هو الغداء الأبرز حالياً حيث سيجمع ثلاثة أطراف رئيسية في انتخابات كرة السلة اليوم عند الساعة 13.30. جان همام وجهاد سلامة وبيار كاخيا على طاولة واحدة. أمر حصل سابقاً، لكنه يحمل حالياً صفة المهم لكونه على بعد أيام من انتخابات الاتحاد اللبناني لكرة السلة. هذا من الناحية النظرية، أما فعلياً، فلن تكون هناك انتخابات يوم السبت ولن يتأمن النصاب إفساحاً في المجال أمام المزيد من الاجتماعات سعياً وراء توافق حتمي كما يقول رئيس اللجنة الأولمبية جان همام لـ «الأخبار». «لعبة كرة السلة تستحق أسبوعاً آخر لتجنيبها الكأس المرة» يضيف رئيس اللجنة الأولمبية.
فهمام يشدد على أن انتخابات كرة السلة لا يمكن أن تشهد معركة على الإطلاق حرصاً على اللعبة. «فأي معركة انتخابية حتى لو كانت ديمقراطية سيكون الرابح فيها خاسراً وحينها نكون قد نحرنا لعبة كرة السلة بأيدينا».
كلام همام يأتي بعد أربع وعشرين ساعة على حديث مسؤول الرياضة في التيار الوطني الحر جهاد سلامة لـ «الأخبار» حول رفضه وصول الرئيس الأسبق للاتحاد بيار كاخيا الى كرسيه مجدداً. وبالتالي فإن مهمة همام اليوم ستكون صعبة لكونه سيسعى الى تقريب وجهات النظر بين سلامة وكاخيا، انطلاقاً من قناعة لدى همام بأن أي إشكال سيجر الى إشكال آخر، واللعبة ما زالت تحاول الخروج من أزمتها ولا يمكن أن تتحمل أزمات أخرى. ويؤكّد همام أن التوافق مطلبه ومطلب وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي ومطلب معظم أندية كرة السلة. ويختم همام كلامه «التوافق سيكون عنوان الانتخابات. فقط أعطونا وقتاً حتى يتبلور الحل الذي يرضي الجميع».
من جهته يدخل كاخيا الى الاجتماع مدعوماً بدعم كبير من أندية كبيرة وأطراف رياضية أخرى، وهو يستغرب في اتصال مع «الأخبار» إدخال انتخابات السلة في الزواريب الطائفية وتحويلها الى معركة مسيحية - شيعية. «فالمطلوب إبعاد الرياضة عن السياسة».
وحول كلام سلامة عن علاقته برئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر وتأثيرها على حظوظه بالعودة الرئاسة، فيؤكّد كاخيا أن حيدر صديقه، لكن هذا لا يعني أنه سيؤثر عليه في طريقة ادارته لاتحاد كرة السلة.
كلام كاخيا يتوافق مع رأي آخر في هذا السياق، الذي يرى أن ربط انتخابات السلة بتلك التي حصلت في كرة القدم خلال الصيف ليس سوى خلق لمعارك غير موجودة بهدف تحقيق انتصارات وهمية. فحيدر غير معني بانتخابات اتحاد السلة ولا يتدخل على الإطلاق، ومن يزج باسمه في هذه المعركة فهو لتحقيق انتصار وهمي عليه.
وبالعودة الى إدخال السياسة بالرياضة، فهناك تخوف من أن أي معركة قد تضع الرياضة اللبنانية لا كرة السلة فقط في مهب التوقيف الدولي، وفق ما يقوله مرجع رياضي كبير. فإن أي شخص يتوجه الى العائلة الدولية، وتحديداً اللجنة الأولمبية الدولية، قادر على توقيف لبنان دولياً بحجة تدخل السياسة بالرياضة. ويرتكز رأي أكثر من طرف معني بالانتخابات على أن جهاد سلامة هو أمين سر نادي المون لاسال الذي انتهت ولاية لجنته الادارية، وبالتالي فإن تدخله يأتي من موقعه كمسؤول للرياضة في التيار. كلام قد يكون هدفه رفع السقف لتحصيل مكاسب، فسلامة من أحد أبرز الشخصيات الرياضية في لبنان، وبالتالي لا يمكن حصر عمله الرياضي بصفته الحزبية.
وتأخذ انتخابات الاتحاد السلّوي بعداً آسيوياً ودولياً، وخصوصاً في ظل دعم رئيس المجلس الأولمبي الاسيوي الكويتي أحمد الفهد لبيار كاخيا ورأيه في أن عودة كاخيا لرئاسة الاتحاد ضرورية. وهذا ما قد يسبب إحراجاً للرياضة اللبنانية ولأشخاص بارزين فيها قد يكون لديهم طموحات دولية. فالمعلوم أن الخليجيين يكفيهم أن تقدم إليهم خدمة واحدة حتى يردوا عليها بخدمات عديدة، وهذا ما حصل مع أحد الرياضيين البارزين وتحديداً مع الفهد نفسه. وبالتالي، فإن تلك الشخصيات الرياضية الخليجية يمكن أن يكون لها دور إيجابي لمصلحة لبنان ومسؤولين فيه، وبالعكس أيضاً. والمعلوم أن تلك الشخصيات لا يمكن أن تقبل جواباً مفاده «كانت عملية ديمقراطية وهذا خيار الجمعية العمومية». وبناءً عليه، فإن رفض طلبهم قد يضعهم في خانة الخصوم أو بكلام آخر أشخاص غير إيجابيين لبعض القضايا التي تهم الرياضة اللبنانية وشخصيات فيها ما قد يكون تأثيره سلبياً في ما بعد.
من جهة أخرى، وضمن السياق عينه في ما يتعلق بكلام سلامة لـ «الأخبار»، وتحديداً حول التمثيل الشيعي في الاتحاد ودعمه للمرشح محمد الخليل الذي هو خارج إطار ترشيحات حركة أمل، كان هناك قرار لدائرة الرياضة في الحركة بترشيح نادر بسمة ورامي فواز كي يكونا ممثلي الحركة في الاتحاد.
ويقول رئيس الدائرة الرياضية في حركة أمل مازن قبيسي إن هناك تحالفاً متيناً مع جان همام والتيار الوطني الحر والحركة متمسكة به. وهذا التحالف في رأي قبيسي يعود الى سنين الى الوراء، وكان حاضراً في انتخابات الاتحادات الرياضية العام الماضي وفي انتخابات اللجنة الأولمبية اللبنانية مطلع العام الحالي، حيث كان للحركة وجهة نظر مغايرة، لكنها عادت وسارت بما طلبه العونيون انطلاقاً من التحالف المتين.
أما في ما يتعلق بانتخابات الاتحاد اللبناني لكرة القدم، فيقول قبيسي إن الاتحاد الجديد لم يشهد تغييراً في أعضائه حتى يكون هناك حديث عن شخصيات أخرى، باستثناء عضو درزي لاعتبارات خاصة.



العلاقة مع همام سوبر

يشدد مسؤول الرياضة في التيار الوطني الحر جهاد سلامة على أن تحالفه مع همام متين ولا أحد يمكنه أن يدخل بينهما وينسفه، مشدداً على أن أي نتيجة ستؤول اليها الانتخابات لن تكون بعد خلاف مع همام. فهذا لا يمكن أن يحصل أبداً. ويختم سلامة كلامه قائلاً «العلاقة مع الأستاذ جان أكثر من سوبر».