تتوجه العيون ابتداءً من اليوم صوب ملاعب غينيا الاستوائية والغابون حيث تنطلق كأس الامم الأفريقية الـ28 لكرة القدم بلقاء المضيفة الأولى مع ليبيا ضمن مباريات المجموعة الأولى في ملعب «باتا». وتشهد النسخة الحالية تغييراً كبيراً في الخريطة الكروية في القارة السمراء إذ تغيب خمسة من المنتخبات الكبيرة والتي لطالما طبعت المسابقة ببصماتها لا سيما «الفراعنة» المصريين حاملي لقب النسخات الثلاث الأخيرة و«أسود» الكاميرون مع نجمهم الاول صامويل ايتو الهداف التاريخي لأمم أفريقيا (18 هدفاً) والمدافع ريغوبرت سونغ (36 مباراة في النهائيات في 8 مشاركات)، و«نسور» نيجيريا و«أولاد» جنوب أفريقيا و«ثعالب الصحراء» الجزائريين، علماً أنهم شاركوا في النسخة الأخيرة لكأس العالم ما عدا مصر. والتغيير الحاصل أدخل أسماء جديدة الى لائحة الشرف في القارة بدءاً بالنيجر التي أقصت مصر وجنوب أفريقيا وبوتسوانا التي كانت مفاجأة التصفيات، إضافة الى عودة المغرب بطموح قوي بقيادة جيل جديد للكرة المغربية، إضافة الى سعي زامبيا والسنغال ومالي مع أسمائهم المحترفة الى الصعود للمرة الأولى الى المنصات، كما ان هناك منتخبين يشاركان «من رحم الثورة» هما تونس وليبيا، والأخيرة تبحث عن ثورة كروية تقودها الى اللقب القاري الاول. وترصد أعين كشافي النوادي الأوروبية، لا سيما التي تعد مدرسة لصقل النجوم منها، لاعبي البطولة خصوصاً ذوي الأعمار الصغيرة حيث تشكل البطولة القارية مناسبة لقطف المواهب الصغيرة وتحويلها الى نواديهم التي تدربهم وتبيعهم فيما بعد بأسعار مرتفعة الى الأندية الكبيرة، ويضاف اليهم لاعبون ذوي مستويات عالية لم ترصدهم الأعين من قبل.
وتشكل البطولة أيضاً مناسبة لعدد من اللاعبين «الكبار» ومنتخباتهم للخروج بلقب كبير مع منتخباتهم لا سيما العاجيين ديدييه دروغبا وسالمون كالو (تشلسي) والأخوين يايا وكولو توريه (مانشستر سيتي الانكليزي)، والغانيين جون باينتسيل (ليستر سيتي الانكليزي) وجون منساه (ليون الفرنسي) وسولي مونتاري (انتر الايطالي) والاخوين اندريه وجوردان ايوو (مرسيليا الفرنسي) والأخيران هما ابنا عبيدي بيليه الذي قاد غانا الى لقبها الرابع 1982، والمغاربة المهدي بنعطية (أودينيزي الإيطالي) وعبد الحميد الكوثري (مونبلييه الفرنسي) والحسين خرجة (فيورنتينا الإيطالي) وعادل تاعرابت (كوينز بارك رينجرز الإنكليزي) ومروان الشماخ (أرسنال الإنكليزي).

