هي أحجية بامتياز. انتخابات سلّوية لا يمكن حسم أمرها. هل هي ستقام بالتوافق أم معركة ديمقراطية بين لائحتين؟ هل ستشهد قاعة نادي المركزية انتخابات لاختيار لائحة واحدة تجمع مرشحين من الطرفين أم أن ممثلي الأندية سيقومون بدورهم الذي من المفترض أنهم آتون اليه ويختارون أسماء بطريقة ديمقراطية؟
أسئلة عديدة قد لا تلقى جواباً سريعاً (حتى من قبل ليلى عبد اللطيف)، لكن ما هو ثابت أن رئيس اللجنة الأولمبية اللبناني جان همام مازال يحاول الوصول الى وفاق. لكن هذا التوافق يتطلب مقومات هي ليست موجودة. فمن جهة هناك الحليف جهاد سلامة الذي هو مقتنع بعدم صوابية وصول كاخيا الى الرئاسة. ليس فقط من قناعة شخصية بل نتيجة آراء ووجهات نظر أخرى تطالب بعدم وصول كاخيا الى الرئاسة وتصل الى حدود «الترجي» ومنها أسماء كبيرة في لعبة كرة السلة. وبالتالي، فإن مهمة همام في إقناع سلامة قد تكون شبه مستحيلة، خصوصاً أن الأخير يستند لرأي فئة وازنة في اللعبة ومنها أندية عريقة. كما أن سلامة يعتبر أن التوافق لا يكون بفرض الشروط بل بالاتفاق والمشاورة وهذا ما لم يحصل. ومن جهة أخرى، يعلم «الريس جان» تماماً أن المعركة لن تكون سهلة مع كل الجهد الذي قام به فريق عمل بيار كاخيا، ليس فقط على صعيد الدرجة الأولى بل في الدرجات الأخرى. هذا العمل وضع كاخيا في مركز القوة وبالتالي لم يعد مجبراً على تقديم تنازلات. فإما أن يراعي التوافق حجمه الجديد، طبعاً مع حلفائه، وإما أن تكون معركة طالما أن المعطيات أصبحت تشير الى رجحان كفة لائحته لما تضمه من أطراف متعددة ومنها تحديداً حزب الكتائب. فكاخيا اجتمع أمس مع المنسق العام للحزب النائب سامي الجميل حيث كانت الأجواء أكثر من إيجابية ويبدو أن مرشحهم فارس مدوّر سيكون على لائحة كاخيا، بانتظار ما سيؤول اليه القرار الأخير، علماً أن الفريق الآخر لم يتبلغ من الكتائب بعد بأنهم سيكونون على لائحة بيار كاخيا. وفي حال تحالف الكتائب مع كاخيا فإن هذا أمر له دلالاته ونتائجه على صعيد التصويت، رغم أن الكتائب لا يملكون ثقلاً انتخابياً لكنهم يملكون عدداً من النقاط قادراً على ترجيح كفة على أخرى.
ويدخل كاخيا الى الانتخابات سواء بالتوافق أو عبر معركة مستنداً الى تمثيل سني كبير وهو النادي الرياضي مع مرشحيه تمام جارودي ونزار الرواس ومرشح نادي المتحد محمد أبو بكر. هذا التمثيل السني الذي يعتبر فريق كاخيا أنه سيشكل عقدة للطرف الآخر الذي لن يجد ثلاثة مرشحين سنة يوافقون على الترشح على لائحته. لكنه كلام يعتبره فريق سلامة ــ همام انه في خانة التهويل، فلائحتهم ستكون ميثاقية وتضم مرشحين سنة دون الدخول بالأسماء التي يفضل أن تبقى سرية منعاً للإحراج.
لكن كيف سيكون شكل لائحة كاخيا في ظل انفراط عقد التوافق حتى الآن؟ اللائحة التي تسعى إلى احداث انقلاب في تاريخ انتخابات اتحاد السلة ستكون برئاسة كاخيا اضافة الى ميشال بيروتي أميناً للسر، وتمام جارودي، محمد أبو بكر، نزار الرواس، رامي فواز، نادر بسمة، منير عقل، فيكين جيريجيان، فارس مدور في حال حصل التحالف مع الكتائب، رامون زغيب، وجان مامو اضافة الى أعضاء آخرين.
ولم تعلن اللائحة أمس بناء على طلب من رئيس اللجنة الأولمبية جان همام إفساحاً في المجال أمام المزيد من السعي نحو التوافق، حيث كان من المفترض أن يحصل اتصال من همام بكاخيا الا أن الأول طلب المزيد من الوقت. ما يشير الى أن لائحة كاخيا جاهزة للإعلان عنها وما يؤخر ذلك هو همام نفسه.
ويقلل فريق كاخيا من قدرة الطرف المقابل هذه المرة على النجاح في الانتخابات، مستشهداً بما حصل أول من أمس في الاجتماع الذي كان مقرراً والذي لم يستمر بعد اضطرار نصار الى مغادرته لارتباطه بموعد خاص ومهم، وهو أمر أثار استياء همام، اضافة الى عدم تأمين المبلغ المطلوب من نصار وهو 250 ألف دولار بانتظار الحوالة، وهذا على ذمة مصدر مطلع في الفريق الآخر.
أما لائحة سلامة وهمام فستكون برئاسة وليد نصار مع أمين عامها غسان فارس، الى جانب فؤاد صليبا، مارون جبرايل، إيلي فرحات (رغم الكلام عن رغبة الشانفيل بتوافق برئاسة بيار كاخيا)، نادر بسمة، رامي فواز، ومرشحين سنّة، اضافة الى بعض المرشحين المسيحيين الذين لم تحسم هويتهم بعد على أن تتوضح الصورة فيما بعد.
ومن المفترض أن تحسم الأمور اليوم أو صباح غد على أبعد تقدير، في ظل اتصالات جارية على جميع المستويات السياسية والرياضية. وهو أمر ليس جديداً في لبنان الذي تتغلغل السياسة في جميع مفاصله. وليس الحديث عن تدخل سياسي من قبل أي طرف سوى للتهويل واستخدام هذا التدخل كفزاعة للطعن في ما بعد. في حين أن الجميع يعمل من منطلق تدخلات سياسية وهو أمر حتى لو كان نافراً إلا أنه حاصل في جميع الاتحادات دون استثناء.




تحالف التيار والحركة

أكّد رئيس هيئة الرياضة في التيار الوطني الحر جهاد سلامة على متانة وأهمية التحالف بين التيار والحركة. وهو أمر يحرص عليه التيار بشدة، مشيراً الى أن الكلام الذي رافق اجتماع التيار والحركة حول انتخابات السلة لم يكن تهديداً على الاطلاق. فالموضوع يتعلق ببعض الأمور غير الواضحة وكان هناك مصارحة واتفاق على وضع خطة عمل مع رئيس مكتب الرياضة في الحركة مازن قبيسي. وأشار سلامة الى أن لائحته ستضم مرشحي الحركة نادر بسمة ورامي فواز.