هو التمرين الأخير لمنتخبي لبنان والكويت اليوم مساء. مدربا الفريقين الإيطالي جوسيبي جيانيني والبرتغالي جورفان فييرا وضعا اللمسات الأخيرة في اليومين الماضيين على تشكيلتهما الرئيسية التي ستخوض اللقاء. في المعسكر اللبناني، تبدو الأجواء أكثر من ممتازة حيث يسود الارتياح في أوساط اللاعبين مع ثقة عالية بالنفس ورغبة قوية للفوز في اللقاء غداً عند الساعة 17.30. فمن جهة يريد اللاعبون الفوز لمكافأة أنفسهم ومدربهم والمسؤولين عن المنتخب بعد جهود استمرت أربعة أشهر لتتويجها بفوز على الضيف الكويت. ومن جهة أخرى، يسعى اللاعبون للفوز للحصول على مردود المباراة المادي والذي وعد الاتحاد اللبناني بإعطائه كاملاً للاعبين في حال الفوز. أمر دفع بأحدهم الى رفض البطاقات الممنوحة لكل لاعب (من باب المزاح) لدعوة من يرغب الى المباراة كونه يريد الجميع أن يشتروا بطاقات حتى يكون المردود كبيراً.
لكن المكافأة الكبرى للاعبين هي تتويج جهودهم بالفوز غداً، وهذا أمر سعى العاملون في المنتخب اللبناني الى تأمين كل مستلزماته بانتظار أن يكون التوفيق الى جانب اللبنانيين في المباراة. فالفوز يحتاج الى جهد وعمل، والى بعد الحظ أو التوفيق أيضاً. إذ يمكن لأي منتخب ان يقوم بكل ما هو مطلوب ولا يفوز، والعكس صحيح. وهذا يعني أن الفوز في المباراة أو الخسارة ليس هو المقياس الحقيقي لمدى نجاح المشروع الذي أبصر النور قبل أربعة أشهر. فحين تعاقد الاتحاد اللبناني لكرة القدم مع جيانيني كان الأمر أشبه بمغامرة كبيرة، لدى معظم المتابعين. لكن قلة آمنت بهذا المشروع نظراً لاطلاعها عن قرب على أسلوب عمل جيانيني ونظرته. وأثبتت الأشهر الماضية صوابية القرار نظراً للتطور الذي طرأ على تمارين المنتخب الذي تحوّل الى «خليّة نحل» وورشة عمل مفتوحة على أكثر من صعيد. فهناك المجموعة التي يشرف عليها مدرب اللياقة البدنية أليساندرو دوتشي وهي تقوم بتمارين اللياقة البدنية على أدراج المنصة الرئيسية. ومجموعة أخرى بإشراف المدرب المساعد كارلو تيبي، في حين يهتم المدرب جيانيني ببعض لاعبي الارتكاز في وسط الملعب، فضلاً عن حالة «الاستنفار» الدائمة لدى مدرب الحراس جوفاني تشيرفوني الذي يقسو على حراسه كي يكونوا بأعلى جهوزية. أجواء لم تكن معتادة في السابق نظراً للاختلاف في وجهات النظر بين مدرب وآخر. لكن ما هو مؤكّد أن المنتخب اللبناني دخل في عهد جديد مع جيانيني ستظهر نتائجه في المستقبل حتى لو لم يكن ذلك في لقاء الكويت الثلاثاء.
هذا لا يعني أن أي نتيجة ستكون مقبولة أمام الكويت، بل على العكس فإن الفرصة مفتوحة أمام اللاعبين لوضع قدم في أوستراليا في حال الفوز غداً ووضع الكويتيين في مأزق في المباراة على ارضهم. وهم معروف عنهم أنهم لا يتحملون الضغوطات بدليل ما حصل في الدور الثاثل حين انهار المنتخب الكويتي على الصعيد المعنوي بعد هدف التقدم في الكويت.
ويعتمد لاعبو منتخب لبنان على عنصري الأرض والجمهور، والشق الثاني هو الأهم كون عدد الحضور الجماهيري هو من سيحدد منسوب الدعم المعنوي الذي سيحصل عليه اللاعبون، من جهة والضغوط التي ستوضع على الكويتيين من جهة أخرى. فهؤلاء أظهروا حالة عصبية لافتة منذ وصولهم الى بيروت، وهذا واضح من خلال تصرفاتهم المتوترة، إن كان مع الإعلام اللبناني أو مع المصورين أو مع الاعتراض على ملاعب التمرين وخصوصاً تلك التي يجاورها أبنية سكنية كملعب بيروت البلدي حفاظاً على سرية التدريبات.
وسيكون الكويتيون تحت المجهر اليوم خلال المؤتمر الصحافي الذي سيعقد بعد الاجتماع الفني، لمعرفة مدى ارتفاع الحالة العصبية لديهم أو تراجعها. كما يعقد المدير الفني جوسيبي جيايني مؤتمراً صحافياً بحضور قائد المنتخب عباس عطوي في فندق الهوليداي إن للحديث عن المباراة. ويخوض الكويتيون تمرينهم الأخير على ملعب المباراة وفي توقيتها أي عند الساعة 17.30، حيث سيسمح للإعلام بالتصوير لفترة ربع ساعة قبل أن تقفل الأبواب وتقام التدريبات بسرية. أمر ينسحب على المنتخب اللبناني الذي سيتدرب بعد انتهاء الكويتيين وعلى الملعب عينه عند الساعة 18.30، وكذلك الأمر سيسمح للإعلام بالتصوير لفترة ربع ساعة قبل أن تقفل الأبواب.
هذا واكتمل العدد أمس مع وصول اللاعبين المحترفين في الإمارات بلال نجارين وحسن معتوق ومعتز الجنيدي، الذين شاركوا في تمرين السبت باستثناء اللاعب بلال نجارين الذي حصل على إذن خاص من المدرب جيانيني لزيارة والدته المريضة في طرابلس، قبل أن يلتحق أمس.