اعتاد متابعو الـ «أن بي آي» قاعدة ان لكل فريقٍ نجماً يعكس صورته، وهذا ما يمكن لمسه حالياً في لوس انجلس لايكرز مثلاً حيث لا جدال حول ان كوبي براينت هو النجم الأوحد حتى في ظل غيابه عن الملاعب. كذلك، ينطبق هذا الامر على ميامي هيت مثلاً بوجود ليبرون جيمس او «الملك» الذي أصبح منذ وصوله الى المدينة النجم الاول دون منازع، وذلك برغم وجود نجوم آخرين الى جانبه مثل دواين وايد وكريس بوش.
وفي المثل الاخير يمكن تشبيه العديد من الفرق الانكليزية في الوقت الحالي حيث هناك نجم «ملك» يطغى بلمعانه ونجوميته على كل من هم حوله برغم علوّ كعبهم، وذلك لشدّة تأثيره في نتائج فريقه او لرفعة ادائه وثبات مستواه في غالبية المباريات التي خاضها حتى الآن.
وبالتأكيد هذه المقاربة تنطبق على لويس سواريز نجم ليفربول اكثر من اي احدٍ آخر، اذ ان وقوف «الحمر» في صف المنافسين الاساسيين على اللقب يعود فيه الفضل الاول والاخير للهداف الاوروغوياني، الذي محا من اذهان جمهور «أنفيلد رود» تلك الهالة التي رسمها «ابن النادي» ستيفن جيرارد حوله طوال تلك الاعوام التي التصق فيها القميص الاحمر بجسده حيث تحوّل رمزاً من رموز النادي الشمالي.
ما يفعله سواريز يظهر بالارقام وبغيرها من الاثباتات بأنه النجم الاوحد الذي يعكس صورة ليفربول حالياً، والدليل ان الرجل الذي نفّذ عقوبة الايقاف في المباريات الخمس الاولى من الموسم الجديد يتصدر حالياً ترتيب هدافي الدوري، حيث لم يَسلَم احد من مراوغاته المرهقة للمدافعين او تسديداته القاهرة لحراس المرمى.
وعلى غرار سواريز وبرغم وجود كوكبة من النجوم في فريقه، امثال جاك ويلشير والالماني مسعود أوزيل والفرنسي اوليفييه جيرو، فان الويلزي أرون رامسي هو من يصنع العرض ويخرجه. لقد تطور هذا الويلزي الشاب بسرعة صاروخية والتقى مع توقعات مدربه الفرنسي أرسين فينغر الذي قال يوماً انه عندما سيبدأ رامسي بتسجيل الاهداف فانه لن يتوقف. اما قوة رامسي فتتمحور اليوم بحضوره في كل مكان خطير حول منطقة الجزاء او في داخلها إما ممرراً لكرة حاسمة او مسدداً في الشباك.
ولا يختلف اثنان على ان مانشستر سيتي يعجّ بالنجوم اكثر من اي فريق آخر في الـ «برميير ليغ»، لكن هناك سرق الارجنتيني سيرجيو أغويرو الاضواء من الجميع، حيث يبدو الوحيد القادر على مواجهة عاصفة سواريز بتسجيله 14 هدفاً، وهو رقم سيكون مجمّداً لفترةٍ بعد اصابة ثاني هدافي الدوري، ما يترك الجمهور يتيماً حيث ان احداً من لاعبي سيتي يمكنه ان يعوّض الفراغ الذي سيخلّفه غياب «كون»، وهو الذي أسر قلوب المشجعين منذ تلك الملحمة التي خطّها قبل موسمين في المرحلة الاخيرة ليحمل سيتي الى منصة التتويج باللقب الغالي.
وغير بعيد من ملعب «الاتحاد»، عاد واين روني ليكون النجم الأوحد في مانشستر يونايتد، فأطفأ شعلة الهولندي روبن فان بيرسي، الذي كان الحبيب الاول لجماهير «أولد ترافورد» في الموسم الماضي. ولا شك في ان الاداء الذي يقدّمه روني وآخر فصوله قيادته «الشياطين الحمر» الى قلب تخلّفهم بهدفين الى فوز على هال سيتي (3-2) أول من أمس، يشير الى ان مدربه الاسكوتلندي ديفيد مويز كان محقاً عندما اصر على عدم السماح له بالرحيل في الصيف الماضي. روني اليوم يبدو حاسماً على غرار ما كان عليه في الماضي البعيد عند وصوله الى يونايتد حيث يبدو جليّاً أنه يأخذ الامور على عاتقه في موسمٍ غير طبيعي بالنسبة الى فريقه حتى الآن.
وبالانتقال الى تشلسي، لا يفترض ان يفاجأ احد عندما نقول ان البرازيلي اوسكار نصّب نفسه نجماً من دون منازع هذا الموسم. وجود صانع الالعاب الشاب اساسياً منذ وصول المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو اثار جدلاً كبيراً في عاصمة الضباب، وخصوصاً بعدما برع الاسباني خوان ماتا سابقاً في هذا المركز، الا ان اوسكار بانضباطه الاستثنائي على ارضية الميدان، تمكن من اقناع «مو» بأنه لا يمكنه التفكير في منح الفرصة لغيره خلف المهاجمين بفعل المجهود الكبير الذي يقدّمه هجوماً ودفاعاً.
ولا تتوقف معادلة «النجم الأوحد» عند الفرق الكبيرة، اذ تظهر ايضاً في فرقٍ اخرى مثل نيوكاسل يونايتد، حيث يبرز الهداف الفرنسي لويك ريمي دون سواه، وتوتنهام هوتسبر، حيث يظهر البلجيكي يان فرتونغن قائداً بكل ما للكلمة من معنى.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem




ختام مرحلة الذهاب


برغم توقف كل البطولات الاوروبية الوطنية، يستمر الدوري الانكليزي، حيث تقام في نهاية الاسبوع المرحلة الـ 19، الاخيرة ذهاباً، فيلعب اليوم: وست هام - وست بروميتش (14.45 بتوقيت بيروت)، أستون فيلا - سوانسي، مانشستر سيتي - كريستال بالاس، نوريتش سيتي - مانشستر يونايتد، هال - فولام (17.00)، كارديف سيتي - سندرلاند (19.30).
وتختتم المرحلة غداً بمباريات: إفرتون - ساوثمبتون، نيوكاسل - أرسنال (15.30)، تشلسي - ليفربول، توتنهام - ستوك (18.00)