لم يكن مستغرباً أن يخرج مدرب فولسبورغ فيليكس ماغاث قبل أيامٍ قليلة للمناداة بإبعاد ثنائي الصدارة بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند عن الدوري الألماني لكرة القدم. فالسيطرة التي فرضها الفريقان الأشهر في ألمانيا أسقطت عن «البوندسليغا» تلك الصورة المعروفة، حيث اشتهرت البطولة المحلية الألمانية في المواسم الماضية بأنها سباق مفتوح على اللقب، قبل أن تتحوّل أخيراً الى سباقٍ بحصانين فقط، هما الفريق البافاري ومنافسه التقليدي المتمركز في منطقة الرور.
فعلاً، موسم بعد آخر، ومرحلة بعد أخرى، تبدو الأمور كأنها ذاهبة الى تحوّل «البوندسليغا» الى ما يشبه ما هو حاصل في «الليغا» الإسبانية، حيث المنافسة الثنائية بين برشلونة وريال مدريد، والتي تركت كل الفرق بعيدة عنهما بأميال. وهذه الفكرة بدأت تتكرس أكثر وأكثر مع بلوغ القطبين الألمانيين المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، حيث فرض بايرن سطوته مكرراً ما فعله محلياً عندما خطف لقبي الدوري والكأس من دورتموند. والأمر الأخير أثار التساؤلات السلبية بشكلٍ أكبر، وخصوصاً أن دورتموند كان قد وضع نفسه في موقفٍ قوي في مواجهة بايرن من خلال سيطرته على «البوندسليغا» ثم اكتساحه الفريق البافاري 5-2 في نهائي الكأس المحلية عام 2012، ما كرّس وجود فريقين قويين لا ثالث لهما في ألمانيا.
ومع انطلاق الموسم الجديد والمستوى الذي ظهر عليه الفريقان حتى الآن، تتعزّز هذه الفكرة، إذ إنه لطالما عرف بايرن ميونيخ ارتباطاً وثيقاً بقمة ترتيب الدوري الألماني، وهي مسألة أصبحت واقعاً حالياً بعد تشديد البافاريين لقبضتهم على رأس لائحة الترتيب العام، مستفيدين من النجاحات المتواصلة التي أصابوها على كل الصعد، ما جعلهم يستفيدون من العائدات التي جلبت لاعبين أحدثوا الفارق في مناسباتٍ عدة.
وبالتأكيد، فإن بايرن يبدو أقوى مقارنة بالماضي القريب، وهذا أمر أصبح ملموساً على الصعيد القاري حتى، ما يضاعف من الأرباح التي من دون شك ستبقي البافاري قوة عظمى في «البوندسليغا» لسنواتٍ طويلة.
وفي هذا الوقت، لا يبدو دورتموند راضياً عن ترك الساحة لبايرن ليسرح وحيداً، فهو لا يظهر على شاكلة الفرق الأخرى التي زاحمت بايرن لموسمٍ أو موسمين، بل يبدو مصرّاً وقادراً على مضايقة بطل ألمانيا وأوروبا لفترة ليست بقصيرة، وربما كان وصول فريق المدرب يورغن كلوب الى نهائي الأبطال دليلاً قاطعاً على قدرة دورتموند على البقاء، مع بايرن، على مسافة من الفرق الأخرى في البطولة.
وهذه النظرية يمكن إثباتها من خلال المجهود الكبير الذي تقوم به إدارة الفريق الأصفر من خلال إبقائها الفريق على مستوى عالٍ عبر تعويض اللاعبين الراحلين عنه بآخرين مميزين أيضاً، وهذا ما تأكد في الصيف الماضي عندما عوّض كلوب رحيل ماريو غوتزه باستقدام الأرميني هنريك ميخيتاريان، بينما تحضر لرحيل الهداف البولوني روبرت ليفاندفسكي بالتعاقد مع المهاجم الغابوني بيار – إيميريك أوباميانغ، في صفقتين ناجحتين بكل المعايير حتى الآن.
وفي موازاة السيطرة الثنائية على «البوندسليغا»، لا تبدو الأندية الأخرى مكتوفة الأيدي، فهي تتطور، لكن بشكلٍ بطيء لا يسمح لها بملاحقة بايرن ودورتموند، وخصوصاً أن قوانين الاتحاد الألماني ترفض قدوم المستثمرين الأجانب الى أنديته، وبالتالي يُستحال على منافسي الفريقين المذكورين مواجهته وفق تجربة موناكو الفرنسي أو مانشستر سيتي الانكليزي مثلاً، ما يبقي العملاقين مرتاحين من أي خطرٍ يهدد وجودهما في القمّة.
وإذا كان الحديث عن تحوّل «البوندسليغا» من بطولة ألمانية الى أخرى إسبانية، فإن ما يمكن الإشارة إليه في ظل تعاظم قوة بايرن، أن الدوري الألماني سيتحوّل الى شبيه بنظيره الاسكوتلندي، وسط سيطرة أحادية على غرار ما يكون عليه الأمر عادةً مع أحد قطبي غلاسغو أي رينجرز وسلتيك، علماً بأن بايرن منذ عام 1985 حصد اللقب 15 مرة، مقابل 5 لدورتموند و3 لفيردر بريمن، ما يعكس أن مزاحمة الفريق البافاري تبدو مرحلية حيث لا يوجد فريق ذو نفس طويل يمكنه الوقوف في وجهه لعقود.
وهنا الحديث عن عدم قدرة دورتموند حتى على مواجهة جبروت بايرن الذي يعيش استقراراً مادياً قلّ نظيره على الصعيد العالمي، إلى درجةٍ قام فيها عام 2004 بتديين النادي الأصفر 2 مليون يورو لمساعدته في التخلّص من مشكلة ديونه. وكل هذا في الوقت الذي يبدو فيه حلم أي نجمٍ في «البوندسليغا» ارتداء قميص «هوليوود الكرة الألمانية»، وهذا ما ثبت في حالة غوتزه الذي ترك دورتموند الى بايرن، وزميله السابق ليفاندوفسكي الذي يبدو في طريقه الى بافاريا أيضاً.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem




