ورد في البند الخامس من تعميم الاتحاد اللبناني لكرة القدم «الموافقة على طلب نادي حركة الشباب بالانسحاب من بطولة الدوري العام للدرجة الثانية للموسـم الرياضي 2013/2014، نظراً إلى أسباب القوة القاهرة، واعتبار فريقه غير مشارك في البطولة، وشطب جميع نتائجه مع اعتماد هبوطه إلى مصاف أندية الدرجـة الثالثة».
أسطر قليلة تنهي مسيرة فريق مكافح من جبل محسن حاول قدر الإمكان هذا الموسم ابعاد الرياضة عن السياسة والبقاء منافساً في بطولة الدرجة الثانية، لكنه دفع ثمن الاقتتال الحاصل في عاصمة الشمال. وإذا كان النادي مجبراً على تقديم طلب الانسحاب لأسباب قانونية، فإن هذا الطلب لا يعبر عن رغبة الادارة أو توجهها. فادارة الحركة سعت من بداية الموسم إلى تشكيل فريق ينافس ولا يهبط الى الدرجة الثالثة، لكن الظروف كانت أقوى من الادارة فكان القرار المر بالانسحاب حفاظاً على النادي وللاستفادة من أسباب القوة القاهرة. فالاتحاد اضطر الى تأجيل مباراتي الفريق مع الخيول والأهلي النبطية في بطولة الدرجة الثانية، اضافة الى مباراة الحركة مع الغازية في الكأس. وطلبت الادارة من الاتحاد عدم ذكر مواعيد مباريات الفريق في تعميم الاتحاد حتى يستطيع الفريق الخروج ثم العودة الى جبل محسن بطريقة سريّة وآمنة، وتحديداً في لقاءي الرياضة والأدب والغازية.
لكن الاتحاد لم يعد قادراً على تأجيل مباريات الفريق، كما أصبح مضطراً الى تحديد موعدين لمباراتي الخيول والأهلي قبل انتهاء مرحلة الذهاب. وإن أي تأجيل لمباراة ثالثة سيسقط بند الأسباب القاهرة، ما يعني أن انسحاب الفريق لاحقاً سيجعله يسقط الى الدرجة الرابعة وليس الثالثة كما ينص القانون، إضافة الى غرامة مالية كبيرة. هذا الأمر دفع بادارة النادي إلى اتخاذ القرار الصعب والانسحاب من البطولة. وهو أمر أحزن لاعبي الفريق الذين أسفوا لسقوط فريقهم الى الدرجة الثالثة. لكن ادارة الفريق كانت مضطرة لذلك خصوصاً بعد ابلاغها من قبل القوى الأمنية بأن الأخيرة لم تعد مسؤولة عن سلامتهم في حال خرجوا من الجبل. ففي السابق جرى اخراجهم عبر مخيم البداوي وتوجهوا الى إحدى المباريات عن طريق العيرونية. وهذا الأمر أثار قلق أهالي اللاعبين الذين ضغطوا بدورهم على الادارة لعدم التوجه الى المباريات.
أضف الى ذلك عدم اكتمال العدد في التمارين والحالة النفسية التي يعيشها اللاعبون. فبعض اللاعبين الأساسيين اضطروا للغياب عن التمارين لعدم قدرتهم على الوصول الى الجبل كالحارس خليل غنوم ومحمود عباده الذين يعيشون في منطقة المينا، ولاعب طرابلس أحمد ياسين. كما أن اللاعبين المعارين من الاجتماعي وهما علي الشعار وأحمد العبد الله اللذان يقطنان في منطقة القبة، منعا من قبل بعض الأفراد في منطقتهم من التوجه الى جبل محسن واللعب مع فريق حركة الشباب وجرى تهديدهما في حال خالفوا الأوامر.
كل هذه المعطيات أجبرت القيمين على ادارة النادي على الانسحاب، إذ دفع فريق حركة الشباب ثمن الطائفية والتعصب.
وشكر نائب الرئيس سليمان تيشوري جميع اللاعبين والجهازين الفني والاداري على كل ما قدموه، آملاً في أن يعود الفريق الى مركزه الحقيقي في المستقبل.
في طرابلس يبدو الوضع أفضل بقليل من جبل محسن. إذ لم ينسحب فريقا المدينة الاجتماعي وطرابلس من بطولة الدرجة الثانية، لكن معاناتهما كبيرة أيضاً، ورغم ذلك يواصل الفريقان تحقيق النتائج الجيدة وآخرها تعادل طرابلس مع الصفاء 0 - 0، والاجتماعي مع الراسينغ 1 - 1. الفريقان لعبا في بيروت في المرحلة الماضية.
وفي المرحلة التاسعة نهاية الأسبوع الحالي، كان من المفترض أن يلعب الاجتماعي على أرضه مع الإخاء الأهلي عاليه، لكن لجنة المسابقات في الاتحاد اضطرت الى نقل المباراة الى ملعب الصفاء في بيروت واعتبارها على أرض الإخاء على أن يلعب الاجتماعي على أرضه إياباً.
الجمهور اللبناني شاهد الفريقين يلعبان في الأسبوع الثامن، لكن قلة تعرف ما يعانيه الفريقان في تمارينهما وفي طريقة خروجهما الى بيروت.
مدرب فريق طرابلس اسماعيل قرطام يشرح لـ«الأخبار» ما يعيشه فريقه يومياً. فقرطام يسكن في منطقة تبعد خمس دقائق عن ملعب رشيد كرامي حيث تقام التمارين. لكنه يحتاج يومياً الى أكثر من ساعة حتى يصل الى التمرين بسبب اضطراره لسلوك طرق بعيدة وآمنة. عدد كبير من لاعبيه لا يستطيع الوصول الى التمارين. فقائد الفريق عبد الله طالب، الذي يسكن في منطقة مشروع الحريري، لم يحضر الى التمرين منذ مباراة فريقه مع الصفاء السبت. والأمر ينسحب على لاعبي منطقة المنية ودير عمار كبلال مطر وعامر محفوض ومصطفى خولا. أما لاعبو باب التبانة كأحمد مغربي ومحمد النحاس وعبد الله المغربي فلا يختلف حالهم كثيراً عن زملائهم. فتمرين أمس شهد مشاركة لاعبين للمرة الأولى منذ المباراة الأخيرة وهم محفوض ومطر وابراهيم سويدان، في حين استمر غياب طالب. ويشير مدرب الفريق إلى أن 11 لاعباً أساسياً من أصل 22 متواجدون في التمرين في حين يغيب معظم زملائهم.
وحين تسأل قرطام عن كيفية معايشتهم للواقع يجيب «الله المستعان». فجميع من يحضر الى الملعب الاحتياطي البلدي يتدرب تحت خطر سقوط قذيفة ما أو صلية من رصاص طائش. كما أن تجميع الفريق فيه الكثير من الصعوبة. فقبل مباراة السبت مع الصفاء كان من المفترض أن ينطلق الفريق الساعة الحادية عشرة صباحاً متوجهاً الى بيروت، لكن حتى الساعة الثانية عشرة والنصف لم يكن العدد قد اكتمل.
الاجتماعي الذي يتدرب على الملعب الاحتياطي الثاني يعاني بدوره. فأمس كان اليوم الأول الذي يجتمع فيه الفريق حيث حضر 16 لاعباً 4 منهم أساسيين فقط، في حين أقيم تمرين مصغّر أول من أمس على ملعب محايد. ويغيب عدد كبير من لاعبي الاجتماعي الأساسيين كمحمد وأحمد قرحاني اللذين يقطنان في عكار ولا يستطيعان الوصول الى التمرين، اضافة الى محمد غنام من مخيم نهر البارد، وكذلك زميله بسام مرزوق. والأمر ينسحب على محمد الحلوة الذي يعيش في التبانة أي في قلب المعارك ولا يستطيع التوجه الى التدريب، أما زميله وسام الرفاعي فهو أيضاً من اللاعبين الأساسيين ويقطن في منطقة مشروع الحريري ولا يستطيع الخروج من منزله. ويأتي أغلب الضغط على اللاعبين من أهاليهم الذين يرفضون مغادرتهم المنزل، ما يعقد الأمور على القيمين على الفريق.




