191 رسالة وصلت إلى لاعبين من البلدان الأربعة الذين يؤلّفون بريطانيا العظمى، فجاء الردّ إيجابياً على المدرب ستيوارت بيرس من قبل 184 لاعباً، ما يشير إلى أن الاهتمام بتمثيل المنتخب البريطاني الذي سيبصر النور في الألعاب الأولمبية المقبلة، يبدو واسع النطاق. لكن هناك في بعض بلدان المملكة المتحدة لا يبدو أن الجميع أعجبتهم الفكرة لأسبابٍ مختلفة، منها ما يتعلّق بالنواحي الفنية للمنتخبات، وأخرى بأمور اتحادية، بينما ذهب البعض إلى أبعد من ذلك، رابطاً قضايا سياسية بالمسألة. واللافت أن الظهير الأيسر الدولي الإنكليزي السابق ستيوارت بيرس الذي سيدخل التاريخ كأول مدرب يشرف على منتخبٍ بريطاني، لم يأبه لأي من الأصوات المتصاعدة ضد المشروع القائم الذي يفترض أن يلفت الأنظار إلى مسابقة كرة القدم في الألعاب الأولمبية، التي يقتصر فيها اختيار اللاعبين بأولئك الذين لم يتخطوا الـ23 من العمر، مع السماح لكل منتخبٍ بإشراك ثلاثة لاعبين فقط فوق السن المحددة.
لقد عمد بيرس إلى وضع لائحة بكل اللاعبين الذين يحتاج إليهم، وهنا وجد اعتراضاً عند البعض لأسبابٍ مختلفة؛ فبعض الأندية، وخصوصاً الإنكليزية منها على سبيل المثال، بدت ممتعضة من إمكان مشاركة لاعبيها في مسابقتين دوليتين خلال الصيف؛ إذ إن لاعبي منتخب إنكلترا مثلاً، قد يخوضون كأس أوروبا ثم يلتحقون بالمنتخب الأولمبي البريطاني، وهو أمر قد يسبّب عودتهم مرهقين على أبواب الاستعداد لموسمٍ جديد.
وإذ إن الإنكليز هم الوحيدون الذين لا يبدو أنهم يشعرون بالقلق جراء الاندماج المرتقب، ثمة اتحادات أخرى لا تحبذ فكرة مشاركة لاعبيها تحت لواء المنتخب البريطاني، مخافة أن يجد هؤلاء مخرجاً قانونياً في المستقبل يخوّلهم تبديل جنسيتهم، وبالتالي الالتحاق بالمنتخب الإنكليزي الأقوى بريطانياً. وتتلاقى هذه الاتحادات مع دعوات عدة إلى مقاطعة المنتخب البريطاني؛ فقد برزت في إحدى المباريات الأخيرة لمنتخب ويلز لافتات مضادة للفكرة. لكن الاتحادات الوطنية لا تملك القوة لمنع اللاعبين من اتخاذ هذه الخطوة التي قد تهدد برأيهم وجودهم المستقل داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم، رغم الوعود التي أطلقها «الفيفا» بأن ويلز واسكوتلندا وإيرلندا الشمالية لن تتأثر بقرار خلق منتخب موحّد بينها. وخوف هؤلاء كله لا يوجد في إنكلترا بالنظر إلى أن الإنكليز يدركون أن لاعبيهم لن يفضّلوا تمثيل أي منتخب آخر؛ لأن منتخب «الأسود الثلاثة» هو صاحب الصيت الأهم، وله المستقبل الأفضل مقارنة بالمنتخبات البريطانية الأخرى.
وبالطبع يريد اتحاد مثل ويلز حماية مواهبه المميّزة التي سبق أن أبدت اهتمامها باللعب مع المنتخب البريطاني، أمثال أرون رامسي وغاريث بايل، وتحديداً الأخير الذي يعدّ البطل القادم لخلافة أبرز لاعبي البلاد على مرّ التاريخ راين غيغز، الذي أثار حسرة الإنكليز مراراً؛ لأنه لا يستطيع تمثيل منتخبهم، إلى درجة أن ذهب البعض فيها إلى القول بأنه لو لعب نجم مانشستر يونايتد مع المنتخب الإنكليزي، فإن بطل كأس العالم 1966 كان سيحرز لا محالة لقباً مونديالياً ثانياً.
أما الأسباب السياسية، فقد طافت ناحية الاسكوتلنديين الذين اشتهروا بعدائهم للإنكليز، وقد ذهب المدير التنفيذي للاتحاد الاسكوتلندي ديفيد ريغان مثلاً إلى القول بأن إنكلترا عادت لتهديد اسكوتلندا من خلال استدعاء لاعبين اسكوتلنديين إلى المنتخب البريطاني.
وبالحديث عن اللاعبين، يبدو بيرس في موقفٍ مريح بعد اكتشافه أن الأكثرية الساحقة من اللاعبين الذين راسلهم تريد بشدة أن تدخل التاريخ معه وتدافع عن ألوان المنتخب الموحّد، وقد يحقق عبر تشكيلته أحلاماً كروية انتظرها الكثيرون حول العالم، وتبقى لها نكهة حتى لو تأخر تحقيقها. ومن هذه الأحلام رؤية ثلاثي مانشستر يونايتد ديفيد بيكام وراين غيغز وبول سكولز معاً في قميصٍ وطني واحد، وهي الخطوة التي أيّدها حتى مدرب «الشياطين الحمر» الاسكوتلندي أليكس فيرغيسون الذي أشار إلى أنه لن يعارض مشاركة غيغز في الألعاب الأولمبية، رغم تقدّمه في السن. أما اسم سكولز، فقد دخل على الخط حديثاً بعدما سجل اللاعب الأصهب عودة لافتة إلى الملاعب، وهو قد يفرض اسمه من خارج لائحة اللاعبين الـ 184 المرشحين للانضمام إلى تشكيلة بيرس.
وبانتظار إعلان بيرس للائحته بعد ثلاثة أعوام من الجدال، سيكون الترقب كبيراً في الجزيرة البريطانية حيث لا يبدو أن الثقة مفقودة بين جميع الأطراف الكروية من أندية واتحادات ولجان أولمبية.



طموح بيكام قد يصطدم بغالاكسي

فاز ديفيد بيكام في كل شيء على صعيد الأندية، لكن من دون أن يحقق أي شيء على الصعيد الدولي. لذا يطمح كابتن إنكلترا سابقاً الى اللعب لمنتخب بريطانيا، آملاً إحراز الميدالية الذهبية في أولمبياد لندن. إلا أن طموحه قد يصطدم برفض فريقه لوس أنجلس غالاكسي الأميركي تسريحه خلال الصيف، وهو الذي جدد عقده معه حديثاً.