وحدها محافظة الشمال شهدت انتخابات على صعيد الاتحادات الفرعية للمناطق. فالتزكية كانت سيدة الموقف في انتخابات الجنوب وبيروت وجبل لبنان، في حين شهد الشمال أمس انتخابات لاختيار رئيس وستة أعضاء.
وفاز أحمد فردوس بالرئاسة بعد انسحاب منافسه بدوي بو ضاهر انطلاقاً من قرار صدر عن الأندية المسيحية التي قررت مقاطعة الانتخابات ترشيحاً واقتراعاً فانسحب بو ضاهر والمرشح لعضوية الاتحاد سايد عبدو. أما على صعيد الأعضاء فقد فاز كل من ابراهيم ابراهيم، فواز السيد، الياس الياس، أحمد عيش، أحمد ادريس وغسان أيوب.
وهي المرة الأولى التي تجري انتخابات للاتحاد الفرعي الذي يضم أندية الدرجة الرابعة والمحافظات وعددها 22 نادياً (18 مسلمين، 3 مسيحيين وناد واحد علوي)، في حين كان النظام السابق ينص على انتخاب لجنة المنطقة التي تضم جميع أندية المحافظة.
الانقسام كان حاضراً في الانتخابات. إذ اعتبرت أندية مسيحية نفسها مهمشة عبر تقليص حصتها عما كانت تحصل عليه في لجنة المنطقة، حيث كان هناك ثلاثة أعضاء مسيحيين مقابل أربعة مسلمين. أما بعد انتخابات أمس فقد أصبحت حصة المسيحيين عضوين فقط هما الياس الياس وغسان أيوب.
أمر أثار حفيظة تلك الأندية وهي السلام زغرتا، حرف أردة الخيري، التفاهم حرف أردة، والثقافي رشعين، شكا الرياضي، والفجر زغرتا، التي انسحبت وأصدرت بياناً جاء فيه «عقدت الأندية المسيحية في الشمال لقاءً في ملعب السلام زغرتا وتناقشت في موضوع انتخابات اتحاد منطقة الشمال لكرة القدم التي جرت أمس في طرابلس وقررت ما يلي:
الانسحاب من الانتخابات ترشيحاً (المرشحان بدوي بو ضاهر وسايد عبدو) واقتراعاً احتجاجاً على الفوقية في التعامل من قبل عدد من الاندية التي التقت على خلفيات طائفية لضرب العُرف المتبع منذ اكثر من ثلاثين سنة في محافظة لبنان الشمالي، مما اضطرنا الى عقد هذا الاجتماع واتخاذ هذا القرار الذي لم نكن نرغب فيه اصلاً. مع العلم أن الاتحاد اللبناني لكرة القدم في انتخاباته الأخيرة قد حافظ على الأعراف بحمايته حقوق جميع مكونات المجتمع اللبناني وتلاوينه.
ان هذا التصرف يضرب صيغة العيش المشترك ويُحمل اصحابه هذه المسؤولية.. مُتسائلين هل ستكون هذه اللجنة ممثلة لفريق واحد ولمنطقة واحدة؟ وسُنبقي لأنفسنا طريقة الرد على هذا التصرف وطريقة التعامل معه، ونتوجه الى اللجنة العليا في الاتحاد اللبناني لكرة القدم طالبين منها عدم القبول بهذه الانتخابات والطعن بها لانقاذ اللعبة في الشمال من تلاعب بعض التجار بمصيرها عبر استغلال بعض المساعدات التي قدمت الى الاندية عبر وزارة الشباب والرياضة مع تقديرنا لمواقف الوزير فيصل كرامي الوطنية ورفضه لما جرى ويجري على أيدي هؤلاء.
وأخيراً، نتوجه الى الرأي العام اللبناني في الشمال عموماً والى ابناء اقضية زغرتا الزاوية وبشري والكورة والبترون وشكا ومن نمثل في عكار وطرابلس من المسلمين والمسيحيين الذين ننعم بثقتهم بنا ومؤكدين لهم بأننا لن نفرط بحقوقهم كما نرفض ان نكون شهود زورٍ وان تُؤكل حقوقنا امام اعيننا.
وإننا إذ نأسف وندين أن يقوم النادي الثقافي رشعين بشخص مرشحه غسان أيوب بالخروج عن إجماع الأندية المسيحية واستباحة حقوق المسيحيين في الاتحاد اللبناني لكرة القدم في الشمال، محملين إدارة االنادي كلّ المسؤولية أمام الله والتاريخ والأجيال المسيحية الصاعدة. مع العلم أنها ليست المرة الأولى التي نُطعن من إدارة هذا النادي الذي ومع الأسف يحمل اسم بلدة رشعين العريقة في الوفاء والحفاظ على حقوق المسيحيين.
وهنيئاً للجنة الشمال بأعضائها سلفاً وخصوصاً لرئيسها الذي حقق إنجازاً كبيراً لطائفته».
ويشير أحد المتابعين للملف الشمالي إلى أن ما حصل هو كسر للأعراف والتحالفات التي تم احترامها في جميع المحافظات. «ولو كان هناك نية لالغاء الآخر لما كانت انتخابات محافظة جبل لبنان قد جرت بالتزكية، حيث كان بالامكان انتخاب اتحاد من طرف واحد». وتتساءل الشخصية الشمالية «هل أن الانتخابات هي لمحافظة الشمال أم لمدينة طرابلس. وإذا كانت الأمور ستسير على هذا الشكل فإن ملعب السلام زغرتا لن يكون مفتوحاً أمام الجميع ولينظموا البطولات جميعها في طرابلس». ويرى أحد المسؤولين في المعسكر المعارض بأنهم لم يكونوا يريدون حصة في الاتحاد بل كل ما كانوا يريدونه هو الحفاظ على العرف والإبقاء على عدد الأعضاء المسيحيين ثلاثة «حتى لو اختاروهم هم. فهل من المعقول أن يكون هناك أربعة أقضية مسيحية في المحافظة وهي الكورة وزغرتا والبترون وبشري وتنتهك الحقوق بهذه الطريقة؟».
كلام يرد عليه الرئيس المنتخب أحمد فردوس الذي يعتبر أن هذا الاتحاد مختلف عن لجنة المنطقة حيث ان هناك 18 نادياً مسلماً مقابل ثلاثة أندية مسيحية، وبالتالي من الطبيعي أن يكون هناك خمسة ممثلين مسلمين.
ويتساءل فردوس «حين رشّح الأب إسطفان فرنجية سمعان الدويهي لانتخابات اللجنة التنفيذية للاتحاد اللبناني، ألم نتصل به وندعم هذا الترشيح؟ في المقابل قاموا هم بمحاربتي في انتخابات ممثلي المحافظة ووصلوا الى الوزير فيصل كرامي مطالبين إياه بمنعي من العمل في الانتخابات».



ضغوطات على فردوس

يكشف الرئيس المنتخب أحمد فردوس أنه تعرض لضغوطات كبيرة لسحب المرشح الياس الياس «الذي دعمنا ووقف الى جانبنا في انتخابات لجنة المنطقة سابقاً» لصالح مرشح آخر ينتمي الى حزب لا يتوافق مع توجهات تيار المردة، لكن فردوس رفض ذلك وتمسك بالياس «انطلاقاً من الوفاء لمن يقف الى جانبنا».