لم يكن مستغرباً أن يخرج الأرجنتيني جيراردو مارتينو مدرب برشلونة بطل الدوري الإسباني لكرة القدم أمس، ليقول ان اتلتيكو مدريد سيكون منافساً قوياً لقطبي «الليغا» الاسبانية أي «البرسا» وريال مدريد هذا الموسم، فالأرقام تحكي عن واقع الحال، حيث لم يفرّط نادي العاصمة بأي نقطة حتى الآن ويقف شريكاً للفريق الكاتالوني في الصدارة بعد 8 مراحل على انطلاق
البطولة. قد لا يبدو وقوف اتلتيكو مدريد في مركزٍ يفصل بين كبيرَي «الليغا» أمراً مستغرباً، على اعتبار أن هذا الفريق هو من الأعرق في اسبانيا، وسبق أن توّج باللقب المحلي 9 مرات وحلّ وصيفاً في 8 مناسبات، لكن الأحداث التي سبقت انطلاق الموسم الجديد تدفع إلى التوقف عند التطوّر الكبير الذي أصاب «لوس كولشونيروس» وجعله فريقاً أفضل مما كان عليه في الموسم
الماضي.
من هنا، اعتقد كثيرون أن اتلتيكو سيتراجع خطوات عدة بعد خسارته لنجمه الأول الهداف الكولومبي راداميل فالكاو الذي يعدّ أحد أفضل رؤوس الحربة في العالم إذا لم يكن أفضلهم. واستطراداً، لم يكن الجمهور المحلي مقتنعاً بأن الدولي دافيد فيا القادم من برشلونة يمكنه سدّ الفراغ الذي خلّفه رحيل «النمر» الكولومبي. إلا أن أولى الدلائل على أن اتلتيكو لن يكون عادياً هذا الموسم، كان إجباره برشلونة على التعادل مرتين في الكأس السوبر الإسبانية (1-1 في مدريد و0-0 في برشلونة)، فتوّج الفريق الكاتالوني باللقب من دون أن يتمكن من الفوز، ما أكد عناد الخصم الذي يتطوّر بسرعة هائلة.
والحديث عن التطور يأخذنا الى صاحب الفضل الأول أي المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني الذي كان وصوله الى النادي نقطة تحوّل في المواسم الأخيرة، فبعد خسارة اتلتيكو لنجومٍ عديدين قبل فالكاو، على رأسهم الأرجنتيني سيرجيو أغويرو والأوروغوياني دييغو فورلان، لم يجد سيميوني أي مشكلة، فهو لا يعنيه النجوم أصلاً كونه يدير فريقه بنفس الثقة التي كانت تظهر عليه لاعباً متألقاً في خط الوسط _ المدافع، حيث واجه أبرز اللاعبين المهاريين في العالم وأحرجهم عندما كان في صفوف اتلتيكو نفسه وإنتر ميلانو ولاتسيو الإيطاليين.
قوة اتلتيكو مدريد اليوم ليست في لاعبيه الجيدين فقط، بل بسبب التوازن الذي أوجده سيميوني، حيث لم يعطِ أفضلية لخطٍ على آخر، مصرّاً على تعزيز الدفاع والوسط وحتى حراسة المرمى بلاعبين يمكنهم ترجمة رؤيته على المستطيل الأخضر. والأهم أنه نقل ثقته بنفسه الى لاعبيه الذين خرجوا يواجهون الفرق الكبرى بكبرياء استثنائي، على غرار ما فعلوا في مواجهة الجار ريال مدريد في المباراة النهائية لكأس اسبانيا الموسم الماضي لينهوا 14 عاماً من القهر أمام الرجال الملكيين. كما أن السرّ الأكبر في اتلتيكو حالياً هو تلك «العلاقة الغرامية» بين المدرب ولاعبيه والتي دفعت النجم الأول البرازيلي دييغو كوستا الى رفض عرضٍ من أرسنال في الصيف لتمديد عقده مع فريقه الحالي، حيث لمس أن تعليمات سيميوني حوّلته من مجرد لاعبٍ أجنبي في «الليغا» الى نجمٍ عالمي يُنظر إليه الآن على أنه بمنزلة الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار والبرتغالي كريستيانو رونالدو.


يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem




مارتينو يحذّر قطبي «الليغا»

قال جيراردو مارتينو إنّ أتلتيكو مدريد أصبح مرشحاً جدياً من أجل وضع حدّ لاحتكار برشلونة وريال مدريد للقب المحلي حيث لم ينجح أحد من انتزاعه منهما منذ 2004 حين توّج به فالنسيا. وأضاف: «هناك القليل من الأشخاص الذين يوافقونني الرأي، لكنني اختبرت أتلتيكو عن كثب في الكأس السوبر».