أطلق نائب رئيس الاتحاد ريمون سمعان، تصريحاً في مقابلة تلفزيونية ضمن برنامج «غول» مساء الاثنين على شاشة المنار، بدا لافتاً، حين وصف عدم إقرار التعديلات خيانة وطنية. كلام قد يكون أبلغ ما يعبّر عن واقع الاتحاد إن استمرت الحال على ما هي عليه. زميله جهاد الشحف يؤكد أن موضوع التعديلات اتُّفق عليه وحسمت المسألة لمصلحة الخروج بصيغة تراعي التركيبة اللبنانية والمصلحة الوطنية، وهو أمر وافق عليه الجميع وسيُقرّ في أول جلسة للاتحاد.
كلام مطمئن «لأبو فراس»، لكن إلى متى ستبقى الأمور عالقة والكلام كلّه عن اجتماعات خلف الكواليس، وحين يأتي الأمر للاجتماع العلني، أي اجتماع اللجنة العليا للاتحاد، يغيب معظم الأعضاء ويطير النصاب بلحظة؟ قد نفهم غياب الأعضاء أحمد قمر الدين وموسى مكي بداعي السفر، وممكن أن نفهم غياب محمود الربعة الذي أصبح متكرراً، وكذلك حال زميله رهيف علامة، لكن لماذا غاب رئيس الاتحاد هاشم حيدر؟
سؤال طرح بقوة بعد أن انتهت الجلسة بفقدان النصاب رغم وجود ستة أعضاء أسوياء قادرين على اتخاذ أي قرار مهما كان كبيراً ما دام هناك اتفاق يشأنه. لكن ما دام قد جرى تأجيل بند التعديلات، فهذا يعني أنه لا اتفاق بشأنه. وإذا لم يكن هؤلاء قادرين على اتخاذ قرارات، فلماذا يجتمعون إن لم يحضر الرئيس أو الأمين العام؟ ومن الأفضل الاتصال بحيدر وعلامة والاستفسار، وإذا أعلنا عدم حضورهما، فحينها لا داعي لحضور باقي الأعضاء. ويوضح أحدهم أن هناك قراراً سابقاً بعد اتخاذ أي قرار يتعلق بلجنة رئيسها غير موجود، وهذا ما أدى إلى الطلب بتأجيل قرار تعيين مدرب أجنبي لمنتخب الـ22 عاماً. لكن بند التعديلات تأجل أيضاً والرئيس غائب فما هو السبب؟
«الأخبار» حاولت معرفة السبب من حيدر، لكن لم تستطع الاتصال به رغم محاولات حثيثة ورسائل خلوية؛ فالمسألة لم تعد تحتمل التأجيل والمماطلة. في السابق، لم تكن هناك استحقاقات داهمة، ولا كان هناك منتخب لبنان، وكان التأخير عادياً حتى لو جرى تجميد لبنان. فكرة القدم اللبنانية أصلاً مجمدة، وليس هناك ما يؤسف عليه.
لكن الحال أصبحت مختلفة الآن، وهناك منتخب لبنان الذي يمر بأهم فترة في تاريخ الكرة اللبنانية وأفضلها. وهناك منتخب لبنان للصالات الذي يقف على عتبة التأهل إلى نهائيات كأس العالم من البوابة الآسيوية في شهر أيار بعد أن استقدم مدرباً أجنبياً هو الإسباني باكو للمرة الأولى في تاريخ اللعبة. صحيح أن معظم الأعضاء مطمئنون إلى أن التعديلات ستمر ولبنان سيشارك في جميع الاستحقاقات، لكن هذا لا يبرر التأخير والتسويف. إلا إذا عادت القطب المخفية التي تشير إلى عدم الاتفاق الكامل على الصيغة النهائية، وتردد البعض في المواجهة و«كسر العظم» حرصاً على الاتحاد ومنعاً لسقوطه وفتح الباب على انتخابات قد تحمل مفاجأة كبرى بترشح شخص لرئاستها يطيح هوية طائفة الرئاسة المتعارف عليها.



مباريات الكأس المؤجلة

بعد أن طار نصاب اجتماع اللجنة العليا للاتحاد، عقدت لجنة الطوارئ اجتماعاً برئاسة هاشم حيدر وحددت فيه موعد المباريات المؤجلة من كأس لبنان، حيث سيلعب الساحل مع الغازية غداً الخميس على ملعب الصفاء. وفي 24 كانون الثاني يلعب الراسينغ مع الإخاء على الملعب عينه، والصفاء مع طرابلس على ملعب برج حمود، وجميع المباريات الساعة 13.45.