علّق الاتحاد اللبناني لكرة القدم نتائج ثلاث مباريات هي السلام صور والعهد في الدرجة الأولى، والحكمة والاجتماعي والسلام زغرتا والمودة طرابلس في الثانية، ليتم لاحقاً اصدار قرارات بناء على تقرير لجنة التحقيق الثلاثية المؤلفة من الأعضاء ريمون سمعان، جهاد الشحف ومازن قبيسي. اثنتان من المباريات كانتا حاضرتين في جلسة تقييم الحكام أمس، وهي العهد والسلام صور، والمودة والسلام زغرتا.
اللقاء الأول كان نجم الجلسة التحكيمية أمس حين عُرضت لقطات المباراة وتحدث الحكم رضوان غندور عما حصل مشيراً الى أن التبديل الأخير الذي أثار لغطاً جرى بعد سؤال الحكم الرابع حسان زهري ومراقب المباراة ناصيف فقيه حول حصول التبديل الثالث أم لا، بعد انشغال غندور بحالة طرد حارس السلام بلال كساب، ما أدى الى عدم متابعته تفاصيل التبديل.
هذا الأمر أكده زهري الذي كان له موقف شجاع صفّق له جميع الحاضرين حين اعتذر من الحكام ومن رئيس لجنتهم ريمون سمعان ومن الحكم غندور للخطأ الذي ارتكبه والذي يتحمل مسؤوليته كاملاً، مؤكداً أن الأخير سأله حول التبديل، وأجابه زهري «لم يحصل اطلاقاً» وكذلك فعل فقيه، ما أدى الى سماح غندور بدخول الحارس البديل كامل جابر. وما ساعد على معرفة الحقيقة هو تطابق كلام غندور وزهري مع لقطات المباراة، ما أكّد عدم وجود تغطية من زهري بل سرد واقعي للأحداث برأي أحد الحكام السابقين. كما أن زهري رفض التهرب من المسؤولية كاشفاً عن أمر خطير وهو اتصال أحد الإعلاميين به طالباً منه التراجع عن أقواله مع ضمانة له بحمايته عند رئيس لجنة الحكام ريمون سمعان الذي كان حاضراً في جلسة أمس، والمهم كما قال زهري «تحميل المسؤولية لرضوان غندور وعدم تغطيته». وهذا الكلام أثار استياء الحاضرين حيث اعتبر بعض الحكام أن أسباب الحملة التي اثيرت في الإعلام في الأيام الماضية بانت وهي لأهداف شخصية لا تسعى لمعرفة الحقيقة بل للاقتصاص من بعض الحكام وتوجيه ضربة للجهاز التحكيمي لغاية في نفس يعقوب، لكنها أصبحت معروفة ومكشوفة لكثيرين.
وكان لافتاً الارتياح الذي بدا على سمعان أمس مع وضوح حقيقة ما جرى في المباراة، خصوصاً أن أجواء الحكام وتحديداً الدوليين منهم أجمعت على أن الخطأ جاء من الحكم الرابع، وهو ما توافق مع رأي المحاضر نبيل عياد الذي حاول الاستفادة من الحالة ليشرح بطريقة مفصلة أصول التعامل الصحيح من قبل الحكام الآخرين مع حالات مماثلة من قبل الحكم الرابع وواجباته خصوصاً عند اتخاذ إجراءات من الحكم الرئيسي والتي تفرض تجميد أي عملية تبديل.
المباراة الثانية التي نالت قسماً من النقاش كانت السلام زغرتا والمودة والتي ظهر فيها أن فريق السلام تعرّض لظلامة تحكيمية كبيرة حيث لم يتم احتساب ركلتي جزاء صحيحتين للسلام، اضافة الى أن ركلة الجزاء التي احتسبت على السلام غير صحيحة. وتوقف المحاضر نبيل عياد عند مسألة إيقاف المباراة لفترة 36 دقيقة وهو أمر مخالف للقانون الذي ينص على فترة 15 دقيقة. ولم تتوقف أخطاء الحكم عند هذا الحد إذ هناك العديد من الحالات التي لم يتعامل معها الحكم الرئيسي بطريقة صحيحة.
