لا يخفى أن منتخب ألمانيا حالياً لا يشبه ذاك المنتخب الذي أبهر العالم في المونديال الاخير في البرازيل، حيث كانت الرغبة والجوع حاضرين بقوة ليحملا الكأس الذهبية الى برلين في نهاية المطاف. ومنذ ذلك الوقت وحتى وصولنا الى ابواب كأس اوروبا 2016، تذبذب أداء الالمان، إن كان في التصفيات او في المباريات الدولية الودية، ما جعل الاسئلة كثيرة حول امكانيتهم فعل ما قامت به فرنسا واسبانيا قبلهما باضافة اللقب الاوروبي الى اللقب العالمي.
وفي وقتٍ كان فيه لاعبو المدرب يواكيم لوف في اعلى مستوياتهم الفنية خلال المونديال ولم يكن هناك اي أحد قادراً على ايقافهم، فإن ما يحتاج اليه "المانشافت" حالياً هو تلك الروح القتالية المليئة بالرغبة والاصرار للخروج من فرنسا بالكأس الفضية. اما السبب فهو المشكلات المختلفة التي يعاني منها لاعبون مفاتيح في التشكيلة الالمانية، والتي قد تجعل لوف امام حقل الغام في الـ "يورو".
مشكلات مختلفة يعاني منها لاعبون مفاتيح في التشكيلة الألمانية

وبعيداً من حراسة المرمى، حيث حتى في حال ابتعاد مانويل نوير لأي ظرفٍ كان، فإنه بوجود مارك - اندريه تير شتيغن وكيفن تراب وبرند لينو، تبدو الخشبات الثلاث في مأمن، يأتي الانتقال الى الدفاع ليترك كلاماً كثيراً عن ضعفٍ ملحوظ، اذ ان اعتزال القائد فيليب لام خلق فراغاً لا يمكن تعويضه على الجهة اليمنى، رغم الاختراعات التي يقوم بها لوف عبر تحويل لاعب وسط – مدافع مثل إيمري كان الى ظهير أيمن، تماماً كما فعل مع شكودران مصطفي الذي يبدو انه لا يزال يراه قادراً على ملء هذا الفراغ، وهو الذي فشل في هذه المهمة خلال المونديال.
واذ كانت مشكلة الجهة اليسرى حاضرة في كل مرّة تواجد فيها لام على الميمنة، فإنه حتى اليوم لا يملك لوف سوى خيار يوناش هكتور المتواضع الخبرة، والذي يلعب لفريقٍ عادي حالياً هو كولن. هذا في وقتٍ يبدو القلق فيه كبيراً من استمرار ابتعاد جيروم بواتنغ عن الملاعب بسبب الاصابة، ما يترك شكوكاً حول امكانية استعادته لمستواه قبل كأس اوروبا حيث الحاجة كبيرة اليه للتواجد الى جانب ماتس هاملس بعدما شكلا ثنائياً ناجحاً في المونديال.
ومع ذهاب "يوغي" الى استدعاء مجموعة من الشبان لتعزيز الدفاع، مثل انطونيو روديغر وسيباستيان رودي وجوناثان تاه، يعلم الرجل تماماً انه لا يمكنه الاعتماد سوى على لاعبي خبرة في خط الوسط حيث كان مركز الثقل الألماني دائماً. لكن صناعة الفارق عبر هذا الخط قد لا يجدها هذه المرة، وخصوصاً ان النجم الاول للوسط والقائد الجديد للمنتخب باستيان شفاينشتايغر يعاني من اصابة لا يتوقّع ان تتركه لاستعادة مستواه قبل البطولة القارية، وهو الذي تخبّط بين الغيابات والضياع منذ انتقاله الى مانشستر يونايتد الانكليزي في خطوةٍ تأكد انها لم تكن المثالية بالنسبة اليه. كذلك، فإنه ورغم لعبه اساسياً وتقديمه اداءً طيباً مع يوفنتوس الايطالي، لا يبدو سامي خضيرة قد عاد الى ما كان عليه سابقاً بعد سلسلة من الاصابات، اذ نرى ان مستوى لياقته البدنية يهبط بشكلٍ رهيب خلال الشوط الثاني لأي مباراة، حيث يلجأ المدرب ماسيميليانو اليغري الى استبداله غالباً.
ومع الامل الكبير في ان يكون ماركو رويس حاضراً هذه المرة لمساعدة مسعود اوزيل وطوني كروس، وحصول الموهوب جوليان دراكسلر على فرصته، او استدعاء ليروي سانيه لاضافة السرعة والحيوية الى الوسط، تبرز المشكلة الاخيرة في الهجوم، حيث اضطر لوف الى استدعاء مهاجمٍ لم يقنع يوماً على الساحة الدولية وهو ماريو غوميز. فمع اعتزال كلوزه وتراجع مستوى لوكاس بودولسكي وبقاء بطل المونديال ماريو غوتزه احتياطياً في بايرن ميونيخ، وقلّة خبرة كيفن فولاند واقصاء ماكس كروزه لاسباب انضباطية، يبقى توماس مولر الوحيد القادر على انتاج ما تعمل عليه "الماكينات" التي ستختبر قدرتها عملياً بخصوص ما يمكن ان تقدّمه في "اليورو" مساء اليوم امام انكلترا، ومساء الثلاثاء امام إيطاليا، حيث سيُقرأ المكتوب من عنوانه.




نتائج وبرنامج المباريات الدولية الودية

هولندا – فرنسا 2-3
لوك دي يونغ (47) وإبراهيم أفيلاي (86) لهولندا، وأنطوان غريزمان (6) وأوليفيه جيرو (13) وبلايز ماتويدي (88) لفرنسا.

إيرلندا – سويسرا 1-0
كياران كلارك (2).

لوكسمبورغ – البوسنة 0-3
ماكسيم شانو (73 خطأ في مرماه) وإيدين دزيكو (75) وميراليم بيانيتش (90).
سلوفاكيا – لاتفيا 0-0
أرمينيا – بيلاروسيا 0-0
الغابون – سيراليون 2-1

مباريات اليوم
أذربيجان – كازاخستان (17,00)
روسيا – ليتوانيا (18,00)
بولونيا – فنلندا (18,30)
النمسا – ألبانيا (18,30)
المجر – كرواتيا (19,00)
ألمانيا – إنكلترا (21,45)