فضيحة تلو أخرى، تعصف بمهاجم ريـال مدريد الفرنسي كريم بنزيما، وذلك مذ بدأت أخبار اتهامات ابتزازه زميله ماتيو فالبوينا بفيديو إباحي، فصارت قضية الجزائري الأصل ومشاركته مع المنتخب في كأس أوروبا 2016 قضية رأي عام، وقضية وطنية فرنسية، فانقسمت فرنسا حوله على المستوى الشعبي، وعلى المستوى السياسي أيضاً.
على صعيد الاتهامات، هذه ليست المرة الأولى التي يجلس فيها بنزيما تحت مقصلة اتهامات نظامية، أخلاقية، ووطنية.
دعم هولاند بنزيما وعاكسه رئيس الوزراء ووزير الرياضة

صحيفة "آس" الإسبانية كانت قد عرضت بعضاً منها منذ قدومه إلى ريـال مدريد فى صيف 2009، فعام 2010، تورط بنزيما وعدد من زملائه بالمنتخب، في قضية الفتاة القاصر "زاهية"، لكن المحكمة أثبتت براءته من واقعة معاشرة فتاة قاصر لعدم علمه بعمرها الحقيقي.
3 أعوام مرّت بعدها، فصبّت الصحافة الفرنسية جام غضبها عليه، بعدما التقطته عدسات الكاميرا، واقفاً لا يردد النشيد الوطني مع زملائه. ووصلت الاتهامات إلى حدّ التشكيك بوطنيته تجاه فرنسا، إلا أنه بعذر أقبح من ذنب برر ذلك بقوله إنه اعتاد إنشاده سراً.
قضايا أخرى لاحقته بفعل حوادث السير والقيادة من دون رخصة. ووفقاً للصحيفة الفرنسية "ليبراسيون"، فإنه تورط بقضية تهريب مخدرات وغسل أموال، إلا أن صحيفة "ليكيب" الفرنسية ذكرت توجه وكيل أعمال اللاعب لاتخاذ كل الإجراءات القانونية من أجل مقاضاة الصحيفة، مؤكداً أن استدعاءه من جانب المحكمة في هذه القضية هو للشهادة فقط.
كل هذا مرّ سهلاً أمام قضية اتهامه بابتزاز فالبوينا بشريط جنسي. حتى الآن، لم يستدعه مدرب المنتخب ديدييه ديشان للمشاركة في أي مباراة، رسمية أو ودية. لم ترضِ هذه الخطوة معظم المعنيين باللعبة، حيث تدخل رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس ووزير الرياضة باتريك كانر، ليطالبا باستبعاد بنزيما. وقف فالس وكانر في جهة، ليتواجها مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم نويل لو غراي في الجهة الأخرى. الأخير قرر الانضمام كطرف ادعاء في القضية. أما الأهم، فهو "العفو الرئاسي" الذي قد يصير أمراً ملزماً للجميع. والأكيد أنه لا حاجة لممارسة الضغوطات على رئيس الاتحاد، إذ إنه وهولاند متفقان على وجوب عودته للمشاركة في "يورو 2016". هذا في المبدأ، غير أن الأهم، وما يعتبر مساعداً لبنزيما، أن هولاند ولو غراي عمدة غانغان الاشتراكي السابق، أصدقاء قدامى، وتجمعهما علاقة طيبة، تختصرها الصور التي تجمعهما في عدة مناسبات.
حاول بنزيما الدفاع عن شخصه في تعليقه أنه لعب 12 موسماً، و541 مباراة، من دون أي طرد. لكن ذلك لم ينفع حتى الآن. تتشابه قضية بنزيما في استبعاده عن المنتخب والدفاع عنه، مع قضية نجم بوروسيا مونشنغلادباخ وبايرن ميونيخ الألماني السابق شتيفان إيفنبيرغ. كان الأخير لاعباً أساسياً في تشكيلة المنتخب الألماني منذ 1991 تحت قيادة بيرتي فوغتس لتمتعه بقوة بدنية، وقدرات مهارية وفنية عالية. وهو شارك في "يورو 1992" ومونديال 1994، مقدماً أداءً لافتاً، إلا أن عدم قدرته على ضبط النفس، جعلت فوغتس يستبعده نهائياً عن البطولة نفسها، والبطولات اللاحقة مثل "يورو 1996" ومونديال فرنسا 1998.
وضعت قضيته في التداول الإعلامي. دعمه لاعبون وإداريون، ورفضه آخرون، إلا أنه في النهاية، عاد ليلعب مباريات ودية فقط، من دون تحقيق أي إنجازات.
أما الفارق بين بنزيما وإيفنبيرغ، فهو أن الأول يقف في صفه أعلى سلطة في البلاد. ولعل هولاند يأمل أن يعود بنزيما لارتداء قميص المنتخب، من أجل الاقتراب من تحقيق إنجاز كذاك حققه الرئيس السابق لفرنسا جاك شيراك الذي رفع كأس العالم عام 1998.