أما المباراة الثالثة بين الحكمة والاجتماعي فهي تدخل في إطار آخر يتعلّق بالتلاعب. وهذا الأمر أشار اليه رئيس السلام زغرتا الأب إسطفان فرنجية في مقابلة مع برنامج «غول» على المنار أول من أمس، خصوصاً أن فرنجية ذهب أبعد من ذلك بكثير حين تكلّم عن عمليات بيع وشراء يشارك فيها حكام، حيث تشير معلومات مؤكدة إلى أن فرنجية سيقول كلاماً كبيراً خلال اجتماعه مع لجنة التحقيق، خصوصاً حول تقديم أحد الحكام عرضاً له بضمان النقاط الثلاث للمباراة مع الاجتماعي مقابل 2000 دولار، اضافة الى عروض أخرى وفي مناسبات عديدة.
لكن هذا لا يتعلّق بمباراة الحكمة والاجتماعي التي فاز فيها الحكمة 3 - 0 وضمن تأهله الى المربع الذهبي بعدما سبق للاجتماعي أن تأهل سابقاً. واعتبر البعض، ومنهم الأب فرنجية أن الاجتماعي لم يلعب بكل قوته نتيجة اشراكه تشكيلة احتياطية وخصوصاً حارس المرمى، علماً أن علم كرة القدم يفيد بأن اراحة اللاعبين يكون قبل أيام من مباراة مقبلة وليس قبل أسابيع، بل على العكس فإن خوضهم للمباريات يبقيهم في جهوزية أفضل.
لكن الرد الطرابلسي جاء على لسان رئيس نادي الاجتماعي عبد الله النابلسي الذي رفض كل ما يقال عن تساهل أو إشراك الاحتياطيين. فهناك حارسان في الاجتماعي هما الأساسي أحمد قرحاني والاحتياطي محمد الريس، وجرى إشراك الريس لكون قرحاني يملك بطاقتين صفراوين، وبالتالي تفادى النادي إشراكه حرصاً على عدم نيله إنذاراً ثالثاً يغيب فيه عن أول مباراة في المربع الذهبي، خصوصاً أن الاجتماعي سيرتاح في المرحلة الأخيرة من الدوري المنتظم. وأكّد النابلسي أن 6 لاعبين من الذين لعبوا أمام الحكمة شاركوا أمام السلام زغرتا في المباراة قبل الماضية وهم مروان حمزة، محمد عبيد، عبد الرحمن بلّة، وسام الرفاعي، عمر ياسين ووليد عباس. أما محمود الدهن فهو لاعب اساسي ولعب مع الحكمة على هذا الأساس إذ شارك في 10 مباريات من أصل 11 وغاب عن لقاء السلام لإيقافه اتحادياً، وكذلك حسين صالح الذي لعب 5 مباريات كأساسي وفي 4 لقاءات كاحتياطي شارك خلالها في الشوط الثاني. أما بالنسبة للسوري علاء الراعي هداف الفريق بـ10 أهداف فهو يملك انذارين وتنطبق عليه أسباب غياب الحارس قرحاني ذاتها. ويشير النابلسي الى أن الحكمة كان يحتاج الى نقطة كي يتأهل ولا حاجة للخسارة أمامه بثلاثة أهداف وتهديد صدارة المجموعة التي يملكها الاجتماعي في حال كانت هناك نية للتركيب.
لكن موقفاً اتحادياً بارزاً صدر عن عضوي الاتحاد سمعان الدويهي وجهاد الشحف اللذين لوّحا بالاستقالة إذا لم تذهب اللجنة العليا بقراراتها الى النهاية، حتى أن الدويهي اعتبر أن على الاتحاد إلغاء مفاعيل مباريات المجموعة الأولى «وإلا اعتماد نظام مجموعات، يلعب في كل مجموعة الفرق التي هي من لون طائفي أو مناطقي واحد». كذلك أشار الى ما يحصل على صعيد شرائط الفيديو والحالات التي تغيب عنها بقصد، ما يؤكد وجود مافيا تدير الأمور في الغرف السوداء، معتبراً أن «بعض الحكام يقومون بدور الوسطاء لتركيب نتائج وتغليب كفة فريق على آخر، وهو ما سيكشف في التحقيق».



فوز النجمة والصفاء

حافظ النجمة على صدارته بفوزه على حساب مضيفه الأهلي صيدا 1 - 0 أمس، في افتتاح المرحلة 13 من الدوري اللبناني لكرة القدم. وسجل هدف النجمة أكرم مغربي. وفاز الصفاء على ضيفه السلام صور 3 - 1، وسجل للفائز علي السعدي، النيجيري صاموئيل وعامر خان، وللسلام محمد نصار.