كثيرة هي النقاط التي يمكن ان يلتقي عندها ثيو بوكير ونادي النجمة، فهذا المدرب الالماني يعشق التحديات، ويهوى الوصول الى مكانٍ حدثت فيه أزمة ليبدأ مرحلة النهوض والترميم وصولاً الى بلوغ القمة. هو سبق ان فعلها موسم 2001-2002 عندما قدِم الى نادي الحكمة حيث لم يتخيّل احد يومها بأن الفريق الاخضر قادرٌ على مقارعة الكبار في الدوري اللبناني لكرة القدم، لكن مع بوكير فعلها وكاد يتوّج باللقب للمرة الاولى في تاريخه قبل ان يذهب الى النجمة في المباراة الاخيرة التي جمعت الفريقين. لاعب بوروسيا دورتموند وشالكه سابقاً، فعلها ايضاً مع المنتخب الوطني في ولايته الثانية معه، اذ استلم منتخباً مشرذماً، ثم وصل معه الى الدور الرابع في التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2014، وذلك بغض النظر عن الملاحظات التي سُجّلت عليه وآخرها تركه المنتخب على غفلة للانتقال الى الاتفاق السعودي. والخارج كان دائماً مغرياً بالنسبة الى بوكير، فهو سبق ان ادار ظهره لعرضٍ من النجمة في مناسبتين، احدهما عندما ذهب لتدريب الاسماعيلي المصري. لكن الثالثة كانت ثابتة، ومعها مطلوب من بوكير تثبيت مستوى «النبيذي» الذي عانى من فترات صعودٍ وهبوطٍ هذا الموسم.

فنياً، يلتقي بوكير مع ما هو موجود في النجمة بأشياء كثيرة، ومن هذا المنطلق يعتبر خياراً صائباً للادارة. فهناك في المنارة عوامل عدة قد تجعل الالماني يصيب نجاحاً آخر في الكرة اللبنانية. وهنا الحديث عن مفاتيحٍ اساسية كان لها دور فاعل في ما وصل اليه بوكير مع المنتخب، اذ لديه الظهيرين اللذين لطالما استعان بهما بشكلٍ اساسي اي علي حمام ووليد اسماعيل، ولديه عنصرين اعتمد عليهما كثيراً في خط الوسط اي الكابتن عباس عطوي ومحمد شمص، ووصولاً الى المخضرم حسين حمدان الذي كان ضمن حساباته الاساسية ايام عملهما سوياً في الحكمة.
لكن لا شك في ان بوكير سيأتي بمفاجأة على غرار ما كانت عليه الحال في كل مرة اشرف فيها على فريقٍ او منتخبٍ، اذ بامكانه تحويل عددٍ من اللاعبين الشبان الكثيرين في النجمة الى نجومٍ في فترة قصيرة، فهو عُرف عنه اعطائه الفرصة لصغار السن وهذا ما فعله مع الحكمة عندما حوّل عيسى رمضان وبول رستم ووليد شحادة وغيرهم الى لاعبين مؤثرين في فريقه، وهذا ما يمكن ان يفعله مع لاعبين مثل حسن القاضي وحسن العنّان وزكريا شومان وعلي حوراني. كذلك، يمكن ان يستفيد بوكير من ما تخرّجه مدرسة النجمة التي يتوقع ان تكسب أرمين صناميان بعدما توقّع الكل استلامه مهام تدريب الفريق الاول، لكنه يتجه اليوم الى الاشراف على الفئات العمرية في عملٍ خَبِره سابقاً في ارمينيا عندما عمل مع المنتخبات المختلفة.
الحديث عن اللاعبين يأخذنا الى نقطةٍ قد لا تكون مضيئة كسابقاتها وهي تتمحور حول سؤال عن كيفية تعامله في المرحلة المقبلة مع لاعبين اتهمهم بالخيانة، لاعبين اوقفوا بسبب ارتكابات قاموا بها خلال تواجدهم مع بوكير في فندقٍ واحد وفي معسكرٍ واحد وفي ملعبٍ واحد خلال تلك الفضيحة الشهيرة بالتلاعب بنتائج المباريات لمصلحة مكاتب المراهنات، لكنهم اليوم يلعبون دوراً اساسياً في تشكيلة النجمة.
يصل بوكير الى مكانٍ ضربته عاصفة قوية اخيراً، يعرف ان مهمته هي لملمة ما تبقى من فريقٍ توقّع الجميع ان يتوّج بلقب الدوري، الذي قد لا يكون بعيد المنال بوجود بوكير، لكن المثير للاهتمام اكثر سيكون متابعة الالماني مع فريقه في كأس الاتحاد الآسيوي الذي لا شك في انه يعتبره تحدياً اساسياً لتقديم اوراق اعتماده من جديد على الساحة الخارجية.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem