شتان ما بين الامس واليوم بالنسبة إلى بايرن ميونيخ. بالأمس، وقبل العطلة الشتوية، كان النادي البافاري يصول ويجول في ملاعب ألمانيا واوروبا: نتائج لافتة في الدوري المحلي وأداء مميز في دوري ابطال اوروبا توّجهما بتصدر الترتيب في كلتا المسابقتين. قدّم بايرن صورة الفريق البطل والقادم بقوة الى اعتلاء المنصات: هجوم قوي ووسط مرعب ودفاع ثابت وحارس مرمى استطاع الحفاظ على نظافة شباكه في 12 مباراة متتالية. ذهب كثيرون الى حد تشبيه بايرن ببرشلونة الاسباني، حتى وصل الامر بهؤلاء الى اعتبار أن النادي الكاتالوني هو الوحيد فقط الذي بإمكانه ان يحول دون تحقيق البافاري لقب دوري ابطال اوروبا الذي سيستضيفه ملعبه «اليانز ارينا».
اما اليوم، وتحديداً بعد المباراة امام بوروسيا مونشنغلادباخ في انطلاق مرحلة الاياب، تبدل المشهد كلياً. سقوط الفريق الكبير في ملعب «بوروسيا بارك» أربك البافاريين وجعلهم يعيدون حساباتهم ويبدلون في آرائهم. المدير التنفيذي للنادي، كارل هاينز رومينيغيه، لم يتوان عن القول «لا الكأس ولا دوري الابطال يعوضون لقب الدوري، علينا ان نترك الاحلام بنهائي دوري الابطال. الحديث عن الثلاثية يزعجني».
البعض في ميونيخ أطلق الصرخة مطالباً بتعاقدات جديدة وكبيرة تليق بفريق بحجم بايرن خصوصاً في مركزي قلب الدفاع مع الغياب الطويل للبلجيكي دانيال فان بويتن لاصابته في مباراة غلادباخ وفي الهجوم لايجاد بديل للهداف ماريو غوميز. حُكي الكثير عن أسماء عديدة مرشحة لارتداء قميص البافاري كالبرازيلي دانتي، مدافع مونشنغلادباخ، والبلجيكي يان فيرتونغن، مدافع اياكس امستردام الهولندي، والبلغاري ديميتار برباتوف، مهاجم مانشستر يونايتد الانكليزي، والبولوني روبرت ليفاندوفسكي، مهاجم بوروسيا دورتموند، والسويسري غزيردان شاكيري، جناح بازل، بيد أن المدير الرياضي لبايرن، اللاعب السابق كريستيان نيرلينغر، خرج بتصريح مفاجئ اعتبر فيه ان النادي لن يدخل سوق الانتقالات الشتوي رغم النقص في خط دفاعه، مشيراً الى ان جيروم بواتنغ سيعوّض فان بويتن ومضيفاً «لدينا أيضاً (البرازيلي) لويس غوستافو و(الاوكراني) اناتولي تيموتشوك (لاعبا الوسط) بإمكانهما اللعب في الدفاع»! ضارباً عرض الحائط بكل النداءات المطالبة بالقيام بتعزيزات ومن بينها القائد فيليب لام.
أكثر من ذلك، فإن بعض الصحف بدأت بترشيح أسماء لخلافة يوب هاينكس على رأس الجهاز الفني للفريق من بينها السويسري لوسيان فافر مدرب مونشنغلادباخ ولاعب البافاري السابق تورستن فينك، مدرب بازل السويسري، في حين ان رئيس بايرن، أولي هونيس، لم يخف اعجابه بميركو سلومكا، مدرب هانوفر، كما غازل أيضاً مدرب الفريق السابق يورغن كلينسمان. اما الرئيس الفخري للنادي، فرانتس بيكنباور، فقد بدا غاضباً من الاداء امام مونشنغلادباخ، منتقداً على وجه التحديد الجهة اليمنى للفريق التي كانت معطلة بالكامل.
اذاً الأجواء ليست مريحة في ميونيخ على الاطلاق، حيث بات الجميع هناك على يقين بأن الوصول الى الاهداف التي وضعها النادي في هذا الموسم لن يكون سهلاً بتاتاً، اذ ان البافاري يلقى منافسة شديدة في الدوري من دورتموند وشالكه ومونشنغلادباخ، اما في دوري ابطال اوروبا فإن الصورة انقشعت اخيراً وتحديداً بعد لقاء غلادباخ بأن بايرن لا يقف على قدم المساواة مع برشلونة وريال مدريد.
هذا الامر اتضح اكثر مع حدوث بعض الغيابات في الفريق، حيث بدا واضحاً ان النادي البافاري لا يمتلك دكة بدلاء قادرة على تعويض النجوم الاساسيين، ويمكن القول ان أسماءً كنيلس بيترسين والياباني تاكاشي أوسامي والنمسوي ديفيد الابا لا تليق بناد عريق كبايرن ميونيخ. وهنا، لا يمكن الا تحميل ادارة البافاري المسؤولية جراء اتباعها سياسة التقشف، وهذا الامر الذي أغضب كثيراً أنصار النادي خصوصاً بعد الاصابة الاخيرة التي تعرض لها فان بويتن.
ثمة نقطة اخرى يفتقدها بايرن ميونيخ وكانت احدى نقاط قوته في الماضي، وهي عدم وجود قائد فعلي في الميدان على غرار ما كان الأمر مع الهولندي مارك فان بومل وميكايل بالاك وشتيفان ايفنبرغ، حيث بدا فيليب لام وباستيان شفاينشتايغر بعيدون كل البعد عن الصفات القيادية التي كان يتمتع بها اللاعبون الثلاثة السالفو الذكر، وهذا ما أشار اليه بكنباور بوضوح قبل فترة.
لا شك بأن بايرن ميونيخ مدعو اليوم لمصالحة جماهيره أمام فولسبورغ، غير أن الفوز وحده لا يكفي لطمأنة الانصار، اذ ان عدم تحرك الادارة في الايام الاخيرة من سوق الانتقالات الشتوي من شأنه ان يُبقي الندوب في جسم الفريق البافاري، وهي معرّضة لأن تظهر أكثر، لا محالة، في قادم المواعيد الكبيرة.



كان وإيفنبرغ عائدان؟

يحكى في ألمانيا أن ثمة توجّهاً لدى المدير التنفيذي لبايرن ميونيخ، كارل هاينز رومينيغيه، ورئيسه أولي هونيس لتسليم مقاليد القيادة في إدارة النادي في 2013 لوجوه شابة من أبناء النادي، حيث يُتداول بقوة اسما النجمين السابقين أوليفر كان وشتيفان إيفنبرغ.