لا يقبل إلا بأدوار البطولة. نجم ليفربول الأوروغوياني لويس سواريز مهاجم لا مثيل له. ربما لا يزال يحاول إثبات أنه عاد بقوة بعد إيقافه لعشر مباريات هذا الموسم. نجح في ذلك سابقاً. وجاءت مباراة ليفربول امام نوريتش أول من أمس، فازدادت حماسته وتألقه. يحاول كثيرون النيل من سواريز بأنه لاعب عنصري، وبأن تصرفاته ضد خصومه لا تليق بلاعب كرة قدم. وإن كان هذا صحيحاً نسبياً، إلا أنه لاعب كرة متميز. موهوب بالفطرة. وجماهير الـ«ريدز» تدرك ذلك. وتدرك أنه هو اللاعب الذي سيعيد فريقها الى دوري أبطال أوروبا. الصورة العالقة في رؤوس كثيرين أن سواريز لاعب مجنون. مجنون بالكرة وبالأهداف. يستطيع ان يسجل من أي مكان وبأي طريقة. ولا شك أن حماسته وجنونه التهديفي في ارتفاع ملحوظ.
في أول مباراة شارك بها بعد العودة من العقوبة ضد يونايتد كانت ردة فعله عكسية. قدم أداءً هجومياً أكثر من رائع، بعد توقع كثيرين عودته خجولاً مما فعل سابقاً. لكنه سواريز، اللاعب الذي لا يمكن إيقافه والذي لا يكترث بالانتقادات التي توجه إليه. يميل إلى المرح، والى صنع الفرح في ملعب «الأنفيلد». نشيط جداً، وفي دوره البطولي الأخير أمام نوريتش سجل 4 أهداف، ليقود الفريق للفوز 5-1. احرز «هاتريك» في أول 30 دقيقة من المباراة، وهدفاً رابعاً من ركلة حرة في الشوط الثاني. موهبته تفجرت في استعراض منفرد للمهارات. مجموعة من الأهداف قد تكون مرشحة لأفضل أهداف الدوري هذا الموسم. لكن الهدف الأول كان أروعها. أطلق تسديدة مباشرة من 40 متراً بعد انطلاقة بسيطة، واضعاً إياها في الزاوية اليسرى للحارس. أنهى مهرجان الأهداف ليتصدر قائمة هدافي الدوري برصيد 13 هدف يليه لاعب ماشستر سيتي الأرجنتيني سيرجيو اغويرو بفارق هدف واحد. بلغ صدارة الهدافين وهو الذي بدأ متأخراً عن أول خمس مراحل من الدوري. ووصل إلى 50 هدفًا في 86 مباراة فقط في الـ«برمييرليغ»، ليضع نفسه ضمن هدافي ليفربول، حيث أصبح اللاعب السادس في تاريخ «الريدز» يسجل أكثر من 50 هدفاً بعد روبي فاولر، مايكل أوين، ستيفن جيرارد، فرناندو توريس، وديريك كويت. إنه سواريز الذي لا يكل ولا يمل من الجري داخل الملعب مربكاً حسابات الخصم. تارة يلعب في مركز صانع ألعاب وتارة في مركز رأس الحربة. باتت خطورته مضاعفة. أصبح لاعباً يملك حرية الحركة ما يسمح له بتقديم كامل إمكاناته وتهديد المرمى بشكل أكبر.
ما يعرفه الجميع أن ما يقوم به سواريز بمثابة إعلان واضح أنه بات واحداً من أفضل المهاجمين عالمياً في العصر الحديث. لا يقل شأناً عن البرتغالي كريستيانو رونالدو أو الأرجنتيني ليونيل ميسي. الفارق الوحيد أن أضواء الإعلام مسلطة على الأخيرين بشكل أقوى.
إنه واحد من الذين يجيدون التسجيل، التسجيل بمهارة، ولذلك، يجد جمهوراً وافراً في الملعب وخلف الشاشات، ينتشي بأهدافه، ويحفظها عن ظهر قلب، كما احتفظ هو بالكرة، التي سجل بها أربعة أهداف. يحتفط بها ويحفظون أهدافه، لأنها تاريخية بالطبع. لا شك انه، سواريز، أفضل لاعب في الدوري الآن، ولا شك أن الأندية ستتنافس بشدة عليه، كما دائماً، في سوق الانتقالات المقبلة.

يمكنم متابعة هادي أحمد عبر تويتر | @Hadiahmad




فاولر يكره سواريز لتفوقه

أشاد لاعب ليفربول السابق روبي فاولر بقدرات لويس سواريز التهديفية. وقال فاولر: «لويس لاعب استثنائي.» وأضاف ممازحاً: «أنا أحبه لكني بدأت أكرهه أيضاً لأنه يتفوق على جميع مهاجمي ليفربول السابقين». وأحرز فاولر 183 هدفاً في 369 مباراة قبل اعتزال اللعب. ويعمل فاولر حالياً معلقاً مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي.).