4 منتخبات عربية

يشارك في النسخة الحالية أربعة منتخبات عربية بغياب مصر والجزائر وعودة السودان وليبيا والمغرب، إضافة الى محافظة تونس على موقعها بين كبار القارة. وتأتي المشاركة المغربية مختلفة بوجود 16 لاعباً جديداً وبعقلية جديدة أرساها المدرب البلجيكي اريك غيريتس الذي تسلم قيادة «أسود الأطلس» قبل عام تقريباً وقادهم الى النهائيات خصوصاً بعد الفوز المدوي على الجزائر 4-0 في مراكش، ويطمح مدرب مرسيليا والهلال السعودي سابقاً الى السير نحو اللقب بهدوء وبذهنية جديدة قد ينتج منها جيل ذهبي جديد للكرة المغربية علماً أن الجيلين الذهبيين السابقين في منتصف الثمانينيات وآخر التسعينيات لم يتوجا باللقب القاري. أما المنتخب التونسي الذي يقوده المدرب المحلي سامي الطرابلسي، فإنه يستثمر الحماسة في الجيل التونسي الجديد والذي أحرز امم أفريقيا للاعبين المحليين العام الماضي، فإنه يسعى الى اللقب الثاني بعد 2004.
ولن تتوقف المسيرة الليبية بالتأهل الى النهائيات عند الدور الأول، وكان المنتخب الليبي قد بلغ النهائيات متخطياً الظروف الصعبة والسيئة التي أحاطته بفعل الحرب التي قام بها حلف الثورة التي أطاحت العقيد معمر القذافي، حيث لعب مبارياته خارج أرضه واستطاع انتزاع احدى البطاقات المؤهلة. وتبحث السودان عن لقبها الثاني بعد 1970، لكن الامور تبدو صعبة عند المدرب محمد مازدا الذي يشارك بتشكيلة محلية دون أي محترف.

الحذر من بوتسوانا

قد تكون المجموعة الرابعة هي الأكثر سخونة، لكونها تضم المنتخب الغاني، حامل اللقب أربع مرات، إضافة الى مالي وغينيا و«المفاجأة» بوتسوانا الذين يسعون الى التتويج الاول وتأكيد السطوة الجديدة وتغيير الخريطة الكروية في القارة الأفريقية. وتأتي غانا من ضمن المرشحين بقوة لمنافسة ساحل العاج على اللقب، مستثمري الانجازات المونديالية عندما بلغت الدور الثاني 2006 وربع نهائي 2010 وبقيادة المدرب الصربي غوران ستيفانوفيتش الذي تبدو المسؤولية كبيرة على عاتقه لأنه مطالب بتحقيق نتيجة افضل من سلفه، اي التتويج باللقب، لكن المهمة لن تكون سهلة في غياب ركائز اساسية تتمثل في لاعبي وسط ميلان الايطالي وتشلسي الانكليزي كيفن برينس بواتنغ ومايكل ايسيان على التوالي، الاول لاعتزاله اللعب دولياً بعد تألقه اللافت في المونديال، والثاني بسبب الاصابة. وأثار اعتزال بواتنغ عاصفة من الانتقادات والهجوم عليه من قبل الغانيين، حتى أن رئيس الاتحاد الغاني لكرة القدم نياتاكي كيوسي كان رد فعله «برنس.. الى مزبلة التاريخ». وتشارك مالي بقيادة مدربه الفرنسي آلان جيريس، الى النهائيات بهدف تخطي الدور الاول بالنظر الى تشكيلته الشابة والتي تغيب عنها ركائز الجيل الذهبي الذي فشل في ترصيع نجوميته بلقب قاري، وتعقد الآمال على القائد لاعب وسط برشلونة الاسباني سيدو كيتا ومهاجم سوشو الفرنسي موديبو مايغا لأنهما اصحاب الخبرة بين باقي اللاعبين. ولا تختلف الامور لدى الغينيين الذين غيروا جلد منتخبهم بنسبة كبيرة حيث لجأت الادارة الفنية الى اللاعبين الشباب الموهوبين مع الاحتفاظ ببعض اصحاب الخبرة من قبيل القائد باسكال فيندونو والمهاجم اسماعيل بانغورا والمدافع العملاق ديان بوبو بالديه. وستكون المنتخبات الثلاثة غانا وغينيا ومالي مطالبة بالحذر وعدم الاستهانة ببوتسوانا بقيادة مدربها ستانلي تشوان، ولا يضم المنتخب البوتسواني نجوماً بارزين، ويعتمد تشوان على جيروم راماتكوانا والمهاجم المخضرم ديبسي سيلولواني.

مباراتا اليوم

تلعب اليوم ضمن المجموعة الأولى في باتا، غينيا الاستوائية مع ليبيا (20:30 بتوقيت بيروت) والسنغال مع زامبيا (23:00).
ويلتقي غداً ضمن الثانية في مالابو، ساحل العاج مع السودان (18:00)، وبوركينا فاسو مع أنغولا (21:00).