النابلسي يشكر البلدية

أسف رئيس نادي الاجتماعي عبد الله النابلسي لواقع الحال، مشيراً الى أن التمرينات تقام على ملعب مكشوف ما يشكل خطراً على اللاعبين، لكنه شكر بلدية طرابلس على وقوفها الى جانب فريقي الاجتماعي وطرابلس عبر تقديم ملعبي التدريب مجاناً.



لجنة الحكام تزور الشمال

لم تحل الظروف الأمنية دون زيارة لجنة الحكام الرئيسية في الاتحاد اللبناني لكرة القدم مدينة طربلس مستغلة هدوء الأوضاع بشكل طفيف. إذ عقد رئيس اللجنة جورج شاهين (الصورة)، بحضور أعضاء اللجنة محمد المولى وروبين ترازيان والمراقب الآسيوي مسؤول دائرة التطوير الفني في لجنة الحكام باسل حجار، اجتماعاً مع لجنة الحكام في الشمال برئاسة مصطفى طالب وأعضاء لجنته اضافة الى حكام المحافظة. ودرست اللجنة الرئيسية كتاب لجنة الحكام الموجه للاتحاد لفتح دورة لحكام جدد. كما عُقد اجتماع مع الاتحاد الفرعي للمحافظة، صاحب الدعوة، برئاسة أحمد فردوس حيث تمت مناقشة أمور تتعلق بكرة القدم في الشمال بحضور الأعضاء قبل أن يولم الاتحاد على شرف اللجنة.