرين وذلك لتمكين الحكم والجمهور على حد سواء من معرفة اللاعب، فإنه كان ولا يزال، وسط عائلة الأرقام، يحتل مكانة عالية تحسده عليها الأرقام الأخرى. ولا شك في أن ثقلاً كبيراً يكون على عاتق اللاعب صاحب هذا الرقم لما هو منتظر منه.
وحده، وعلى نحو غريب، لا يفكر الأرجنتيني كارلوس تيفيز بذلك. خلف دل بييرو في يوفنتوس، خلف رمز «اليوفي» ليكون اللاعب الأول الذي يرتدي هذا القميص بعد رحيله عن صفوف «البيانكونيري» الى سيدني الاسترالي. لا يفكر تيفيز بهذه الأمور أبداً. يرى أن التفكير بالتاريخ بمثابة وضع ضغوطات أكثر على كاهله، ما يجعل نسبة امكانية ظهوره بشكل سيئ أكثر من نسبة ظهوره بشكلٍ جيد. لعله رأى أن هذه الأمور باتت لا تعنيه الآن. فعند مجيئه حاول استيعاب الجماهير التي رفضت اعطائه هذا الرقم. لم يقبلوا أن يمنح رقم دل بييرو لأي لاعب. سيطرت حالة من الغضب والاستياء عليهم وقتذاك. رحل نجمهم وتم اعطاء رقمه للاعب جديد. طالب بعضهم من الإدارة القيام بما فعله نادي ميلان، الذي حجب الرقم 3 ومنع أي لاعب من ارتدائه تقديراً لأسطورة الفريق باولو مالديني. لكن هذا الأمر رفضه ديل بييرو نفسه بحسب ما قال زميله أندريا بيرلو. بدأت إدارة «اليوفي» بالمتاجرة بالرقم وباسم دل بييرو، واسم كل من حمل هذا الرقم في «اليوفي» سابقاً. من الإيرلندي الشمالي ليام برادي وبلاتيني الى باجيو وديل بييرو، اذ بعدما قدّم يوفنتوس لائحة بالأرقام الرسمية للاعبين لموسم 2012-2013، كان الرقم 10 قد ألغي. لم يقرّر من سيأخذه. حكي سابقاً في أروقة النادي أن وريث «أليكس» هو كلاوديو ماركيزيو. كما حاول التشيلياني أرتورو فيدال الحصول على الرقم، لكنه عاد ورفض ما نُسِب إليه عن رغبته في الحصول عليه: «أنا لم أطلب أبداً الحصول على الرقم 10، هذا الرقم ملك لشخص يسمى اليساندرو». وذات الأمر عن إمكانية منحه لسيباستيان جوفينكو. كل ذلك كان سراباً. فتقارير بعض الصحف ذكرت أن مدراء «اليوفي» سيستخدمون القميص الرقم 10 من أجل إقناع المونتينغيري ستيفان يوفيتيتش نجم فيورنتينا السابق ومانشستر سيتي الحالي بالانضمام الى «السيدة العجوز». لكن في النهاية تعرقلت الأمور. المهم انهم استخدموا الرقم ليأتوا باللاعب. وبعد التوقيع مع تيفيز، كل عناوين الصحف التي تناولت الخبر جاءت على الشكل التالي: «تيفيز يحمل الرقم 10 في اليوفي». حسناً، قد يكون هذا في مقام المدح للأرجنتيني، لكن ما أرادته الإدارة قد حصل. لا شك في انه كان شرطاً لإغواء اللاعب بالقدوم بعد أن كان يفكر بالاعتزال. هنا اعترف تيفيز بأنه مدرك لحجم المسؤولية الملقاة على كتفيه بحمل هذا الرقم. مشيراً إلى أنه سيتبع خطوات مارادونا الذي حمل الرقم بدايةً مع بوكا جونيورز، النادي الذي لعب له تيفيز في بداياته وسيعتزل فيه أيضاً. لا مفر الآن، ارتضت الجماهير بالحكم الذي وقع عليها. حملت وجوههم تعابير ملتبسة في البداية. رفضوه، لكن ما أن طل تيفيز حاملاً القميص الجديد في يده حتى ارتفعت أصواتهم بالتشجيع له. ولا شك في أن كمية قمصانه المباعة في المتجر الرسمي للنادي دليل على ذلك. ٧٠ بالمئة من القمصان التي كانت تباع هناك تحمل رقمه واسمه.
يجب أن يكون «كارليتوس» فخوراً بذلك، هو أحدث لاعب يرتدي القميص بعد دل بييرو، لكن هل سيتمكن من الإبقاء على رمزية الرقم الذي، بالمناسبة: «لا يجب أن يكون مملوكاً باسم أي أحد» وفقاً لدل بييرو ذاته!