ريبيري يغيب عن القمة

تلقى بايرن ميونيخ ضربة موجعة عشية مباراة القمة مع بوروسيا دورتموند تمثلت بتأكد غياب نجمه الفرنسي فرانك ريبيري بسبب إصابة في أحد ضلوعه، والتي قد تبعده عن المباراة أمام سسكا موسكو الروسي في دوري أبطال أوروبا الأسبوع المقبل. وعلّق ريبيري على غيابه عن اللقاء المرتقب قائلاً: «هذا مؤلم، لكنني واثق من أن الفريق سينجح من دوني».




برنامج البطولات الوطنية الاوروبية في نهاية الأسبوع

انكلترا (المرحلة 12)

- السبت:
إفرتون - ليفربول (14.45)
أرسنال - ساوثمبتون (17.00)
فولام - سوانسي (17.00)
نيوكاسل - نوريتش (17.00)
ستوك - سندرلاند (17.00)
هال سيتي - كريستال بالاس (17.00)
وست هام يونايتد - تشلسي (19.30)
- الأحد:
مانشستر سيتي - توتنهام (15.30)
كارديف - مانشستر يونايتد (18.00)
- الأثنين:
وست بروميتش - أستون فيلا (22.00)

اسبانيا (المرحلة 14)

- الجمعة:
بلد الوليد - اوساسونا (22.00)
- السبت:
برشلونة - غرناطة (17.00)
ريال سوسييداد - سلتا فيغو (19.00)
الميريا - ريال مدريد (21.00)
اتلتيكو مدريد - خيتافي (23.00)
- الاحد:
ليفانتي - فياريال (13.00)
رايو فاييكانو - اسبانيول (18.00)
التشي - فالنسيا (20.00)
اشبيلية - ريال بيتيس (22.00)
- الاثنين:
ملقة - اتلتيك بلباو (23.00)

إيطاليا (المرحلة 13)

- السبت:
فيرونا - كييفو (19.00)
ميلان - جنوى (21.45)
نابولي - بارما (21.45)
- الأحد:
تورينو - كاتانيا (16.00)
أودينيزي - فيورنتينا (16.00)
سمبدوريا - لاتسيو (16.00)
ليفورنو - يوفنتوس (16.00)
ساسوولو - أتلانتا (16.00)
بولونيا - إنتر ميلانو (21.45)
- الأثنين:
روما - كالياري (21.45)

المانيا (المرحلة 13)

- الجمعة:
شتوتغارت - بوروسيا مونشنغلادباخ (21.30)
- السبت:
اينتراخت فرانكفورت - شالكه (16.30)
اوغسبورغ - هوفنهايم (16.30)
هيرتا برلين - باير ليفركوزن (16.30)
نورمبرغ - فولسبورغ (16.30)
اينتراخت براونشفايغ - فرايبورغ (16.30)
بوروسيا دورتموند - بايرن ميونيخ (19.30)
- الاحد:
هامبورغ - هانوفر (16.30)
فيردر بريمن - ماينتس (18.30)

فرنسا (المرحلة 14)

- الجمعة:
اجاكسيو - مرسيليا (21.30)
- السبت:
ريمس - باريس سان جيرمان (18.00)
ايفيان - لوريان (21.00)
ليون - فالنسيان (21.00)
مونبلييه - غانغان (21.00)
سوشو - باستيا (21.00)
رين - بوردو (21.00)
- الاحد:
ليل - تولوز (15.00)
نيس - سانت اتيان (18.00)
نانت - موناكو (22.00)