حين تغيب الرغبة الحقيقية لدى الأطراف المعنية بأزمة نادي الحكمة في حل الموضوع يبحث كل طرف عن حجة أو ذريعة لعدم السير بالحل. هذه خلاصة يوم أول من أمس والذي كان من المفترض أن يشهد جواباً نهائياً من قبل القوات اللبنانية حول مبادرة الرئيس الأسبق جورج شهوان. لكن مقابلة إذاعية للرئيس إيلي مشنتف كانت كافية «لتنسف» الأمور وتعيدها الى نقطة الصفر.
هذا في الشكل، أما في المضمون فإن الفريق المعارض لمشنتف وجد في كلام الأخير حول صيغ مختلفة عما تم الإعلان عنه فرصة لكسب المزيد من الوقت قبل قبول مبادرة شهوان الأخيرة.
فخلال الاجتماع الذي عقد أول من أمس وضم جميع أطراف المعسكر المعارض لمشنتف وبعد جهد عدد من الحاضرين لإقناع القيادي شفيق الخازن بالقبول بالمبادرة، جاء كلام مشنتف ليزيد من رفض الخازن على اعتبار أن «صديق الأمس عدو اليوم» لا يلتزم بالمبادرة كما هي.
وقد يكون الخازن محقاً في الظاهر، لكن لدى الاستماع الى كلام مشنتف يتبين أن الأخير يتحدث عن صيغ مطروحة لما بعد الدخول الى اللجنة الادارية. فهو يوضح لـ«الأخبار» بأن الكلام كان واضحاً خلال اجتماعه الأخير مع المطران بولس مطران. حيث قبل بسحب الدعاوى «وفي حال لم يحصل اتفاق نذهب للانتخابات. فما المانع في ذلك وهل بيننا دماء حتى لا نستطيع التوجه نحو الانتخابات». ويستغرب مشنتف تحويل القصة الى مجرد دخوله الى اللجنة الادارية. «أنا قادر على الدخول مع جان حشاش دون أي مبادرة. ولكن المسألة هي كيفية ادارة النادي وهذا نتفق عليه لاحقاً». قد يكون هذا رأي مشنتف لكن مبادرة شهوان واضحة وتقضي بترؤس هنري شلهوب اللجنة الادارية لأربع سنوات مع وجود ثلاثة أعضاء محسوبين عليه، اضافة الى دخول مشنتف ومارون غالب الى اللجنة الادارية. أما بالنسبة لتولي الإثنين منصب نيابة الرئيس فهذا يطرح لاحقاً بعد ولادة اللجنة الادارية.
وعليه، فإن القواتيين إذا أرادوا حل المشكلة فعلاً فعليهم قبول مبادرة شهوان وإحراج مشنتف أمام المطران. ففي حال رفض السير بالمبادرة فحينها يكون واضحاً أنه هو من يعرقل. لكن لا يمكن رفض المبادرة بالاعتماد على ما يقوله مشنتف. فهو جزء من المبادرة وليس صاحبها، وبالتالي فإن عدم السير بها من أي طرف يعني أن هناك نوايا غير صافية، حتى لو كانت الحجة هي ما يعلنه الطرف الآخر.
فلو كان القواتيون يريدون حل الأزمة حقاً لقبلوا بمبادرة شهوان ووضعوا الكرة في ملعب مشنتف وأصحاب المبادرة وتحديداً المطران مطر وشهوان نفسه. علماً أن الأخير غاب عن السمع أول من أمس بعد ما حصل وسافر أمس على أن يغيب 15 يوماً، ما يعني أن الأمور تزداد سوءاً يوماً بعد آخر.
قد تكون هذه رواية أحد الأطراف الحيادية في الأزمة، لكن عضو اللجنة الادارية مارون غالب وفي اتصال مع «الأخبار» يؤكّد أن المشكلة ليست عند القوات. فهم يقبلون بمبادرة شهوان بنسبة 99% لكن المشكلة عند مشنتف. وهذا كان واضحاً مساء أول من أمس حين انسحب شهوان «قرفاً» بعد اتصال ساخن مع مشنتف نتيجة ما أعلنه في المقابلة كونها لا تتوافق مع مبادرته. فغالب كشف بأن الأمور كانت تسير بإيجابية خلال اجتماعهم وحتى أن الخازن كان سيوافق على المبادرة لكن كلام مشنتف فاجأ الجميع. وبناء على كلام غالب فإن المشكلة ليست لدى القواتيين لكن لدى مشنتف، لكن لماذا لا يخرج فريقهم ومن يدعمهم ويعلن صراحة بأنهم مع مبادرة شهوان كما هي، أي هنري شلهوب رئيساً لأربع سنوات ودخول مشنتف وغالب الى اللجنة الادارية؟ فهذا الموقف يرفع عن القوات صفة المعرقلين ويظهر نواياهم الحقيقية، أما نسب المشكلة الى مشنتف فهو لا يفيد ولا يحدد المسؤوليات.




غالب: مشنتف لا يريد الحل

يعتبر عضو اللجنة الادارية في نادي الحكمة مارون غالب أن مشنتف لا يريد حل الأزمة. فهو يعلن كل يوم مطلباً جديداً يعيد الأمور الى الوراء في حين أن ما تم الاتفاق عليه واضح. إذ هل يعقل أن يقبلوا بأن يكون مشنتف رئيساً بعد سنتين أو أن يكون نائباً أول للرئيس، وفي حال استقال هنري شلهوب كي يستلم هو النادي؟