تقاطعت المعلومات طوال يوم أمس حول رمي جورج بركات المنشفة في ما خصّ السباق الى رئاسة الاتحاد اللبناني لكرة السلة، فغاب المرشح المدعوم من مسؤول الرياضة في التيار الوطني الحر جهاد سلامة عن السمع، مثله مثل الاخير، وسط تأكيدات من مقرّبين منهما بأن بركات ابلغ سلامة أنه اتخذ قراراً بعدم مواصلة الترشّح لأسبابٍ بدت مختلفة بين مصدرٍ وآخر.
واذ ان المعلومات الاولى كانت واضحة وتفيد بأن بركات ابلغ الجهة الداعمة له أنه لن يكمل المشوار نحو الانتخابات المزمع عقدها السبت المقبل لاسباب ترتبط بظروفٍ عائلية، فان مصادر مطّلعة اشارت الى ان هذا الامر يرتبط بما اتضح لبركات حول ما ينتظره فور وصوله الى الرئاسة. وهذه المسألة ترتبط تحديداً بالدفعات المالية المتراكمة على الاتحاد اللبناني التي قد تصل الى 300 الف دولار، اذ ان قلّة تعرف انه منذ حوالى ثلاثة اشهر تتلقى مكاتب الاتحاد الاتصالات على الهاتف الارضي من دون ان يكون هناك امكانية لإجراء الاتصالات بسبب عدم تسديد فواتير الهاتف. اضف ان خدمة الانترنت يتوقع ان تتوقف قريباً بسبب عدم دفع الاشتراك فيها، ما سيعطّل عمل الموظفين الذين ينتظرون بدورهم الحصول على رواتبهم المكسورة. لذا، وعملياً، سيتوجب على الرئيس العتيد تسديد المبالغ المستحقة...
لكن لا يخفى ان بركات قادر على التعامل مع اي اجراءات مالية، فما الذي دفعه نحو هذا الخيار اذا لم يكن السبب مادياً؟
لا شك في ان بركات يعرف تماماً أن السباق الى الرئاسة يحتاج الى امكانيات مادية غير قليلة، وهذا ما يمكنه التعامل معه بسهولة الفريق الآخر او فريق المعارضة الذي يمكنه الذهاب بعيداً في هذا الاطار. واذ ان الرجل قد يكون قادراً على المواجهة، لكنه قد لا يريد توظيف امكاناته من دون ان يكون مقتنعاً بالخيارات المطروحة عليه. وهذه النقطة يوضحها مصدر متابع عن كثب بعدم رضاه بفكرة طرح وليد نصار في موقعٍ حساس في الاتحاد المقبل لسببٍ بسيط يتمحور حول رفضه استفزاز اندية منطقة جبيل الذي اصبح موقفها واضحاً بدعم كاخيا للوصول الى الرئاسة، وهو السبب نفسه الذي يجعل القطب الآخر القوي في العملية الانتخابية، اي رئيس اللجنة الاولمبية اللبنانية جان همام، يتحفظ على اسم نصار. وتؤكد مصادر مقرّبة من ناديي بيبلوس وعمشيت أنها مع الرياضي والمتحد طرابلس وهوبس كلّفت داعم نادي بيبلوس نبيل حواط التفاوض باسمها مع همام للدفع نحو التوافق الذي يبدو محصوراً من وجهة نظرها بوصول كاخيا الى الرئاسة، على ان يقترن هذا الامر باستقرار في اللعبة لإبعاد الاتحاد عن السقوط السريع. وعلى هذا الاساس ستلتقي الاندية الجبيلية مع كاخيا في حفل غداءٍ غداً في مطعم باب البحر في عمشيت لتنسيق الخطوات المقبلة.
لكن رغم كل هذه المعطيات، لا شك في ان بركات الذي اشترط دائماً التوافق للعودة الى رئاسة الاتحاد، أيقن أن هذا التوافق لن يتم، وخصوصاً بعد اعلان كاخيا بشكلٍ واضح أنه لن يمانع الذهاب الى معركة، وهذا الامر دفع الاول الى العزوف عن مواصلة المشوار.
من جهتها، تشير مصادر المعارضة إلى أنها مرتاحة إلى الوضع الحالي، وهذا الامر مردّه الى سرعتها في الوصول الى اقناع الكتل الناخبة بمشروعها منتظرة ان تصب الفعالية على الارض لمصلحتها يوم الانتخابات، اضافة الى ادراكها أن انسحاب بركات سيربك الطرف الآخر الذي إما ان يبحث عن مرشحٍ جديد قد لا يكون جاهزاً لمواجهة ماكينة كاخيا التي فاجأت الجميع بتنظيمها وعمليتها، واما ان يذهب الى الاقتناع بضرورة التوافق الذي سيُطرح مجدداً بحسب ما هو متوقع اليوم عندما يلتقي كاخيا وسلامة وهمام على مائدة الغداء بهدف ايجاد مخرج توافقي، وخصوصاً بعد اصطفاف الاندية البارزة التي تدفع حالياً نحو اتجاه واحد، فهي لا تريد ان تذهب بعدها الى مقاطعة البطولة في حال لم يصل اتحاد يحمي مصالحها، بل كل ما تريده هو رئيس يؤمّن لها الضمانات الاساسية حتى لا تذهب استثماراتها هباءً على غرار ما حصل في الموسم غير المنتهي. وهذا الامر برأيها لا يمكن ان يحصل سوى بوصول رئيس مع فريق عملٍ متجانس يمكنه ان يؤمّن للرئيس المُنتخب الظروف الملائمة للاستقرار والنجاح من دون وضع العقبات، اذ ان آخر شيء يحتاج إليه الاتحاد اللبناني لكرة السلة واللعبة بشكلٍ عام هو الاعتكافات والانسحابات والاستقالات.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem




رفض «الثلاث خمسات»

من بين الأفكار التي طُرحت لإحلال التوافق، فكرة ما سمّي «الثلاث خمسات»، التي تقضي بمنح كاخيا أربعة أعضاء إضافة إليه، مقابل 5 أعضاء يكونون محسوبين على رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية جان همام (الصورة)، و5 أعضاء محسوبين على جهاد سلامة. إلا أن هذا الطرح يلقى رفضاً من كاخيا الذي لا يريد في اتحاده ميزان قوى يمكنه التأثير على عمله داخل الاتحاد، بل إن هدفه الحصول على الأكثرية، علماً بأن المراعاة الطائفية ستبقى على ما هي عليه في تسمية الأعضاء الـ 15 للجنة الإدارية.