تنطلق السبت المقبل كأس الأمم الأفريقية الـ 28 لكرة القدم التي ستستضيفها الغابون وغينيا الاستوائية وتستمر حتى 12 شباط المقبل. وتدخل المنتخبات الـ16 إلى النهائيات واضعة اللقب القاري نصب أعينها، وخصوصاً ساحل العاج المرشحة للقب مع غانا والمغرب. وأوقعت القرعة السنغال الساعية إلى اللقب الأول لها في المجموعة الأولى التي تضم ليبيا وغينيا الاستوائية وزامبيا. وضربت السنغال بقوة في التصفيات، وكانت صاحبة ثاني أفضل خط هجوم فيها بـ16 هدفاً بفارق 3 أهداف فقط خلف ساحل العاج صاحبة أفضل خط هجوم. وتدين السنغال ببلوغها النهائيات إلى مدربها المحلي أمارا تراوري وتشكيلته المتجددة وغالبية عناصرها من الشباب الصاعدين أبرزهم مهاجم نيوكاسل الإنكليزي ديمبا با ومهاجم فرايبورغ الألماني بابيس ديمبا سيسيه وموسى سو. بيد أن مخاوف السنغاليين ترتكز على غياب صانع للألعاب ورابط بين خطي الدفاع والهجوم، وهو ما يسعى تراوري إلى تصحيحه. وستكون زامبيا العقبة الأولى للسنغال في اليوم الافتتاحي 21 الحالي في مدينة باتا بغينيا الاستوائية، وهي المباراة الأصعب لـ«أسود التيرانغا» في الدور الأول. بينما تستهل ليبيا النهائيات باختبار سهل على الورق أمام غينيا الاستوائية المضيفة التي تشارك في العرس القاري للمرة الأولى في تاريخها. ويدخل الليبيون مشاركتهم الثالثة بتغييرات كثيرة أبرزها تغيير لقبهم من «الخضر» إلى «فرسان المتوسط»، وغربلة «مؤيدي النظام» من التشكيلة الأساسية، رغم دورهم الكبير والفعال على غرار القائد طارق التايب وعلي رحومة ومحمد زعابية. وكان 17 لاعباً ليبياً، بينهم دوليون، قد أعلنوا تمردهم على نظام القذافي. فورة التأهل والحماسة لتحقيق الإنجاز في الغابون وغينيا الاستوائية لم تقابل بحماسة كبيرة من رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل الذي كان لاعباً سابقاً بدوره، حيث قال: «منتخبنا لا يملك الخبرة الكافية لخوض بطولات من هذا النوع».
لكن المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا أشاد بإنجاز لاعبيه، قائلاً: «ما حققوه إنجاز رائع جداً بالنظر إلى توقف الدوري في آذار الماضي».

الثانية: المدّ البرتقالي

من جهة أخرى، يبدو أن المنافسة ستكون أصعب في المجموعة الثانية الموجود فيها المرشح الأبرز للفوز بالبطولة، المنتخب العاجي الذي ينشد اللقب القاري الثاني في تاريخها منذ عام 1992 بتشكيلة مدججة بالنجوم أبرزهم ديدييه دروغبا هداف تشلسي الإنكليزي وزميله في الفريق اللندني سالومون كالو ولاعب وسط مانشستر سيتي الإنكليزي حالياً يايا توريه أفضل لاعب أفريقي 2011. وهذه النسخة الأخيرة لهؤلاء اللاعبين الذين تجاوزوا سن الثلاثين، وبالتالي هم مطالبون أكثر من أي وقت مضى برفع الكأس في 12 شباط المقبل. وخدمت القرعة ساحل العاج عندما أوقعتها في مجموعة سهلة نسبياً، هي الثانية إلى جانب السودان وأنغولا وبوركينا فاسو. ولا تبدو هذه المنتخبات أو غيرها من المنتخبات المشاركة في البطولة قادرة على إيقاف المد العاجي نحو منصة التتويج. وتتنافس منتخبات بوركينا فاسو وأنغولا والسودان على البطاقة الثانية في المجموعة مع أفضلية للسودان الذي يحن إلى ماضيه المجيد عندما نال اللقب عام 1970 بقيادة المدرب المحلي محمد مازدا وتشكيلته المحلية أيضاً. ولن تكون بوركينا فاسو لقمة سائغة، وتعول على ترسانتها المحترفة في فرنسا بقيادة باكاري كونيه (ليون) وشارل كابوريه (مرسيليا) وجوناثان بيترويبا (رين) وسيبيري آلان تراوريه (أوكسير).



184 لاعباً محترفاً من أوروبا



ترك 184 لاعباً أنديتهم الأوروبية متجهين إلى القارة السمراء، وذلك للانضمام إلى منتخبات بلادهم كما اعتادوا، ليخوضوا «المونديال الأفريقي». واعتادت الفرق الأوروبية غياب عدد من لاعبيها للمشاركة في البطولة التي تقام كل عامين، والتي لطالما تعرضت للانتقادات. وليس هذا الرقم هو الأكثر من حيث عدد الأفارقة الذين تركوا أنديتهم من أجل البطولة، حيث سجلت بطولة أنغولا 2010 أكبر عدد من اللاعبين، بعدما وصل إلى 212. ومنتخب كوت ديفوار هو الوحيد الذي يلعب جميع لاعبيه في الخارج أبرزهم ديدييه دروغبا، بينما لا تضم قائمتي بوتسوانا والسودان أي لاعب محترف في أوروبا.